نبذة عن رواية العطر
تعريف حول رواية العطر
رواية العطر هي رواية ألمانيّة للكاتب الألمانيّ "باتريك زوسكيند" الذي انطلقَ في الكتابة منذ الثمانينيات، والذي حقّقت روايته "العطر" عام 1985م نجاحًا كبيرًا، وتصدّرت قائمة أكثر الكتب مبيعًا في أوروبا، وتمّ بيع ملايين النسخ منها في مختلف أنحاء العالم، وقد ترجمها نبيل الحفار إلى العربية ونشرتها دار المدى عام 1997م، وتنتمي الرواية إلى فئة روايات الجريمة والإثارة، ويبلغ عدد صفحاتها 282 صفحة، تحكي عن قصة قاتل متسلسل غريب الأطوار عاش في القرن الثامن عشر، وأودى بحياة 25 فتاة.
ملخص عن رواية العطر
تحكي رواية العطر قصة قاتل عن أكثر شخصيات هذه الفترة حقارة وشرًا وعبقرية، قاتل متسلسل قتل 25 فتاة، وحش تمكنت من روحه الرذيلة، هذه الشخصية غريبة الأطوار، تحكي قصة السفاح باتيست غرونوي الذي وُلد في سوق السمك بباريس عام 1738م، والذي قرّرت أمه التي جاءها المخاض وهي تقف أمام عربة السمك وتُنظّف نوعًا من السمك الأبيض، التخلّص منه كما تخلّصت من الأربعة أجنة الذين سبقوه.
إلا أن القدر شاء أن يولد باتيست حيًا -عكس الذين سبقوه والذين كانوا يولدوا أمواتًا أو شبه أموات- فبعد أن ولدته أمه تحت طاولة السمك وقطعت الحبل السري بالسكين في يدها فقدت وعيها، فخرجت خارج حدود الطاولة ليراها المارة الذين صرخوا واستدعوا الشرطة، وما إن استيقظت وسألوها عن السكين الذي تمسكه والدم الغارقة فيه قالت إنّه من السمك، لكن تنكشف كذبتها فورًا عندما تأتي صرخات الرضيع من أسفل الطاولة، فتقبض الشرطة عليها ويحكم عليها بالإعدام تحت المقصلة، ويتم تسليم الطفل لمرضعة تُربّيه.
لكن لماذا لا تقبل ولا مرضعة الاستمرار في إرضاع هذا الرضيع؟ لماذا لا ترغب أي منهن في الاحتفاظ به؟ فتارة يقولون إنّه "ابن الحرام"، وتارة "ابن قاتلة الأطفال"، أو أنه "ابن الشيطان"، ولم يوافق على استقباله إلا دار أيتام مدام غايار، حيث تربّى هناك وسط مجموعة من الأطفال الأيتام، الذين شعروا بالخوف والرهبة منه، حتى أنهم حاولوا قتله في فترة من الفترات عن طريق ضربه ضربًا مبرحًا.
كبر جرنوي الذي تمّيز بحاسّة شمّ غريبة وأنف يلتهم الروائح -الجيدة والسيئة- كأنّه يتغذى عليها، وتعلّمَ صناعة العطور؛ لذا كان يصنع الكثير من المركبات العطرية، حتى جاء اليوم الذي اشتم فيه رائحة نقية ليس كمثلها رائحة، وحينما تتبّعَ مصدر هذه الرائحة صدم أنّها نابعة من فتاة بين الثالثة عشر والرابعة عشر تجلس على طاولة تُنظّف ثمار البرقوق، فقد عقله ولم يستطع مقاومة الرائحة المُميّزة، وقرّر الحصول عليها بأيّ ثمن لأنه لم يتخيّل فقدانها، وكانت هذه بداية اللعنة.
شخصيات رواية العطر
ضمّت رواية العطر عددًا من الشخصيات الرئيسة والثانوية وهم:
- جان باتيست غرونوي: بطل الرواية، الذي يمتلك حاسة شم غريبة.
- جوزيف بالديني: صانع العطور الذي تدرّبَ عنده غرونوي.
- جين بوسي: المرضعة التي رفضت إرضاع غرونوي وعادته للدير.
- مدام غايار: سيدة اعتنت بغرونوي بعد رفض المرضعة جين بوسي له.
- الأب تيرير: راهب الدير الذي استقبل غرونوي بعد إرجاع جين بوسي له.
- السيد جريمال: الدباغ الذي يخدمه غرونوي.
- أنطوان ريتشيس: مسؤول رفيع المستوى ورجل مثقف.
- لوري ريتشيس: ابنة أنطوان ريتشيس الجميلة، وهدف غرونوي الأخير.
- دومينيد دوروت: صانع عطور يظن أنّه أفضل من غرونوي.
- مدام أرنولفي: أرملة تدير ورشة عطور وتعشق دوروت.
- شينييه: مساعد بالديني.
الآراء النقدية حول رواية العطر
حظيت الرواية بشعبية كبيرة جدًا على مستوى العالم، بين مؤيّدٍ لفكرتها ومدى روعة الإثارة فيها، لقيمتها التي تجعلك تُدرك أهمية حاسة الشم وأهمية الروائح، ودقة أحداثها التي تبعدك عن الشعور بالملل، على الرغم من أنها تتحدث عن الروائح وفن صناعة العطر، هذه الدقة في الوصف هي ما تجعل حتى الأشخاص الذين لديهم حاسة شم ضعيفة يشعرون وكأن يمكنهم شمّ الروائح من صفحات الرواية.
المثير للدهشة هو أن الكاتب سيجعلك تتعاطف مع البطل وتشمئز منه في الوقت نفسه، فهو كائن تعرّضَ للضرب والأذى طوال حياته، ما إن كبر حتى أصبح ماكرًا ومخادعًا، فلجأ لقتل فتاة شابة ليتحول بعدها إلى وحش يُمكنه فعل أيّ شيء ليحصل على ما يريد، ومن جانب آخر فإنّ الوصف البديع للمكان الذي تدور فيه معظم أحداث الرواية سيجعلك تستحضر صورة واضحة عن هذه الفترة، وتفهم لما تم التركيز على تصنيف الناس من خلال روائحهم، فقبل الاستحمام بماء ساخن ومنظفات، وقبل اختراع الغسالات كان للناس روائح غريبة بالفعل.
ومن جانب آخر في قائمة الآراء الأقل شعبية، ستجد مَن لا يُفضّل هذه الرواية، ربما بسبب الإحباط الذي تبثّه وما تحمله من أحداث سوداوية، ومن زاوية أخرى ربّما كان القرّاء يتوقعون في الثلث الثاني من الرواية تسليط الضوء على مزيد من أحداث القتل بما أنّها رواية جريمة، لا على فن صناعة العطور، في العموم إنّ مَن يهتم بالأدب الكلاسيكي يستمتع بالرواية من البداية للنهاية، أمّا هواة كلاسيكيات أدب الجريمة فربّما سيشعرون ببعض الإحباط لأنهم لن يجدوا لغزًا في الرواية.
اقتباسات من رواية العطر
فيما يلي اقتباسات من رواية العطر:
- "إنّ العطر يعيش مع الزمن، فله مراحل شبابه ونضجه وشيخوخته، وفقط عندما يتخطّى مراحل العمر المختلفة محافظًا على أريجه بالوتيرة نفسها، يعتبر عطرًا ناجحًا".
- "سبب تعاسة الإنسان يكمن في أنّه لا يريد الركون إلى حجرته حيث يجب أن يكون".
- "لعبق الرائحة الطيبة قدرة على الإقناع أقوى من الكلمات ونور العين والشعور والإرادة، إنّها قدرة على الإقناع لا تُقاوم، إنّها تتغلغل فينا، كما الهواء في رئتينا، إنّها تملؤها، تتعشّق فينا، وليس من وسيلة لدرئها".
هل تمّ تحويل الرواية إلى عمل سينمائيّ؟
تمّ تحويل هذه الرواية لفيلم سينمائي عام 2006م يحمل الاسم نفسه "العطر: قصة قاتل"، والذي يحكي عن جان باتيست غرونوي الذي يولد بحاسة شم قوية ومزعجة، والذي يعشق من بين كل الروائح -رائحة جسد المرأة- فيقضي حياته كلها في شم جوهر النساء وصناعة العطور، لكن هذا يحوله لقاتل بلا رحمة، والفيلم من بطولة كلّ من:
- بن ويشا.
- داستن هوفمان.
- آلان ريكمان.
- فرانسيسك ألبيول.
- راشيل هيرد وود.
- جونزالو كونيل.
- أندريه هيريرا.
- سيمون تشاندلر.
- ديفيد كالدر.
- ريتشارد فيليكس.
- ريج ويلسون.
- كارلوس جراماجي
- سيان توماس.
- مايكل سمايلي.
- والتر كوتس.