صفات الابن البار
صفات الابن البار
نستعرض فيما يلي بعض صفات الابن البارّ بوالديه ومظاهر البرّ:
الابن البار دائم الدّعاء لوالديه
الدعاء للوالدين أمر حثّ عليه الشرع وأمر به، قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، فدعاء الابن لوالديه من أفضل وأعظم أعمال البرّ، وهو علامةٌ ودليلٌ على صدق محبته لوالديه، أحياءً كانوا أم أموتًا، وقد أشارت السنّة إلى فضل دعاء الولد لوالديه بعد موتهما، وعدّت الولد عملاً صالحاً لوالديه، وهذا فضلٌ عظيمٌ للبارّ، قال النّبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
الابن البار لا يتأفف من خدمة والديه
حرّم الشّرع أذية الوالدين بأي شكل من الأشكال قولًا كان أو فعلًا، قال تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)، ففي الآية نهي عن إظهار أدنى درجات الإساءة للوالدين بالكلام، والنّهي المراد هو مواجهة الوالدين بذلك وإظهار الضجر والتأفف منهم بالكلام، وعلى المسلم أن يتقي ربّه ويعلم أنّه ما أعطاهما حقوقهما في الخدمة مقارنةً بما أكرموه به وقدموه له في صغره.
الابن البار يشاور والديه بالحسنى ويترك مجادلتهم
فالبار بوالديه مقدمٌ لمشورة والديه في شؤونه على غيرهم، يتأدب معهما بآداب الكلام فلا يقطع حديثهما بكلامه، ولا يضجر من رأيهما وإن كان يظنّ أنّه لا يناسبه، كما أنّه من البرّ أن لا يرفع صوته معهما بجدال ونحوه، فإن كان الجدال في حقّ غير الوالدين منهياً عنه فهو في حقّ الوالد أشد نهيًا.
الابن البار ينفق على والديه دون منّة ويلبي طلباتهم
النفقة على الوالدين حق لهما عند عجزهما وفقرهما على أبنائهما، والولد البارّ لا يظهر لوالديه استثقالًا في الإنفاق عليهما ولا يؤثر نفسه عليهما، بل يُقبل على طلباتهما بكل محبة وسرور، فالمنّة تذهب الأجر وتحبط العمل، وتسبب الحزن والانكسار في القلب، وهذا أمرٌ غير جائز وخصوصاً في حق الوالدين.
الابن البار يقدّم حق أمه في البرّ
فالإحسان إلى الأمّ خاصّة أمر مطلوب شرعًا بنصوص شرعية، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ)، فحقّ الأم مقدم على حق الأب، لما تحملته من أعباء نفسية وجسدية في الحمل والرضاعة وخدمة الأبناء والسّهر عليهم إلى غير ذلك، وليس المراد إهمال الأب، ولكن من الواجب على الولد إظهار شدة التذلل والتودد للأمّ إكرامًا لها فيما قدمته.