شعر أحمد شوقي
أجمل أشعار أحمد شوقي
من أشهر قصائد أحمد شوقي ما يأتي:
الثعلب والديك
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
بَرزَ الثعلبُ يوماً
- في شِعار الواعظينا
فمشى في الأرضِ يَهدي
- ويَسُبُّ الماكرينا
ويقولُ: الحمدُ للّ
- ـهِ إلهِ العالَمينا
يا عبادَ اللهِ تُوبُوا
- فَهْوَ كَهفُ التائبينا
وآزهدُوا في الطَّيرِ
- إنّ العَيشَ عيشُ الزّاهدينا
واطلُبوا الدِّيكَ يؤذِّنْ
- لصلاةِ الصبحِ فينا
فأتى الديكَ رسولٌ
- مِن إمامِ الناسكينا
عرضَ الأمرَ عليهِ
- وهْو يَرجو أنْ يَلينا
فأجابَ الدّيكُ: عُذراً
- يا أضَلَّ المُهتدينا!
بَلِّغِ الثعلبَ عنيّ
- عن جُدودِ الصالحينا
عن ذوي التِّيجانِ مِمّنْ
- دَخَلَ البطنَ اللَّعينا
أَنّهم قالوا وخَيرُ الـ
- قَولِ قَولُ العارفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً
- أنّ لِلثَّعلبِ دِينا
ولد الهدى
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
ولد الهدى فالكائنات ضياء
- وفم الزّمان تبسّمٌ وثناء
الرّوح والملأ الملائك حوله
- للدّين والدّنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
- والمنتهى والسّدرة العصماء
وحديقة الفرقان ضاحكة الرّبا
- بالتّرجمان شذيّة غنّاء
والوحي يقطر سلسلاً من سلسل
- واللوح والقلم الرّفيع رواء
نظمت أسامي الرّسل فهي صحيفة
- في اللوح واسم محمّد طغراء
اسم الجلالة في بديع حروفه
- ألف هنالك واسم (طه) الباء
يا خير من جاء الوجود تحيّة
- من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بيت النبيّين الّذي لا يلتقي
- إلّا الحنائف فيه والحنفاء
خير الأبوّة حازهم لك آدم
- دون الأنام وأحرزت حوّاء
هم أدركوا عزّ النبوّة وانتهت
- فيها إليك العزّة القعساء
خلقت لبيتك وهو مخلوقٌ لها
- أنّ العظائم كفوها العظماء
بك بشر الله السماء فزيّنت
- وتضوّعت مسكاً بك الغبراء
وبدا محيّاك الّذي قسماته
- حقٌّ وغرّته هدى وحياء
وعليه من نور النبوّة رونقٌ
- ومن الخليل وهديه سيماء
أثنى المسيح عليه خلف سمائه
- وتهلّلت واهتزّت العذراء
يومٌ يتيه على الزّمان صباحه
- ومساؤه بمحمّد وضّاء
الحقّ عالي الرّكن فيه مظفّر
- في الملك لا يعلو عليه لواء
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت
- وعلت على تيجاتهم أصداء
والنّار خاوية الجوانب حولهم
- خمدت ذوائبها وغاض الماء
والآي تترى والخوارق جمّةٌ
- جبريل رواحٌ بها غداء
نعم اليتيم بدت مخايل فضله
- واليتيم رزق بعضه وذكاء
بسيفك يعلو الحق والحق أغلب
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ
- وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ
وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى
- وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ
فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ
- لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ
وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها
- فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ
تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً
- وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ
أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ
- وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ
وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى
- رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ
هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها
- بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ
وَما زالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً
- يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ
إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ
- تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ
وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي
- لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ
سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ
- ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ
قَياصِرُ أَحياناً خَلائِفُ تارَةً
- خَواقينُ طَوراً وَالفَخارُ المُقَلَّبُ
نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ
- لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ
تَواصَوا بِهِ عَصراً فَعَصراً فَزادَهُ
- مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ
هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها
- وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ
نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ
- خُشوعاً وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ