ناصر الدين الأسد (أديب أردني)
من هو ناصر الدين الأسد؟
الدكتور ناصر الدين الأسد أديب أردني من مدينة العقبة التي تقع على البحر الأحمر، ولد في تاريخ 13 كانون أول من عام 1922م، وهو من أهم علماء لغة الضاد، وارتبط اسمه بالشعر الجاهلي وقضاياه، فقد أكمل الدراسات العليا في جمهورية مصر العربية، وهو مؤسس الجامعة الاردنية العريقة التي يطلق عليها (الجامعة الأم) في المملكة الأردنية الهاشمية.
كما شغل منصب أول وزير للتعليم العالي بالمملكة الأردنية الهاشمية، عاش 93 عامًا كانت مليئة بالعطاء الأدبي والثقافي، والإنجازات التي بقي أثرها حتى يومنا هذا، وقد توفي في تاريخ 21 أيار من عام 2015 م.
نشأة ناصر الدين الأسد العلمية
نشأ ناصر الدين الأسد في البادية الأردنية؛ فأحب الشعرالجاهلي والأدب، وتوطدت علاقته بالكتب، وتلقى تعليمه المتوسط في عمان، فامتلك بفضل مطالعته المنوعة ثقافة موسوعية رفعت مدى قدرته على التعبير والكتابة بلغة عربية فصيحة، وأظهر اهتمامًا واضحًا بدراسة تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده، وكانت دراسته في عمان بداية ذات تأثير في نشأته التعليمية.
وبعد وفاة والدته اللبنانية في عام 1936ميلادي، ووالده الأردني في عام 1939ميلادي تولى زمام المسؤولية وحصل على أول عمل له فصار كاتبًا في ديوان قاضي القضاة والمحكمة الشرعية، ثم ذهب لمدينة القدس؛ حتى يكمل المرحلة التعليمية الثانوية في الكلية العربية.
وحصل على شهادة الثانوية العامة في عام 1943م، وكان معه من الزملاء حينها الكاتب إسحاق موسى الحسيني، وأحمد سامح الخالدي، ونيقولا زيادة ، وقد تتلمذ على يد كل من الشعراء كاظم الخالدي، وعبد المنعم الرفاعي، وسعيد الدرة.
وبدا ناصر الدين الأسد فيما بعد منشغلًا بالشعر الجاهلي حتى غدا البحث في مصادره تعبيرًا عن قضيته الأساسية وشغفه المتواصل.
مسيرة ناصر الدين الأسد الأدبية
عاد ناصر الدين الأسد الى عمان بعد إكمال دراسته الثانوية، وعمل معلمًا في عدة مدارس، ثم غادر عمان متوجًها إلى جمهورية مصر العربية؛ لكي يكمل دراسته الجامعية في جامعة القاهرة، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية سنة 1947 م من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة).
وفي عام 1951 ميلادي حصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية بعنوان "القيان والغناء في العصر الجاهلي" ، ، وفي عام 1955 ميلادي حصل على شهادة الدكتوراه تقدير امتياز، وكان عنوان الأطروحة " مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية ".
إنجازات ناصر الدين الأسد
تتعدد إنجازات الأديب ناصر الدين بعدد من النواحي من أبرزها:
- مارس مهنة التدريس في عدة دول مثل: الأردن، وفلسطين، وليبيا، ومصر.
- قدم برنامج "حديث الصباح" في الإذاعة العربية لمحطة الشرق الأدنى.
- أسس اول مدرسة ثانوية في طرابلس.
- عُين في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مصر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه.
- عم ل في معهد البحوث والدراسات العربية في جمهورية مصر العربية.
- عين عميدًا لكلية الآداب والتربية في الجامعة الليبية بمدينة بنغازي.
- أسس الجامعة الاردنية بتكليف من الملك حسين بن طلال، وقد عين رئيسا لها في الفترة (1962 - 1986) م، والفترة (1978 - 1980) م.
- عين مشرفًا في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مصر.
- عين سفيرًا بالمملكة العربية السعودية في الفترة (1977 - 1978) ميلادي، أيضًا عُين وزيرًا للتعليم العالي في الفترة (1985- 1989)م.
- عين رئيسًا لجامعة عمان الأهلية، وعضو في مجلس الأعيان الأردني في الفترة (1993 - 1997) ميلادي.
- عين رئيسا للمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الفترة (1980 - 2000) ميلادي.
- عين رئيسًا لمجلس أمناء جامعة الإسراء.
- عين رئيسًا لمجلس أمناء جائزة عبد المجيد شومان الدولية.
- انضم ناصر الدين الأسد لمجامع اللغة العربية بعدة دول مثل: الأردن، وسوريا، ومصر، والهند، والصين.
الأوسمة والجوائز التي حصل عليها ناصر الدين الأسد
حصل الدكتور ناصر الدين الأسد على عدة أوسمة وجوائز وتكريمات في الأردن ودول عربية أخرى أهمها:
- جائزة الدكتور طه حسين في عام 1947م والتي منحت له في سنة تخرجه في مصر، وهي جائزة تقدم لأوائل الطلبة الخريجين.
- جائزة سلطان العويس الثقافية في الدراسات الأدبية والنقدية في عام 1995 م .
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب في عام 2003 م.
- جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي والتي يمنحها اتحاد كتَّاب مصر في عام 2011م.
أهم مؤلفات ناصر الدين الأسد
قام الدكتور ناصر الدين الأسد بتأليف 64 مؤلفا أدبيًا، ومن أبرزها:
- القيان والغناء في العصر الجاهلي
يتضمن حديثًا عن القينة، واشتقاقها، وأسماؤها، وطبقاتهن، ومواطن القيان، ومسميات القيان، وأخبارهن وسيرهن، وغناء القيان.
- مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية
يتحدث فيه عن الكتابة في العصر الجاهلي، و خصائص الشعر في العصر الجاهلي وتدوينه، وإسناد الشعر الجاهلي، والرواية والسماع.
- نحن والآخر صراع وحوار
يتحدث فيه عن بنود اتفاقية سايكس بيكو، وحرب الخليج، والشرعية الدولية والاستعمار الجديد، والديمقراطية، وحقوق الإنسان بين العالمية والخصوصية.
- تصورات إسلامية في التعليم الجامعي والبحث
وهو دعوة من ناصر الدين الأسد إلى ثورة حقيقيّة لتطوير التعليم الجامعي والبحث العلمي بطرح بعض التصورات الإسلامية.
- الشعر الحديث في فلسطين والأردن
يتحدث فيه عن الحياة الأدبية الشعرية الحديثة في فلسطين والأردن على مدار سبعة عقود حتى سنة 1950 ميلادي.
- ألفاظ من القرآن الكريم
وهو بحث حول مجموعة من الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم، وقد اختلف العلماء في تفسيرها.
- تاريخ نجد
وهو من أهم الكتب التي قام ناصر الدين الأسد بتحقيقها، وتتحدث عن حياة الشيخ محمد عبد الوهاب، وحال المسلمين منذ قيام الشيخ بالدعوة.
ويظهر في ختام هذا المقال أن حياة ناصر الدين الأسد ومسيرته العلمية والأدبية كانت حافلة بالإنجازات التي ظلت محفورة في الذاكرة، وأهمها كتابه "مصادر الشعر الجاهلي"، الذي كان ثمرة معارفه التي تلقاها في مرحلة الدكتوراه، وأنه أحد الشخصيات المعاصرة التي كانت مصدر إلهام لكثيرين بعده.