الصحابية خولة بنت الأزور وصفاتها
الصحابية خولة بنت الأزور وصفاتها
هي أخت القائد العظيم ضرار بن الأزور الكندي، وهي إحدى عقائل العرب، وبقية بنات الملوك، وبيتها بيت لديه مبدأ راسخ وعقيدة ثابتة وقوية في الجاهلية وفي الإسلام، فقد قتل أبوها بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفاعاً عنه، وأخرهم ضرار من أشرس القادة، وإذا ذُكر يقال أنه بألف رجل، وهو من الرجال الذين لا يغنى غناهم أحد، توفيت في أواخر عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
وأما خولة فقد أوتيت من جمال الوجه، وضياء القلب، ورباطة الجأش، وكانت من الباسلين في القتال، ما لم يتح لأحد غيرها، ولها من المواطن الكثيرة الصالحة التي شُفيت بها القلوب، وتداوت بها النفوس، ولديها من الفروسية ما تفوقت به على مثيلاتها، ومن البطولة والشجاعة والبذل، ولديها دهاء، وإقدام، ولها مواقف بطولية لم تكن لأحد من غيرها من البذل والعطاء.
مناقب الصحابية خولة بنت الأزور
الصحابية خولة بنت الأزور لها العديد من المناقب التي جعلت ذكرها يثير النساء المؤمنات ويتخذونها قدوة لهم، ومنها:
- موقفها من أسر أخوها ضرار بن الأزور في وقعة أجنادين
وقد سار خالد بن الوليد مع الجيش لخلاصة، وهو في الطريق مر به فارس، طويل وبيده رمح، ذي ثياب سود، قد حزم وسطه بعمامة خضراء، ثم سحبها على صدره، ولم يبين منه إلا الحدق؛ أي كان ملثم، وقال عنه خالد بن الوليد إنه فارس، فاتبعه خالد والجيش، حتى وصل إلى المشركين وقد حمل على عساكر الروم كأنه المحرقة، فزعزع مناكبهم، وأحرق صفوفهم، فما كانت إلا جولة واحدة.
حتى خرج ملطخ بالدماء وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً، وعرّض نفسه للهلاك ثانية، واخترق القوم ولم يعلم الجيش من هو الذي يقوم بهذه الحملات، وظنوا أنه خالد حتى جاء خالد فسألوه من الفارس الذي تقدمة، فهو أيضاً لم يعرف من هو، فأثابهم الفضول وأصروا على معرفة من هو، فلما كشف عن وجهه فإذا هي خولة بنت الأزور، تدافع عن أخيها.
- موقفها من أسر النساء في معركة صورا
وقفت مع النساء وقد أسرت معهن، وبدأت تثير نخوتهن، ولم يكن معهن من الأسلحة شيئاً، فقالت لهن خذن أعمدة الخيام وأوتادها واغرسنها في قلوبهم حتى نقتل هؤلاء اللئام، ففعلن ما دعته إليهن، وصحن صيحة واحدة، وقالت لهن لا تتفرقن عن بعضكن وكن دائرة واحدة، وقاتلن قتالاً مستميتاً حتى أنقذتهن من أيدي الروم.
أثر التربية الإيمانية على الصحابية خوله
لقد نشأت خولة في مدرسة الشجاعة، والبطولة، والبسالة، وتربت على الإيمان الصادق، أما آن الأوان لفتياتنا الآن أن يشمرن عن ساعدهن، وينفضن الغبار عن أنفسهن، ويستفقن من غفلتهن، ويربين أولادهن التربية الصحيحة، لا بد من أن يصنعن جيلاً واعداً، جيل الأبطال، وتقاتل إذا دعت الضرورة، ولن تكون المسلمة كذلك إلا إذا كانت صوامة قوامة تخاف الله وتتقيه.
الصحابية خولة بنت الأزور ليست خيالاً
خولة بنت الأزور ليست شخصية خيالية بل حقيقة وواقع، ولها من البطولات والأعمال الجليلة والمناقب الكثيرة، وهناك من شكك فيها لكثرة ما روي عنها، وما روي عنها حقيقة وصحيح، كما ذكرت كتب التفسير والسير، كانت شاعرة من أجود وأشجع النساء في عصرها، لها أخبار كثيرة من فتوح الشام، وفي شعرها جزالة وفخر.
وذكر ابن الكثير في كتابه البداية والنهاية أنها قاتلت في معركة اليرموك مع نساء كثيرات، وقاتلت ببسالة في ذلك اليوم هي ونساء كثيرات، وقتلن كثيراً من الروم، وهذا مما ورد عن الصحابية الجليلة خولة بنت الأزور كله حقيقة ويرد مزاعم الذين يقولون أنها شخصية خيالية وليست حقيقة، فنساء المسلمين كلهن مقاتلات باسلات، فهي الفارس الذي احتارت صفوف المسلمين لمعرفته.
الفارس الملثم الذي قاتل الروم بكل شجاعة ولم يهاب العدو، ودخل في صفوفها مشتتاً شملهم، هذا الفارس الذي كالبرق، الذي كان سباقاً إلى صفوف المشركين، فدخل في صفوفهم كأنه النار المحرقة، وغاب وسطهم، فلم يظهر إلا وسيفه ملطخ بدمائهم، وعرض نفسه للهلاك في سبيل الله، غير مبال لما سيحصل له، وسط قلق من المسلمين عليه، وأثارهم وأشعل في قلوبهم ناراً حتى يعرفوا المقاتل الشرس، الذي أباد المشركين وفرقهم.