صفات الداعية الناجح والمؤثر
صفات الداعية الناجح والمؤثر
الدعوة إلى الله -تعالى- من الواجبات على المسلم حسب موقعه وقدرته، فقد خلق الله -تعالى- البشر لعبادته وإعمار الأرض، وأودع -سبحانه- بعض الصفات والمميزات التي يستطيع الدّاعي إليه بها التأثير في الناس وتأليف قلوبهم للحقّ والخير، وسيتمّ فيما يأتي ذكر أهمّ هذه الصفات:
الصدق والإخلاص
لا بد أن يكون الداعية مخلصاً في دعوته لله -تعالى-، فلا يريد منها الرياء لاكتساب السمعة وثناء الناس، وإنّما رضا الله -تعالى- فقط، فعندما يكون الداعية صادقاً مع الله -تعالى- سيوفّقه الله -تعالى- في دعوته، كما أنّها ستكون أدعى للقبول والتصديق من النّاس، والداعي إلى الله هو أوْلى النّاس بتعهّد نيّته وصدقه وإخلاصه.
شدّة الصلة بالله
إنّ أولى النّاس بالقرب إلى الله -تعالى- والخوف منه هم الدّعاة إليه، فعلى الدّاعية أن يخشى الله ويُراقبه في كلّ صغيرة وكبيرة، وأن يحافظ على عبادته وأداء ما فرضه الله، ويجتنب كلّ ما نهى الله عنه وحذّر منه، ويتوكّل على الله -سبحانه- حقّ التوكّل، ويثبت على قِيَمِه ومبادئه مهما كانت المغريات، ومَن كان كذلك وفّقه الله للتأثير في النّاس ودعوتهم إلى الحق.
الصبر
قد يواجه الداعية الكثير من المصاعب أثناء دعوته، فغالباً سيكون هناك من يرفض دعوته ويحاربها، لِذا عليه بالتأنّي و الصبر والتأسّي بصفات النبي -صلى الله عليه وسلم-، والابتعاد عن الغضب أو الإكراه في الدين، والتحلي بالهدوء واللّين والحِكمة، وفي النهاية ليس عليه سوى التبليغ، ثمّ إن الله يهدي من يشاء.
الدعوة بالحكمة والرحمة
إنّ من أهمّ الأمور التي يجب على الداعية أن يلتفت لها حتى يكون قريباً من النّاس ومؤثِّراً بهم أن يستخدم الأساليب الحسنة في دعوته للنّاس، فيكون رحيماً بهم، وليّنا معهم، ورفيقاً بالتعامل معهم، وعليه أن يُشاركهم ويستمع منهم ويتفاعل معهم، وينوي في كلّ ذلك الخير لهم.
العِلم
حتى يكون الداعية ناجحاً ومؤثِّراً عليه أن يدعو إلى الله عن علمٍ وبصيرة، ويمتلك المعلومات المهمّة في الدين التي تفيده وتجعله قوياً قادراً على محاورة الجميع وإقناعهم بالحجج والبراهين المناسبة، وخاصة العلم الشرعي ، قال -تعالى-: (يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).
كما أنّ العِلم في أساليب الحوار والمناقشة تزيد تأثيره في الآخرين من خلال اختيار الأسلوب المناسب، فبعض الأشخاص يقتنعون باللين والترغيب، وبعضهم الآخر يناسبه أسلوب الترهيب ويؤتي ثماره معه، كما أنّ بعضهم يقتنع بما يراه ويشاهده أمامه، فيستخدم الداعية صوراً من إعجاز الله في الكون مثلاً لإقناعه.
القدوة الحسنة
عندما يكون الشخص داعية إلى الله فإنّ الناس يراقبونه بشيءٍ من التفصيل، لذلك يجب أن يكون قدوةً حسنةً في جميع جوانب حياته، فلا يأتي بخلقٍ قد نهى الله عنه، ويُوافق قوله عمله، ويُعامل النّاس بالأخلاق الحسنة من الصدق، والتواضع، والعدل، والرّفق، وغيرها من الأخلاق الحسنة.