شعرعن قصة حب حزينة و مؤلمة
هل من طبيبٍ لداء الحبّ أو راقي
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أَوْ رَاقِي
يَشْفِي عَلِيلاً أَخَا حُزْنٍ وَإِيرَاقِ
قَدْ كَانَ أَبْقَى الْهَوَى مِنْ مُهْجَتِي رَمَقاً
حَتَّى جَرَى الْبَيْنُ فَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَاقِي
حُزْنٌ بَرَانِي وَأَشْوَاقٌ رَعَتْ كَبِدِي
يَا وَيْحَ نَفْسِيَ مِنْ حُزْنٍ وَأَشْوَاقِ
أُكَلِّفُ النَّفْسَ صَبْرَاً وَهْيَ جَازِعَةٌ
وَالصَّبْرُ فِي الحُبِّ أَعْيَا كُلَّ مُشْتَاقِ
لا فِي سَرَنْدِيبَ لِي خِلٌّ أَلُوذُ بِهِ
وَلا أَنِيسٌ سِوَى هَمِّي وَإِطْرَاقِي
أَبِيتُ أَرْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ مُرْتَفِقَاً
فِي قُنَّةٍ عَزَّ مَرْقَاهَا عَلَى الرَّاقِي
تَقَلَّدَتْ مِنْ جُمَانِ الشَّهْبِ مِنْطَقَةً
مَعْقُودَةً بِوِشَاحٍ غَيْرِ مِقْلاقِ
كَأَنَّ نَجْمَ الثُّرَيَّا وَهْوَ مُضْطَرِبٌ
دُونَ الْهِلالِ سِرَاجٌ لاحَ فِي طَاقِ
يَا رَوْضَةَ النِّيلِ لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ
وَلا عَدَتْكِ سَمَاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ
وَلا بَرِحْتِ مِنَ الأَوْرَاقِ فِي حُلَلٍ
مِنْ سُنْدُسٍ عَبْقَرِيِّ الْوَشْيِ بَرَّاقِ
يَا حَبَّذَا نَسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ
يَسْرِي عَلَى جَدْوَلٍ بِالْمَاءِ دَفَّاقِ
بَلْ حَبَّذَا دَوْحَةٌ تَدْعُوالْهَدِيلَ بِهَا
عِنْدَ الصَّبَاحِ قَمَارِيٌّ بِأَطْوَاقِ
مَرْعَى جِيَادِي ومَأْوَى جِيرَتِي وَحِمَى
قَوْمِي وَمَنْبِتُ آدَابِي وَأَعْرَاقِي
أَصْبُو إِلَيْهَا عَلَى بُعْدٍ وَيُعْجِبُنِي
أَنِّي أَعِيشُ بِهَا فِي ثَوْبِ إِمْلاقِ
وَكَيْفَ أَنْسَى دِيَارَاً قَدْ تَرَكْتُ بِهَا
أَهْلاً كِرَاماً لَهُمْ وُدِّي وَإِشْفَاقِي
إِذَا تَذَكَّرْتُ أَيَّامَاً بِهِمْ سَلَفَتْ
تَحَدَّرَتْ بِغُرُوبِ الدَّمْعِ آمَاقِي
فَيَا بَرِيدَ الصَّبَا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي
أَنِّي مُقِيمٌ عَلَى عَهْدِي وَمِيثَاقِي
وَإِنْ مَرَرْتَ عَلَى الْمِقْيَاسِ فَاهْدِ لَهُ
مِنِّي تَحِيَّةَ نَفْسٍ ذَاتِ أَعْلاقِ
وَأَنْتَ يَا طَائِرَاً يَبْكِي عَلَى فَنَنٍ
نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ عَلَى سَاقِ
أَذْكَرْتَنِي مَا مَضَى وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ
بِمِصْرَ وَالْحَرْبُ لَمْ تَنْهَضْ عَلَى سَاقِ
أَيَّامَ أَسْحَبُ أَذْيَالَ الصِّبَا مَرِحاً
فِي فِتْيَةٍ لِطَرِيقِ الْخَيْرِ سُبَّاقِ
فَيَا لَهَا ذُكْرَةً شَبَّ الْغَرَامُ بِهَا
نَاراً سَرَتْ بَيْنَ أَرْدَانِي وَأَطْوَاقِي
لك الله من برق تراءى فسلما
لَكَ اللَهُ مِن بَرقٍ تَراءى فَسَلَّما
وَصافَحَ رَسماً بِالعُذَيبِ وَمَعلَما
إِذا ما تَجاذَبنا الحَديثَ عَلى السُرى
بَكيتُ عَلى حُكمِ الهَوى وَتَبَسَّما
وَلَم أَعتَنِق بَرقَ الغَمامِ وَإِنَّما
وَضَعتُ عَلى قَلبي يَدَيَّ تَأَلُّما
وَما شاقَني إِلّا حَفيفُ أَراكَةٍ
وَسَجعُ حَمامٍ بِالغُمَيمِ تَرَنَّما
وَسَرحَةُ وادٍ هَزَّها الشَوقُ لا الصَبا
وَقَد صَدَحَ العُصفورُ فَجراً فَهَينَما
أَطَفتُ بِها أَشكو إِلَيها وَتَشتَكي
وَقَد تَرجَمَ المُكّاءُ عَنها فَأَفهَما
تَحِنُّ وَدَمعُ الشَوقِ يَسجِمُ وَالنَدى
وَقَرَّ بِعَيني أَن تَحِنَّ وَيَسجُما
وَحَسبُكَ مِن صَبٍّ بَكى وَحَمامَةٍ
فَلَم يُدرَ شَوقاً أَيُّما الصَبُّ مِنهُما
وَلَمّا تَراءَت لي أَثافِيُّ مَنزِلٍ
أَرَتني مُحَيّا ذَلِكَ الرَبعِ أَهيَما
تَرَنَّحَ بي لَذعٌ مِنَ الشَوقِ موجِعٌ
نَسيتُ لَهُ الصَبرَ الجَميلَ تَأَلُّما
فَأَسلَمتُّ قَلباً باتَ يَهفو بِهِ الهَوى
وَقُلتُ لِدَمعِ العَينِ أَنجِد فَأَتهَما
وَخَلَّيتُ دَمعي وَالجُفونَ هُنَيهَةً
فَأَفصَحَ سِرٌّ ما فَغَرتُ بِهِ فَما
وَعُجتُ المَطايا حَيثُ هاجَ بِيَ الهَوى
فَحَيَّيتُ ما بين الكَثيبِ إِلى الحِمى
وَقَبَّلتُ رَسمَ الدارِ حُبّاً لِأَهلِها
وَمَن لَم يَجِد إِلّا صَعيداً تَيَمَّما
وَحَنَّت رِكابي وَالهَوى يَبعَثُ الهَوى
فَلَم أَرَ في تَيماءَ إِلّا مُتَيَّما
فَها أَنا وَالظَلماءُ وَالعيسُ صُحبَةٌ
تَرامى بِنا أَيدي النَوى كُلَّ مُرتَمى
أُراعي نُجومَ اللَيلِ حُبّاً لِبَدرِهِ
وَلَستُ كَما ظَنَّ الخَلِيُّ مُنَجِّما
وَما راعَني إِلّا تَبَسُّمُ شَيبَةٍ
نَكَرتُ لَها وَجهَ الفَتاةِ تَجَهُّما
فَعِفتُ غُراباً يَصدَعُ الشَملَ أَبيَضاً
وَكانَ عَلى عَهدِ الشَبيبَةِ أَسحَما
فَآهٍ طَويلاً ثُمَّ آهٍ لِكَبرَةٍ
بَكَيتُ عَلى عَهدِ الشَبابِ بِها دَما
وَقَد صَدِئَت مِرآةُ طَرفي وَمِسمَعي
فَما أَجِدُ الأَشياءَ كَالعَهدِ فيهِما
وَهَل ثِقَةٌ في الأَرضِ يَحفَظُ خِلَّةً
إِذا غَدَرا بي صاحِبانِ هُما هُما
كَأَن لَم يَشقُني مَبسِمُ الصُبحِ بِاللِوى
وَلَم أَرتَشِف مِن سُدفَةٍ دونَهُ لَمى
وَلَم أَطرُقِ الحَسناءَ تَهتَزُّ خوطَةً
وَتَسحَبُ مِن فَضلِ الضَفيرَةِ أَرقَما
وَلا سِرتُ عَنها أَركَبُ الصُبحَ أَشهَباً
وَقَد جِئتُ شَوقاً أَركَبُ اللَيلَ أَدهَما
وَلا جاذَبَتني اَلريحُ فَضلَ ذُؤابَةٍ
لَبِستُ بِها ثَوبَ الشَبيبَةِ مُعلَما
قفَا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قِـفَـا نَـبْـكِ مِـنْ ذِكْـرَى حَـبِـيبٍ ومَنْزِلِ
- بِسِـقْطِ اللِّـوَى بَيــْنَ الدَّخُـول فَحَـوْمَلِ
فَـتُـوْضِـحَ فَــالمِـقْـراةِ لـمْ يَـعْـفُ رَسْمُها
- لِـمَـا نَـسَـجَـتْـهَـا مِـنْ جَـنُـوبٍ وشَمْـألِ
تَـرَى بَــعَــرَ الأرْآمِ فِــي عَــرَصَـاتِـهَــا
- وَقِـيْــعَــانِــهَــا كَــأنَّــهُ حَــبُّ فُــلْــفُــلِ
كَـــأنِّــي غَــدَاةَ الـبَــيْـنِ يَــوْمَ تَـحَـمَّـلُـوا
- لَـدَى سَـمُــرَاتِ الـحَـيِّ نَـاقِـفُ حَنْـظَلِ
وُقُـــوْفـاً بِـهَـا صَـحْـبِـي عَـلَّي مَـطِـيَّـهُـمُ
- يَــقُـوْلُـوْنَ:لاَ تَــهْـلِـكْ أَسَـىً وَتَـجَــمَّـلِ
وإِنَّ شِــــفــائِــي عَـــبْـــرَةٌ مُـــهْــرَاقَـــةٌ
- فَــهَـلْ عِـنْدَ رَسْــمٍ دَارِسٍ مِـنْ مُعَوَّلِ؟
كَـــدَأْبِــكَ مِــنْ أُمِّ الــحُـــوَيْـرِثِ قَــبْـلَهَا
- وَجَـــارَتِــهَــا أُمِّ الــرَّبَــابِ بِــمَــأْسَــلِ
إِذَا قَـامَـتَا تَـضَـوَّعَ الـمِــسْـكُ مِـنْـهُـمَا
- نَـسِـيْـمَ الصَّـبَا جَـاءَتْ بِـرَيَّـا القَـرَنْفُلِ
فَفَـاضَـتْ دُمُـوْعُ الـعَـيْـنِ مِنِّي صَبَابَةً
- عَلَـى النَّـحْرِ حَتَّى بَـلَّ دَمْعِـي مِحْـمَلِـي
ألاَ رُبَّ يَــوْمٍ لَــكَ مِــنْــهُــنَّ صَــالِــحٍ
- وَلاَ سِـــيَّــمَــا يَــوْمٌ بِــدَارَةِ جُــلْــجُــلِ
ويَـوْمَ عَـقَــرْتُ للعذاري مَـطِـيَّـتِي
- فَـيَـا عَـجَـبـاً مِـنْ كـورهـا الـمُـتَـحَـمَّلِ
فَـظَـلَّ الـعَـذَارَى يَـرْتَـمِـيْـنَ بِـلَحْـمِـهَا
- وشَـحْـمٍ كَـهُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ الـمُـفَـتَّـلِ
ويَـوْمَ دَخَـلْـتُ الـخِـدْرَ خِـدْرَ عُـنَـيْـزَةٍ
- فَـقَالَـتْ:لَكَ الـوَيْـلاَتُ!،إنَّـكَ مُـرْجِـلِـي
تَـقُـولُ وقَـدْ مَـالَ الـغَـبِـيْـطُ بِـنَـا مَعاً:
- عَقَـرْتَ بَعِـيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْـزِلِ
فَـقُـلْـتُ لَـهَـا:سِـيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـه
- ولاَ تُـبْـعـدِيْـنِـي مِـنْ جَـنَـاكِ الـمُـعَـلَّـلِ
فَـمِـثْـلِـكِ حُـبْـلَـى قَـدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
- فَـأَلْـهَـيْـتُـهَـا عَـنْ ذِي تَـمَـائِـمَ مُـحْــوِلِ
أحبك ولكني قررت الرحيل
أحبك ولكني قررت الرحيل
فحبك أصبح شيئًا من المستحيل
أحبك ولكني قررت الرحيل
فأترك الذكريات تمحو هذا الحب الجميل
فيا عطر الحياة
ويا أعظم شيئًا كنت أتمناه
ويا من كنت أحلم يومًا بلقياه
أحبك ولكني قررت الرحيل
اليوم آمر شمس حبك بالغياب ونور قمرك بالذهاب
وأن تتركني دون كلمة حب أو كلمة عتاب
فاسمح لي أن انصرف دون أن تدفني تحت التراب
فاعفوا عني فأنا لن أتحمل هذا العقاب
أشد العقاب هو أن يكون حبك وهم سراب
ونغلق من بعده كل الأبواب
فأنا أحبك ولكني قررت الرحيل
فقد آن لثورة شوقي أن تهدأ
وحرارة حنيني أن تطفأ
وجفون عيني الساهرة أن تنام
وتكون هذه معجزة
من إحدى المعجزات العظام
نعم قلت لك أني أحبك
فما أعجز من هذا كلام
فعلا أحبك ولكني قررت الرحيل
يا حباً لم يظهر أبدًا للنور
يا أجمل وهما آن له أن يثور
أحبك ولكني قررت الرحيل