شعر ابو العتاهية عن الصديق
قصيدة ألا إنما الإخوان عند الحقائق
قال أبو العتاهية :
أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ
- وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ
لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ
- أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ
وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ
- فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ
أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ
- وَأَفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ
وَأَرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلٌّ وَريبَةٌ
- وَأَعلَمُ أَنَّ اللَهَ ما عِشتُ رازِقي
صَفِيِّ مِنَ الإِخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ
- صَبورٍ عَلى ما نابَ عِندَ الحَقائِقِ.
قصيدة أخلاي بي شجو وليس بكم شجو
أَخِلّايَ بي شَجوٌ وَلَيسَ بِكُم شَجوُ
- وَكُلُّ امرِئٍ عَن شَجوِ صاحِبِهِ خِلو
وَما مِن مُحِبٍّ نالَ مِمَّن يُحِبُّهُ
- هَوى صادِقاً إِلّا سَيَدخُلُهُ زَهوُ
بُليتُ وَكانَ المَزحُ بَدءَ بَلِيَّتي
- فَأَحبَبتُ حَقّاً وَالبَلاءُ لَهُ بَدوُ
وَعُلِّقتُ مَن يَزحو عَلَيَّ تَجَبُّراً
- وَإِنِّيَ في كُلِّ الخِصالِ لَهُ كُفوُ
رَأَيتُ الهَوى جَمرَ الغَضا غَيرَ أَنَّهُ
- عَلى كُلِّ حالٍ عِندَ صاحِبِهِ حُلوُ
أَذابَ الهَوى جِسمي وَلَحمي وَقُوَّتي
- فَلَم يَبقَ إِلّا الروحُ وَالجَسَدُ النَضوُ.
قصيدة خليل لي أكاتمه
خَليلٌ لي أُكاتِمُهُ
أَراني لا أُلائِمُهُ
خَليلٌ لا تَهُبُّ الري
حُ إِلّا هَبَّ لائِمُهُ
كَذا مَن نالَ سُلطانًا
وَمَن كَثُرَت دَراهِمُهُ.
قصيدة أيا غمي لغمك يا خليلي
أَيا غَمّي لِغَمِّكَ يا خَليلي
- وَيا وَيلي عَلَيكَ وَيا عَويلي
يَعِزُّ عَلَيَّ أَنَّكَ لا تَراني
- وَإِنّي لا أَراكَ وَلا رَسولي
وَأَنَّكَ في مَحَلِّ أَذىً وَضَنكٍ
- وَلَيسَ إِلى لِقائِكَ مِن سَبيلِ
وَأَنّي لَستُ أَملِكُ عَنكَ دَفعًا
- وَقَد فوجِئتُ بِالخَطبِ الجَليلِ.
قصيدة ما من صديق وإن تمت مودته
ما مِن صَديقٍ وَإِن تَمَّت مَوَدَّتُهُ
- يَومًا بِأَبلَغَ في الحاجاتِ مِن طَبَقِ
إِذا تَعَمَّمَ بِالمِنديلِ مُنطَلِقًا
- لَم يَخشَ نَبوَةَ بَوّابٍ وَلا غَلَقِ
لا تُكذَبَنَّ فَإِنَّ الناسَ مُذ خُلِقوا
- عَن رَغبَةٍ يُعظِمونَ الناسَ أَو فَرقِ
أَمّا الفَعالَ فَفَوقَ النَجمِ مَطلَعُهُ
- وَالقَولُ يوجَدُ مَطروحًا عَلى الطُرُقِ.
قصيدة أبا جعفر هلا اقتطعت مودتي
أَبا جَعفَرٍ هَلّا اقتَطَعتَ مَوَدَّتي
- فَكُنتَ مُصيبًا فِيَّ أَجرًا وَمَصنَعا
فَكَم صاحِبٍ قَد جَلَّ عَن قَدرِ صاحِبٍ
- فَأَلقى لَهُ الأَسبابَ فَارتَفَعا مَعا.
قصيدة بلوت إخاء الناس يا عمر كلهم
بَلَوتُ إِخاءَ الناسِ يا عَمرُ كُلِّهِم
- وَجَرَّبتُ حَتّى أَحكَمَتني تَجارِبي
فَلَم أَرَ وُدَّ الناسِ إِلّا رِضاهُمُ
- فَمَن يُزرِ أَو يَغضَب فَلَيسَ بِصاحِبِ.
قصيدة جزى الله عني صالحا بوفائهن
جَزى اللَهُ عَنّي صالِحًا بِوَفائِهِن
- وَأَضعَفَ أَضعافًا لَهُ في جَزائِهِ
بَلَوتُ رِجالاً بَعدَهُ في إِخائِهِم
- فَما ازدَدتُ إِلّا رَغبَةً في إِخائِهِ
صَديقٌ إِذا ما جِئتُ أَبغيهِ حاجَةً
- رَجَعتُ بِما أَبغي وَوَجهي بِمائِهِ.
قصيدة يا خليلي لا أذم زماني
يا خَليلَيَّ لا أَذُمُّ زَماني
- غَيرَ أَنّي أَذُمُّ أَهلَ زَماني
لَستُ أُحصي كَم مِن أَخٍ كانَ لي مِن
- هُم قَليلَ الوَفاءِ حُلوَ اللِسانِ
لَم أَجِدهُ مُؤاتِياً فَتَصَدَّق
- تُ بِحَظّي مِنهُ عَلى الشَيطانِ
لَيتَ حَظِّيَ مِنهُ وَمِن مِثلِهِ أَن
- لا تَراهُ عَيني وَأَن لا يَراني
أَحمَدُ اللَهَ كَيفَ قَد فَسَدَ النا
- سُ وَقَلَّ الوَفاءُ في الإِخوانِ .