صفات الكمال
صفات الله تعالى كلها صفات كمال
صفات الله -تعالى- كلها صفات كمال ، ولا نقص فيها بأيِّ وجهٍ من الأوجه، وهذا الكمال في كلِّ ما يُنسب إلى الله -تعالى-، ولو كان هناك إلهٌ فيه صفات نقص فمن المؤكد أنّه ليس بإله، ويمكن الاستدلال على صفات الكمال لله -تعالى- عن طريق الأدلة التالية:
- النص من القرآن الكريم والسنة النبوية
قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ المَثَلُ الأَعلى وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ)، والمثل الأعلى: هو الوصف الأعلى، وهذا لا يليق إلّا بالله -تعالى-.
- العقل
إنّ العقل لا يقبل أنّ خالق هذا الكون ومُدبره يكون عنده صفات ناقصة؛ كالعجز وعدم العلم، فهذه الصفات لا تليق بالبشر فكيف تليق بالإله، وقد كان عجز الأصنام دليلاً على أنّها مخلوقات ضعيفة، لا يصحّ وصفها بالألوهية.
- الفطرة
إنّ النفس السليمة لا تقبل أن تعبد من له صفات نقصٍ كالبشر، فأصحاب الفطرة السليمة تأبى نفوسهم أن يعبدوا مخلوقاً ناقصاً يصف نفسه بالألوهية، وتأبى أن يتذلل الإنسان ويخشع ويخضع إلى ناقصٍ في صفاته، لذا فإنّ فطرتنا تقودنا إلى أنّ من نعبده لا شكّ بأنه بلغ كل صفات الكمال.
أمثلة على صفات الله الدالة على الكمال
كل صفات الله -تعالى- لها الكمال المطلق التي لا نقص فيها بأيِّ وجهٍ من الوجوه، وذِكر بعض الأمثلة على صفات الكمال لا يعني أنّ باقي الأسماء ليس لها الكمال المطلق، وفيما يأتي نذكر أمثلة على صفات الكمال لله -تعالى-:
- الحي القيوم
ورد ذكر اسمي الله -تعالى- الحي القيوم في قوله -تعالى-: (الم* اللَّـهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )، وفي قوله -تعالى-: (وَعَنَتِ الوُجوهُ لِلحَيِّ القَيّومِ وَقَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا)، فاسم الله الحي يدل على كمال علم الله المطلق، واسم الله القيوم يدل على كمال قدرة الله بأنّه قائم بذاته على كل من هو سواه من موجودات، وهذه الصفة تقتضي أن يكون الإله مُطلق العلم، فهو عالم بكلِّ الموجودات.
- الأحد الصمد
اسم الله الأحد يدل على التفرّد في كلِّ صفاتِ الكمال، فليس له مثيلٌ ولا شبيهٌ ولا ندٌّ ولا نظير، واسم الله الصمد معناه: هو الذي يقصده الناس لكمال سؤدده وعظمته وسلطانه، فهو أحٌد في صمديته الذي يقصده البشر في كلِّ شؤون حياتهم وفي كل الأزمنة.
أدلة إثبات الكمال المطلق لله تعالى
إنّ القول بأنّ الله -تعالى- قد تفرّد بكلِّ صفاتِ الكمال ليس قولاً بدون دليل، بل إنّ كلّ ما في الكون يدل على أنّ الخالق المعبود له كل صفات الكمال، وفيما يأتي ذكر أدلة إثبات الكمال المطلق لله -تعالى-:
دليل الفطرة
إنّ مفهوم العبادة يعني: الذُلّ والخضوع والخشوع والتقرّب بالمال والنفس بالطاعات، والقُربات إلى الإله، والنفس السليمة لا يمكن أن تُقدّم هذه العبادات وهذا الذل لإلهٍ ناقص ولو كان النقص بصفةٍ واحدة فقط، فالأصل في العبادات أن تُقدّم لمن يستحقها، والإله الناقص لا يستحقّ أن يُعبد، وبهذا تجد في قرارةِ كلِّ واحدٍ منا أنّ فطرته تمنعه من أن يعبد من يُماثله في النقص والعجز.
دليل العقل
إنّ الله -تعالى- قد أودع في عقلِ كلِّ واحدٍ منا مجموعة من القوانين والقواعد، وعند توظيفها توظيفاً صحيحاً، فإنّها تصل بدون شك إلى أنّ هذا الكمال الذي في الكون لا يمكن أن يوجده إلهٌ ناقص. والعلوم التي في الكون تدل على أنّ من أوجد هذا الكون هو صاحب العلم الكامل، واتساع الكون يدل على أنّ من أوجده هو إلهٌ على كل شيء قدير.
الأدلة النقلية
وللأدلة النقلية في القرآن الكريم دورٌ كبير في إثبات صفات الكمال لله -تعالى-، ومن هذه الأدلة ما يأتي:
- (وَلِلَّـهِ المَثَلُ الأَعلى وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ )، تشير الآية إلى صفات الكمال لله -تعالى-.
- ( وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ)، فالله -تعالى- لا يمكن أن يطلب من عباده أن يدعوه بأسمائِه إلّا إذا بلغت الكمال في كل جانب وفي كل اسم، فالله -تعالى- لا يرشد عباده إلى عبادته بأسماء بها نقص.
ثمرات الإيمان بصفات الكمال
إن تطبيق فكرة الإيمان بإله كامل لا نقص فيه وحدها كفيلة بأن تُبطل كل الآلهة الأخرى، حيث أنّ النقص لا يفارق تلك الآلهة المزعومة أبداً، فكيف تعبد من دون الله -تعالى-، وهناك ثمرات أخرى للإيمان بصفات الكمال لله -تعالى- ، فكلِّ صفةٍ من صفات الله -تعالى- لها ثمرة تنعكس على العبد، وثمرات الإيمان بالإله الكامل في صفاته نذكر منها ما يأتي:
- الإيمان بصفات: (العلم، والإحاطة، والمعية) ويعلم أنّ الله رقيبٌ عليه وشهيد على كلِّ أفعاله، فيورثه تقوى الله -تعالى- في كل شؤون حياته.
- إيمان العبد بصفة الرحيم الودود يدفعه للتقرّب من الله تعالى لينال حب الله ورحمته.
- الإيمان بصفات: (الرحمة، والرأفة، والتَّوْبة، واللطف، والعفو، والمغفرة، والستر، وإجابة الدعاء) تدع العبد إلى تجديد التوبة كلما أحدث ذنباً، فلا ييأس من رحمة الله -تعالى-.
- الإيمان بصفات: (القهر، والغلبة، والسلطان، والقدرة، والهيمنة، والجبروت) تزرع الخوف من الله -تعالى- في النفس، فلا يظلم العبد نفسه، ولا يظلم غيره.
- الإيمان بصفات: (القوة، والعزة، والغلبة) تزرع في نفس العبد القوة، والعزة، والاستعلاء بالله -تعالى-، فلا يذل ولا يخضع لغير الله -تعالى-.