شروط الخطبة في الإسلام
شروط الخطبة في الإسلام
يُشترط للخطبة في الإسلام عدّة شروط، نذكرها فيما يأتي:
ألا تكون المرأة متزوجة
وهو من الشروط البديهية التي تمنع خطبة المرأة؛ فالمرأة في حال كونها زوجة لشخص آخر، فإنه يمنع خطبتها ولا يجوز التقدم لخطبتها لا تعريضًا -أي تلميحًا- ولا تصريحًا، وهذا الحكم ثابت باتفاق العلماء بلا خلاف؛ لأنها زوجة، ولا يجوز للمرأة أن تتزوج أكثر من رجل.
ألا تكون المرأة معتدة من طلاق أو وفاة
ويتعلق هذا الشرط بالمرأة المعتدة، والمرأة المعتدة لا تخلو من ثلاث حالات:
- أن تكون معتدة من وفاة زوجها.
- أن تكون معتدة من طلاق بائن.
- أن تكون معتدة من طلاق رجعي.
وفي حال كون المرأة معتدة من وفاة أو طلاقٍ بائن -أي المرأة التي طُلّقت ثلاث مرّات وما زالت في فترة العدّة -؛ فإنه لا يجوز التصريح بخطبتها حال العدة، والتصريح هو ما لا يحتمل غير النكاح، كقول: أطلب يدك للنكاح.
ويجوز التعريض وهو ما يفهم منه النكاح وغيره، كقوله: إذا انتهت عدتك فأخبريني، ودليل جواز التعريض قوله -تعالى-: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
أما المرأة المعتدة بسبب طلاق رجعي ، فلا يجوز خطبتها لا تصريحاً ولا تعريضاً، لأنها ما زالت متزوجة من زوجها، ويملك الزوج إعادتها إلى ذمته في أي وقت خلال العدة، فخطبتها كخطبة المرأة المتزوجة، وهذا باتفاق جميع العلماء.
ألا تكون المرأة مخطوبة
وهذا الشرط يحقق الأمان الإجتماعي بين الناس، فخطبة المرأة المخطوبة من رجل آخر لا يجوز سواء كان تصريحاً أو تلميحاً، والإسلام يحرص على بقاء العلاقات الاجتماعية بين الناس بشكل متوازن، وحريص على أن تبقى مشاعر المسلمين يسودها المحبة والمودة.
لذا لا يجوز خطبة المرأة المخطوبة، ولا يجوز لوليها أن يقبل خطبتها من رجل آخر حال كون خطوبتها قائمة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ الْأَوَّلُ، أَوْ يَأذَنَ لَهُ فَيَخْطُبُ).
مفهوم الخطبة في الإسلام
الخطبة هي إعلام المرأة أو ولي المرأة بالرغبة في زواجها، وهي الخطوة الأولى التي تسبق الزواج، وهي وعد بالزواج، وفيها فرصة لتعرف الأسرتين على بعضهما.
وعلى كل طرف احترام الخطوبة سواءاً الخاطب أو المخطوبة، فالزواج له أهمية كبيرة في الإسلام لذلك لا بد من تمهيد له وتهيئة الأجواء المناسبة لذلك، ومن هذه الوسائل الخطبة، فهي المقدمة لهذا الزواج.
والخطبة قبل الزواج وسيلة لتعرف كل من الخاطب والمخطوبة بعضهما على بعض، ويتيح المجال لهما لفهم طبيعة كل منهما، لتحصل المودّة والرحمة بين الشريكين بعد الزواج، والإسلام حريص على ذلك، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).