صحة حديث (التلبينة مجمّة لفؤاد المريض)
صحة حديث (التلبينة مجمّة لفؤاد المريض)
اتّفق الشيخان (البخاري ومسلم) على صحة حديث (التلبينة مجمّة لفؤاد المريض)، أخرج الإمام مسلم في صحيحه: (عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّهَا كَانَتْ إذَا مَاتَ المَيِّتُ مِن أَهْلِهَا فَاجْتَمع لِذلكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ ببُرْمَةٍ مِن تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ، فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قالَتْ: كُلْنَ منها، فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تُذْهِبُ بَعْضَ الحُزْنِ)، وفي روايةٍ أخرى أخرجها الإمام البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ ولِلْمَحْزُونِ علَى الهَالِكِ، وكَانَتْ تَقُولُ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ المَرِيضِ، وتَذْهَبُ ببَعْضِ الحُزْنِ).
شرح حديث: التلبينة مجمّة لفؤاد المريض
معاني مفردات الحديث
بيان معاني مفردات الحديث آتياً:
- مُجِمَّةٌ: ما يجلب ويحقّق الراحة.
- الفُؤَاد: القلب.
المعنى الإجماليّ للحديث
ذكرت أحاديث كثيرة نماذج من التداوي بالطبّ النبوي وفوائدها، وهذا الحديث أحدها، وفيه أنّ عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- تحثّ أهل الميت بصُنع بعضٍ من التلبينة وأكلها، وأنّها كانت إذا اجتمع الناس لموت أحدٍ من أهلها وتفرّقوا أمرت بطبخ التلبينة وأمرت النساء من أهلها بالأكل منها، ذلك أنّها سمعت من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّها تُريح القلب وتُذهب الحزن.
ما يُستفاد من الحديث
دلّ الحديث على فوائد عدّةٍ، يُذكر منها:
- حثّ أهل الميّت على دفع الحزن قدر المستطاع وتخفيفه؛ لِما له من آثارٍ سلبيةٍ على البدن.
- الإشارة إلى جواز الاجتماع في العزاء للتخفيف عن أهل الميت .
- أهمية التلبينة النّبوية في إذهاب بعض الحزن وإراحة القلب.
- حرص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في نفع أمته والتخفيف عنهم.
أمثلة أخرى على التداوي الطب النّبوي
أولاً: التداوي بالعسل
جعل الله -تعالى- العسل شفاءً، قال -سبحانه-: (يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ)، وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: أخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتَى الثَّانِيَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ الثَّالِثَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ فقالَ: قدْ فَعَلْتُ؟ فقالَ: صَدَقَ اللَّهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا، فَسَقاهُ فَبَرَأَ).
ثانياً: التداوي بالحبة السوداء
ثبت التداوي بالحبة السوداء في صحيح السنة النبويّة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (فِي الحَبَّةِ السَّوْداءِ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ، إلَّا السَّامَ).
ثالثاً: التداوي بالحجامة
أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ب الحجامة وثبت أنّه كان يحتجم، أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ).