صفات الحسن بن علي رضي الله عنه
الحسن بن علي رضي الله عنه
هو الصحابي الجليل الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي، كنيته أبو محمد، حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين، وأبوه ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن رضي الله عنه هو سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وُلد في النصف من شهر رمضان في العام الثالث من الهجرة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم وعقّ عنه يوم سابعه بكبش، وحلق شعره، وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، حفظ وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث سمعها منه.
صفات الحسن بن علي رضي الله عنه
صفات الحسن بن علي الخَلقية
كان الحسن رضي الله عنه أشبه الخَلق بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "لَمْ يَكُنْ أحَدٌ أشْبَهَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ"، وجاء في الحديث أيضاً: "رَأَيْتُ أبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، وحَمَلَ الحَسَنَ وهو يقولُ: بأَبِي شَبِيهٌ بالنبيِّ، ليسَ شَبِيهٌ بعَلِيٍّ وعَلِيٌّ يَضْحَكُ"، وكان رضي الله عنه سيِّداً، وسيماً، جميلاً، عاقلاً، رزيناً، كبير الشأن.
صفات الحسن بن علي الخُلقية
كان الحسن رضي الله عنه حليماً، جواداً، ممدحاً، خيِّراً، ورعاً، محتشماً، كبير الشأن، ومن صفاته التي عرف بها:
- الكرم: كان الحسن رضي الله عنه جواداً كريماً، ومن المواقف التي تدلّ على شدة كرمه، ما يلي:
- ما قاله سعيد بن عبد العزيز: سمع الحسن بن علي رجلاً إلى جنبه يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف، فبعث بها إليه.
- خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: إن الحسن قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسّمه بينكم، فحضر الناس، فقام الحسن، فقال: إنما جمعته للفقراء، فقام نصف الناس.
- الورع: فكان من شدة ورعه وفضله أنه ترك الدنيا فقد ترك المُلك والخلافة، رغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى، وحقناً لدماء المسلمين، وكان يقول: ما أحببت أن أتولى من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن يراق في ذلك محجمة دم، وقد كان ولي الخلافة بعد أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن بايعه أكثر من أربعين ألفاً، فظهرت علامة من علامات النبوة في قوله صلى الله عليه وسلم: "ابْنِي هذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ به بيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ"، فقد ضرب الحسن رضي الله عنه أروع الأمثلة في التضحية بحظ نفسه من أجل الصلح بين المسلمين وحقن دمائهم بعد القتال الذي كان بينهم في الفتنة الكبرى .
وفاة الحسن بن علي رضي الله عنه
نُقل أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قد مات مسموماً، وقد اختُلف فيمن سمّمه، ولم يثبت فيمن سممّه شيء، وقيل إنه مات سنة تسع وأربعين، وقيل سنة خمسين، وقيل سنة واحد وخمسين، قال عمير بن إسحاق: كنا عند الحسن بن علي، فدخل المخرج ثم خرج، فقال: سُقيت السمّ مراراً وما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت طائفة من كبدي، فقال له الحسين: يا أخي، من سقاك؟ قال: وما تريد إليه؟ أتريد أن تقتله؟ قال، نعم، قال: لئن كان الذي أظن فالله أشدّ نقمة، ولئن كان غيره، ما أحب أن تقتل بي بريئاً، فلم يجزم رضي الله عنه من سمّمه، رحمه الله تعالى ورضي عنه.