شروط صحة الصلاة
تعريف الصلاة
وقد عُرّفت الصلاة في اللغة الدعاء؛ فهي مأخوذة من صلّى يصلي صلاةً، أي ادعُ لهم، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ) .
أمّا تعريف الصلاة في الاصطلاح؛ فهي الأفعال المخصوصة التي يتم أدائها في الأوقات المخصوصة، بالكيفية التي علّمنا إيّاها النبي-صلى الله عليه وسلم-.
حكم الصلاة
إنّ أول ما فرضه الله- تعالى- هو الصلاة، ممّا يدل على أنّها واجبة، والدليل على وجوب الصلاة قوله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،فأمر الله- تعالى- بإقامة الصلاة ، وعند الأصوليين فعل الأمر يقتضي الوجوب، مما يدل على وجوب الصلاة.
شروط صحة الصلاة
بحسب مذهب الشافعية ، تنقسم شروط صحة الصلاة إلى أربعة أقسام:
- الطهارة: وهي عبارة عن إزالة النجاسة، ورفع الحدث، وعلى ذلك لا تقبل صلاة المحدث سواء حدث أصغر أو أكبر، إلّا أن يتطهر؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ)،وعلى المُصلّي أن ينتبه إلى طهارة بدنه وثيابه، وطهارة مكان صلاته.
- دخول الوقت: فلا تصح الصلاة إذا تم أدائها في غير وقتها، قال- تعالى-: (الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
- ستر العورة: فالعورة هي ما يحرم إظهارها، سواء من جانب الرجل أو المرأة، فعورة الرجل: ما بين السرة والركبة، أمّا عورة المرأة كل بدنها باستثناء الوجه والكفين.
- استقبال القِبلة : وفي هذا الشرط دليل في قوله- تعالى-: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) .
والشرط يكون خارج عن حقيقة الصلاة وماهيته، وقد عرّف الأصوليين الشرط بأنّه ما يلزم من عدمه العدم ،ولكن لا يشترط من وجود الشرط وجود الحكم، قلنا أنّ الطهارة شرط الصلاة، فبعدم تحقق شرط الطهارة تبطل الصلاة، أمّا إذا وجدت الطهارة فلا يلزم من ذلك وجوب الصلاة، فقد يتوضأ الإنسان بقصد قراءة القرآن، أو النوم لاتباع السنة.
على من تجب الصلاة
والصلاة تجب على المسلم، فلا تصح صلاة الكافر، وذلك لأنّه لا يؤمن بالله -تعالى-، فلا أهمية لصلاته، وتجب أيضًا على البالغ، فلا تجب الصلاة على الصبي، ولكن يجوز لوليه تعليمها إياه؛ لتدريبهم عليها، وتجب الصلاة أيضًا على العاقل، فلا تجب على المجنون، قال -صلى الله عليه وسلم-: (رُفِعَ القلَمُ عن ثَلاثٍ، عنِ النَّائمِ حتَّى يستَيقظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يَكْبرَ، وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقلَ أو يُفيقَ).
منزلة الصلاة في الإسلام
إنّ للصلاة منزلة عظيمة في الإسلام، فهي أول ما فُرض، فقد فرضها الله- تعالى- في السماوات العليا، في حادثة المعراج، وكما تعد الصلاة ثاني أركان الإسلام : (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ)،وقد وصّى الرسول- صلى الله عليه وسلم- عليها قبل وفاته، وأول ما سيُحاسب العبد عليها.