شعراء الوصف في العصر الجاهلي
شعراء الوصف بالعصر الجاهلي
بالرغم من أن أغلب شعراء الجاهلية كانوا وصافين إلا أن أبرز هؤلاء الشعراء هم الآتي:
طرفة بن العبد
هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك البكري، اسمه عمرو ولقبه طرفه نشأ يتيم الأب، وظلمه أعمامه، ولم يكمل طرفة بن العبد عقده الثالث من عمره حيث قتله عمرو بن هند بسبب هجائه له، وكان طرفة من فحول شعراء العصر الجاهلي فله القصائد الجياد، واشتهر ب الوصف في شعره ودليل ذلك معلقته التي تعد جميع أبياتها وصفًا ومنها ما قاله واصفًا ناقته:
وإني لأمضي الهم عند احتضارِه
بعوجاءَ مرقالٍ تروح وتَغتدِي
أمونٍ كألواح الإران نصأتُها
على لاحبٍ كأنه طهرُبُرجُدِ
جماليةٍ وجناءَ تردي كأنها
سَفنجَةٌ تبري لأزعرَ أربدِ
تُباري عتاقًا ناجياتٍ وأتبعت
وظيفًا وظيفًا فوقَ مورٍ مُعبدِ.
زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح من بني مزينة شاعر جاهلي ترك قومه بسبب خلاف حدث بينه وبينهم، ثم تزوج امرأة من غطفان؛ فأقام عندهم، وكان الشعر يحيط به من جميع أطرافه، حيث والده وخاله شاعران وأختاه سلمى و الخنساء شاعرتان، وله ابنان شاعران وغيرهم من أقاربه.
وتمتاز قصائده بدقة الوصف والتحديد سواء أكان التحديد زمانًا أو مكانا، وكان من الشعراء المجيدين في جميع أغراض الشعر مثل الحكمة والمدح والوصف، ومن الشعراء الذين يهتمون بتنقح شعرهم وتدقيقه والنظر فيه سنة كاملة؛ لذلك سميت قصائده بالحوليات، وهذا ما امتاز به شعر زهير بن أبي سلمى عن شعر غيره من شعراء الجاهلية.
من أبرز ما كتبه بالوصف وصفه لناقته حيث وصفها بالسريعة، وكثيرة الصبر التي تسير سير التزيد، ووصفها بالخنساء ذات الملاطم أي بالبقرة الوحشية ذات الخدود ووصفها بكثيرة الأسفار وغيرها من الأوصاف، وهذا في قوله:
كهمك إن تجدها تجدها نجيحةً
صبورًا وإن تسترخي عنها تزيدِ
وتنضحُ ذفراها بجونٍ كأنه
عصيمٌ كحيل في المراجلِ مُعقدِ
وتلوي بريانِ العسيبِ تمرهُ
على فرج محرومِ الشرابِ مجددِ
تُبادرأغوال العشي وتتقي
عُلالة ملوىٍ من الفد محصدِ
كخنساء سعفاء الملاطم حُرةٍ
مُسافرةٍ مزوءدةٍ أم فرقَدِ
عنترة بن العبسي
هو عنترة بن شداد العبسي من أشجع فرسان العرب وأشعرهم أبوه أحد سادات بني عبس، وأمه أمة حبشية؛ لذلك بقي عنترة عبدًا منبوذًا؛ لأن العرب لا تنسب إلى أنسابها أبناء الإماء إلى أن ظهرت فروسيته وشجاعته في حرب الغبراء وداحس ، فنسبه أبوه إليه وأصبح عنترة سيدًا من سادات بني عبس.
كان من شعراء الوصف حيث أحب عبلة، وكتب بها الشعر متغزلا وواقفًا على الأطلال، ثم وصف لها شجاعته وفروسيته وخيله، ومن ذلك هذه الأبيات التي وصف فيها خيله حيث بين صفات فرسه فوصف عنترة العبسي حوافر خيله بأنها صلدة صلبة محكمة كما وصف ذيله ذد شعر سابغ، ووصفها أنها بالفرس سهل العناق وسهل القياد، وذلك بقوله:
وكأن متنيه إذا جردتَه
ونزعتَ عنه الجُل متنا أيل
وله حوافرُ موثقٌٌ تركيبُها
صُم النسورِ كانها مِن جندل
وله عسيبٌ ذو سبيبٍ سابغٍ
مثل الرداءِ على الغنى المُفضلِ
سلسُ العنان غلى القتال فعينهُ
قبلاء شاخصةٌ كعين الأحولِ
وكأن مشيته إذا نهنهته
بالنكل مِشية شاربٍ مستعجِل
فعليه أقتحمُ الهياجَ تقحما
فيها وأنقض انضاضَ الأجدلِ
المرقش الأصغر
هو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة البكري، المرقش الأكبر عمه، ويعد المرقش الأصغر من الشعراء الذين أبدعوا قول الغزل لأنه من العشاق، كما أجاد الوصف؛ لأنه من الفرسان فقام بوصف فرسه بجميل الخلق، وأنه محجل القوائم أغر الجبهة ليس فيه ما يعاب صافي اللون ضامر البطن، ويظهر ذلك بقول المرقش الأصغر:
غدونا بصافٍ كالعسيب مجلل
طويناه حينًا فهو شرب ملوح
أسيلٌ نبيلٌ ليس فيه معابٌ
كميتٌ كلون الصرف أرجل أقرح
على مثله آتى الندى مخيلا
وأغمزُ سرًا أى أمرى أربحُ
ويسبق مطرودًا ويلحق طاردًا
ويخرج من غم المضيق ويجرح
تراه بشكات المُدججِ بعدما
تقطع أقران المغيرة يجمحُ.