نهاية رواية ثرثرة فوق النيل
نهاية رواية ثرثرة فوق النيل
عقدة الرواية بدأت حين تسبب الأصدقاء في قتل أحدهم عن طريق صدمه بالسيارة، ومحاولة التكتم على الأمر، لكن بطل الرواية يصمم على الاعتراف، وهذا ما أدى لنشوب شجار بينه وبين أصدقائه بسبب تضارب الآراء والمواقف.
وفي النهاية يتم التستر على الجريمة، وتحاول الصحفية سمارة بهجت في آخر الرواية بأن تعيد للبطل أنيس زكي روح التفاؤل والأمل الذي كان ضائعًا منه طوال 20 سنة، ويقرر أنيس النظر إلى المستقبل والتوقف عن الانعزال، والعزم على الاندماج في الحياة.
ملخص رواية ثرثرة فوق النيل
تدور رواية ثرثرة فوق النيل حول مجموعة من المثقفين الذين يعيشون حياة شبه مزدوجة بعض الشيء، إذ أنهم يعيشون كأشخاص فاعلة في المجتمع من خلال وظائفهم ووضعهم الاجتماعي، فأحدهم ناقد فني والآخر ممثل وهذا صحافي وغيره موظف، ومن جانب آخر يعيشون كمجموعة من الأشخاص أصحاب المزاج، يجتمعون كل ليلة في العوامة على النيل، ويمارسون تفاهتهم وشربهم للخمر.
وهذه العوامة كانت المكان الذي يستقبل الجميع بصدر رحب وحرارة، لا سيما أولئك الذين لا يرغبون في تحمل أي مسؤولية، الذين يعيشون من أجل الكيف والمزاج فقط، ولا يعنيهم ما يحدث خارج العوامة في الواقع الحقيقي، ولا يهتمون للظروف الاجتماعية أو الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلد.
وبطل هذه الرواية وعقدتها هو أنيس زكي، الموظف الذي يعيش حياة روتينية، والذي تتحول حياته جحيمًا من وقت لآخر حين يقرر المدير العام أن يكدر صفوه وينغص عليه حياته، لكن ما يصبره هو أنه في كل ليلة يذهب للعوامة، ليغرق في سكره ولا يفكر، ويتغير كل هذا في ليلة من الليالي، حينما تأتي للعوامة الصحفية سمارة بهجت، والتي كانت تمتلك نظرة مختلفة عنهم جميعًا.
إذ حاولت بعث الأمل فيهم من جديد لكن دون جدوى، فهم يعيشون بلا أخلاق ولا عقيدة، وحين يأتي الوقت الذي يريدوا فيه الخروج من العوامة ليتعرفوا على العالم المحيط بهم في ليلة رأس السنة الهجرية ، تقع لهم حادثة صادمة، ويتسببوا بوفاة رجل بعد صدمه بسيارتهم، فيهربوا ويقرروا التستر على الجريمة، لكن البطل الرئيسي أنيس زكي كان مصر على كشف الحقيقة.
نبذة عن كاتب رواية ثرثرة فوق النيل
كاتب رواية ثرثرة فوق النيل هو الروائي والكاتب المصري نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، الشهير باسم نجيب محفوظ، ولد في 11 ديسمبر 1911م، وتوفي في 30 أغسطس 2006م، وطوال حياته هذه قدم للأدب العربي الكثير جدًا وأثر فيه عظيم الأثر، وهو أول مصري يحصل على جائزة نوبل في الأدب .
وقد امتد تاريخ كتابة محفوظ للكتب والروايات منذ الثلاثينيات واستمر يكتب حتى عام 2004م، وتدور أحداث كل رواياته في مصر، وتسيطر عليها نفس السمة "الحارة"، التي يصورها محفوظ دائمًا أنها تعادل العالم كله، ومن أشهر أعمال الراحل نجيب محفوظ؛ الثلاثية، أولاد حارتنا ، عبث الأقدار، كفاح طيبة وغيرهم.
آراء نقدية حول رواية ثرثرة فوق النيل
هذه الرواية فلسفية عميقة استخدم فيها محفوظ لغة قوية غير سهلة، وهذا ما يجعل بعض القراء يواجهون صعوبة في فهمها واستيعابها، لكن أهم ما يميز هذه الرواية هو الجدال الذي تطرحه حول فكرة الحق والضمير، فجريمة القتل الخطأ التي حدثت تظهر العديد من الجوانب الخفية لشخصيات أبطال الرواية، وقد أبدع الكاتب في هذه النقطة.
فمثلًا أحمد نصر الذي يدعي دائمًا بأنه ما زال محافظًا على أخلاقه، نجد أنه فضل الهرب على أن ينقذ الضحية، ولم يستيقظ ضميره أبدًا، أما سمارة التي تدعي الجدية والتي كانت تمثل المبادئ في بداية الرواية، ورفضت الهروب بعد الجريمة، وكانت صوت الضمير بالنسبة لهم، نجد أنها في النهاية سكتت عن الحق وكتم صوت الضمير داخلها.
ورجب ذو الواجهة الاجتماعية الكاذبة الذي لم ينم ضميره فحسب بل مات تمامًا وغيره، هذه الحادثة كشف بها محفوظ عن تعدد الأوجه، ووصل فكرته من خلال هذه القصة القصيرة التي لم تتجاوز 100 صفحة بفلسفة عميقة، كما أن لنجاح الرواية فقد تحولت لفيلم سينمائي يحمل نفس الاسم عام 1971م، وكان من بطولة عماد حمدي، أحمد رمزي ، ميرفت أمين، عادل أدهم، سهير رمزي وغيرهم.
اقتباسات من رواية ثرثرة فوق النيل
من أجمل الاقتباسات التي يمكن أخذها من رواية ثرثرة فوق النيل، والتي أثرت عظيم الأثر في النفس وتركت انطباع قوي ما يأتي:
- إن طول عمر الشجرة - وحده - يكفي لإقناع من لا يريد أن يقتنع بأن النبات كائن لا عقل له.
- إن الثورات يدبّرها الدهاة، وينفذها الشجعان، ثم يكسبها الجبناء.
- عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضًا، وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق، وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف.