صناعة السكر من قصب السكر
قصب السُّكر
يُصنَّفُ قصبُ السكَّر (بالإنجليزيّة: Sugarcane)، والمعروف باسمه العلميِّ Saccharum officinarum، ضمنَ أعشاب الفصيلة النجيليَّة، كما أنَّه يُعدُّ من النَّباتات المُعمِّرة التي تنمو في المناخات المداريّة، وشبه المداريّة، حيث يعودُ أصله إلى مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا، ويتراوحُ ارتفاعه بين ثلاثة إلى خمسة أمتارٍ، أمّا قُطره فيبلغُ حواليّ خمسَ سنتيمتراتٍ، وتُعتبَرُ البرازيل أكبر دولةٍ مُنتجةٍ له، وتليها الهند، ويتميَّزُ بطعمه الحلو نتيجةً لمُحتواه الغنيّ من السكروز، والذي يتكوَّنُ من اتِّحادِ نسبٍ مُتماثلةٍ من سُكريّ الجلوكوز ، والفركتوز، وهذا الأمر يجعلُ من قصب السكَّر مصدراً أساسيّاً لاستخراج السكَّر، وعلاوةً على ذلك فإنَّ مُنتَجاته لا تقتصرُ على السكَّر فحسب؛ بل تتضمن؛ العسل الأسود، أو ما يُسمَّى بدبس السكَّر، والسكَّر البنيّ ، والباغاس أو تفل السكّر، وغيرها، وتتميَّزُ بارتفاع قيمتها الغذائيّة، والطبيَّة؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنواع غير المُكرَّرة منها تحتوي على بعض المُركَّبات الفينوليَّة المُفيدَة لصحَّة الجسم، ومن المُثير للاهتمام أنَّ حصاد قصب السكَّر يتمُّ عادةً قبل إزهاره؛ حتَّى لا يقلَّ مُحتواه من السكَّر.
صناعة السُّكر من قصب السكَّر
يُستخدَم قصب السكَّر في صناعة 80% من السكّر حول العالم، وفيما يأتي طريقة تصنيعه:
- تُجمع عيدان قصب السكر من الجزء القريب من التربة؛ نظراً لأنَّ أغلب السكر مُتوفِّرٌ في السيقان.
- تُعصَر العيدانُ للحصول على عُصارةٍ بُنيَّة اللّون، بالإضافة إلى تفل السكر.
- تُصفَّى العُصارةُ المُستخرجَة، وتُفصَلُ عن التِّفلِ باستعمال مصافٍ، أو فلاترَ مُخصَّصةٍ.
- يُضافُ الحجر الجيري إلى العُصارة أثناء تسخينها؛ لتَعلَقَ به الشوائب، ثُمَّ تتمُّ إزالته بعمليّات الفلترة.
- تُنقلُ العصارة إلى أجهزة التبخير حتى يُصبحَ كثيف القوام، ويتبلوَر.
- تُفصَلُ البلُّورات عن العُصارة عبرَ أجهزة الطرد المركزيّ (بالإنجليزيّة: Centrifuge).
- تُبرَّدُ البلّورات، ثمّ تُجفّّفُ ليَنتُجَ منها السكّر البنيّ الذي يحتوي على الدبس ، الذي تتمُّ إزالته بعمليّات تكريرٍ مُتتابعة؛ للحصول على السكَّر الأبيض .
القيمة الغذائيَّة للسكَّر
يُمثِّلُ الجدولُ الآتي القيمة الغذائيَّة الموجودة في كوبٍ من حُبيبات السكَّر، أيّ ما يُعادل 200 غرامٍ:
العنصر الغذائيّ | الكميَّة |
---|---|
السعرات الحراريَّة | 774 سعرة حراريَّة |
الماء | 0.04 مليليتر |
الكربوهيدرات | 199.96 غراماً |
السكريات | 199.60 غراماً |
البروتين | 0 غرام |
الكالسيوم | 2 مليغرام |
البوتاسيوم | 4 مليغراماتٍ |
الحديد | 0.10 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.038 مليغرام |
الصوديوم | 2 مليغرام |
الزِّنك | 0.02 مليغرام |
الكميّة المُوصى بها من السكَّر
يُوصى دائماً بتجنُّب الإفراط في تناوُل السكَّر المُضاف؛ إذ إنّه عالي السعرات، ولكنّه لا يمدُّ الجسم بالعناصر الغذائيَّة، وهذا بدوره يحولُ دون تحقيق نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ ، ولذلك تنصحُ جمعيَّة القلب الأمريكيَّة بأن لا يزيد الاستهلاك اليوميُّ منه عن تسعة ملاعق صغيرةً للرجال، أي ما يُعادلُ 150 سعرةً حراريَّةً، وستِّة ملاعق صغيرةً للنِّساء، أيّ ما يُعادلُ 100 سعرةٍ حراريَّةٍ، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ حواليّ نصف مَدخولِ السكَّر الذي يستهلكُه الفرد مصدره المشروبات، مثل؛ العصائر المُحلّاة، والمشروبات الغازيَّة ، بالإضافة إلى بعض المصادر الأخرى الغنيَّة به، كالحلويّات، والكعك، ومُنتَجات الألبان؛ كالمُثلّجات، والحليب المُحلَّى، بالإضافةً إلى ذلك فإنَّه من الضروريِّ الاطِّلاع على مُلصقات المُنتَجات الغذائيَّة التي تُبيِّنُ مُحتواها من السكَّر المُضاف، والذي يُذكَرُ بمُسمَّياتٍ مُتعدِّدَة، مثل؛ شراب الذُّرة عالي الفركتوز، والعسل الأسود، والسُّكر البنيّ، وشراب الذُّرة (بالإنجليزيّة: Corn syrup)، بالإضافة إلى جُزيئات السكَّر، ومنها؛ الجلوكوز، والفركتوز، والسكروز، وغيرها.
حساسيَّة سُكَّر القصب
يُصابُ 4% من الأشخاص البالغين بحساسيَّة الطَّعام (بالإنجليزيَّة: Food allergies)، أو ما يُعرَفُ بأرجيّة الطعام، وهي ردَّةُ فعلٍ مناعيَّةٍ غير طبيعيَّةٍ اتّجاه نوعٍ من الطَّعام أو إحدى مُكوِّناته، وذلك وِفقاً لما أصدرَتْه الكُليَّة الأمريكيَّة للحساسيَّة والربو والمناعة، وقد يُصابُ بعض الأشخاص بتحسُّسٍ عند تناوُلهم أحد أنواع السكَّر غير المُكرَّر، كسكَّر القصب، نتيجةً لاحتوائه على مُكوِّناتٍ غير مُعالَجةٍ؛ إذ إنَّه لا يخضعُ لمراحل غليانٍ مُتكرِّرة، ففي مقالةٍ نشرَتْها مجلَّةُ Mother Jones عام 2014؛ ذُكرَ فيها أنَّ سكَّر القصب يمرُّ بعمليَّة غليانٍ واحدةٍ فقط، ممّا يُبقيه مُحتفظاً بالعسل الأسود الذي يرفعُ قيمته الغذائيَّة، ويُعطيه نكهةً، ولوناً مُميَّزيْن، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ أعراض هذا التحسُّس قد تتراوح بين الطَّفيفة، والشَّديدة، كما أشارتْ الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة إلى أنَّه يُمكن للأعراض الطّفيفة أن تتطوَّرَ مع الوقت وتُشكِّل خطراً على صحَّة الفرد، وتشتمل هذه الأعراض على ما يأتي:
- ضيق النَّفَس.
- الأزيز (بالإنجليزيّة: Wheeze).
- الشُرى.
- انتفاخ اللِّسان (بالإنجليزيّة: Tongue swelling).
- القيء.
- السُّعال.
- الدوخة (بالإنجليزيّة: Dizziness).
- ألم البطن (بالإنجليزيّة: Abdominal pain).
- صدمة الحساسيّة (بالإنجليزية: Anaphylaxis)؛ والتي تُعدُّ إحدى أعراض التحسُّس الشديد، حيث ينتُجُ عنها صعوبةٌ في التنفُّس، وانخفاضٌ في ضغط الدَّم، وقد تُؤدّي إلى الموت.
أضرار الإفراط في تناوُل السكَّر
يرتبطُ تناوُل السكَّر بكميّاتٍ كبيرةٍ بارتفاع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض لجميع المراحل العُمريَّة؛ فعلى سبيل المثال، يتمُّ مُعالجة سكّر الفركتوز في الكبد، والذي يُمكنه التحكُّم بهذه العمليَّة عند تناوُل كميّاتٍ محدودةٍ من السكَّر، أمّا عند الإفراط في الكميَّة المُستهلَكة فإنَّه يُحوّل الزائد منها على شكل دُهونٍ مُشبعةٍ ضارَّةٍ للجسم؛ حيث إنَّها تظهرُ في الدَّم على هيئة ثلاثيّ الغليسيريد (بالإنجليزيّة: Triglyceride)، والذي يرفعُ خطر الإصابة بأمراض القلب عند زيادة نسبته في الدَّم، وعلاوةً على ذلك فقد تبيَّن أنَّ التناوُل المُفرَط للفركتوز يُمكن أن يُؤدّي إلى الإصابة بالسكريّ من النَّوع الثاني (بالإنجليزيّة: Type 2 diabetes)؛ إذ إنّه يرفع مستويات الكوليسترول الضارّ ، أو ما يُعرَف اختصاراً بـ LDL، بالإضافة إلى دوره في تعزيز مُقاومة الإنسولين ، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّه يرفع خطر الإصابة بالسُّمنة، وبعض أنواع السرطان .