صفات النبي موسى
صفات النبيّ موسى
اصطفى الله سبحانه وتعالى أنبياءَ ورسلاً من بين البشر، حمّلهم أمانة تبليغ رسالته وشرائعه إلى النّاس، وشرّفهم بمهمّة إخراج النّاس من ظلمات الشّرك والضّلال إلى نور الهداية والتّوحيد، ومن بين أنبياء الله تعالى ورسله أولو العزم من الرّسل، وكان سيّدنا موسى عليه السّلام أحد هؤلاء الأنبياء الكرام، فما هي صفات النبيّ موسى عليه السّلام؟
الأمانة
اشتُهر النبيّ موسى عليه السلام بالأمانة، ودلّت على تلك الفضيلة مواقف كثيرة في سنين دعوته وحياته، ومن بينها موقفه مع ابنة الرّجل الصّالح حينما سقى لها ولأختها؛ حيث كان أميناً حينما روت الآثار كيف أمر ابنة الرجل الصالح التي جاءت برسالة من والدها إليه أن تسير خلفه؛ حتّى لا يطّلع على محاسنها، كما أنّه بلا شكّ كان أميناً في دعوته حينما لم يألُ جهداً لتبليغ تلك الرسالة على الرغم من الأذى الشديد الذي تعرّض له من قبل قومه.
القوّة والجلد
كان النبيّ موسى عليه السلام قويّاً خَلْقاً وخُلُقاً، وما دلّ على قوّته وجلده هو صبره الشديد على ما أصابه من الخذلان والأذى من قومه فما لانت قناته، ولا فترت عزيمته، أمّا القوّة الجسديّة فقد دلّت عليها كثيرٌ من المواقف منها ضربه للحجر الذي ذهب بثيابه حتّى شوهد ما حصل للحجر من ندباتٍ بفعل هذا الضّرب، وكذلك حمله لحجر البئر الذي لم يطق حمله عشر رجال يوم سقى لبنات الرّجل الصّالح.
الوفاء بالعهود
رحل موسى عليه السلام من مصر متوجّهاً إلى مدين، حيث اتّفق مع الرّجل الصّالح -الذي يُروى أنّه كان نبيّ الله شعيب عليه السلام- أن يرعى له ثماني حججٍ أو عشراً، مقابل أن يتزوّج ابنته ويكون عنده قوت يومه، فوفّى نبي الله موسى عليه السلام بأبعد الأجلين وأتمّهما.
الإشفاق
كان موسى عليه السّلام مشفقاً على قومه رحيماً بهم، حتّى في الأوقات التي كانوا يظهرون فيها مواقف الكفر والخذلان، ومن تلك المواقف يوم أخذتهم الرجفة؛ حيث وقف موسى عليه السلام يدعو ربّه مُشفقاً عليهم كما ورد في قوله تعالى: (فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) [الأعراف: 155].
الثقة بالله تعالى
اتّصف موسى عليه السلام بالثقة بالله والإيمان العظيم بنصره، حيث خشي بنو إسرائيل أن يدركهم فرعون وجنوده يوم هربوا من بطشهم، فكان لسان حال موسى عليه السّلام ومقاله يردّد: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 62].