شرح قصيدة: أراك طروبًا
نص قصيدة أراك طروباً
تُعد قصيدة أراك طروباً إحدى أجمل قصائد العصر الأموي، وتُنسب للخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهي من القصائد الغزلية، ونص القصيدة فيما يأتي:
أراكَ طروباً والِهاً كالمتيّمِ
- تطوفُ بأكنافِ السجاف المخيّم
أصابك سهمٌ أم بليت بنظرة
- وما هذه إلا سجية مغرُّم ِ
على شاطئ الوادي نظرت حمامة
- أطالت عليّ حسرتي والتنَدُّمِ
فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى
- وتهوى بسكان الخيام فأنعم
أُشير إليها بالبنان كأنما
- أُشير إلى البيت العتيق المعظم
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
- وما مقصدي إلا تجود وتنعم
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
- ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا مُنيَة النفس إنني
- قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا إني قتِلتُ بصارمٍ ٍ
- ولكن رمَتني من رُباها بأسهُم ِ
مهذبة الألفاظ مَكيّة الحشا
- حجازية العينين طائيّة الفم ِ
لها حُكمٌ لقمانٍ وصورة يوسُفٍ
- ونغمة داودٍ وعفة مريم
ولي حزن يعقوبٍ ووحشة يونسٍ
- وآلامُ أيّوبٍ وحسرة آدم
أغار عليها من أبيها وأمها
- ومن لجة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
- إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحاً تقبل ثغرها
- إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
فوالله لولا الله والخوف والرجا
- لعانقتها بين الحطيم وزمزم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
- مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا
- يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشاحرق الجوى
- مقالة من في القول لم يتبرم
فوسدتها زندي وقبلت ثغرها
- فكانت حلالاً لي ولو كنت محرم
وقبلتها تسعاً وتسعون قبلة
- مفرقة بالخد والكف والفم
ولو حُرِّم التقبيل على دين أحمد
- لقبلتها على دين المسيح ابن مريم
وعيشكم ما هذا خضاب عرفته
- فلا تك بالزور والبهتان متهم
ولكنني لما وجدتك راحلاً
- وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي
بكيت دماً يوم النوى فمسحته
- بكفي فاحمرّت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
- لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا
- بكاها فقلت الفضل للمتقدّم
بكيت على من زين الحسن وجهها
- وليس لها مثل بعرب وأعجم
أشارت برمش العين خيفة أهلها
- إشارة محسود ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قال مرحبا
- وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
ألا فاسقني كاسات خمر وغن لي
- بذكر سليمى والرباب وزمزم
وآخر قولي مثل ما قلت أولاً
- أراك طروباً والهاً كالمتيم
الأفكار الرئيسة لقصيدة أراك طروباً
تتضمَّن القصيدة مجموعةً من الأفكار الرئيسة فيما يأتي:
- وصف حال المحب المتيم بهوى المحبوبة، طالباً إيّاها التكرم بوصله.
- وصف المحبوبة بأبهى الصفات، ودرجة الغيرة عليها.
- البكاء على المحبوبة، ووصف الشاعر حالته عند ذكر اسمها.
معاني مفردات قصيدة أراك طروباً
تشمل القصيدة مجموعةً من المفردات الصعبة فيما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
السجاف | ما يُركّب على حواشي الثوب. |
البنان | أطراف الأصابع. |
مخضبة | التلون بالحناء. |
الزند | مكان اتصال الذراع بالكف. |
الصبابة | حرارة الشوق. |
الصور الفنية لقصيدة أراك طروباً
وردت في القصيدة مجموعة متعددة من الصور الفنية فيما يأتي:
- أُشير إليها بالبنان كأنما
:::أُشير إلى البيت العتيق المعظم
تشبيه المحبوبة بالبيت العتيق (الكعبة) أيّ أنّها علم معرف يُشار إليه.
- لها حُكمٌ لقمانٍ وصورة يوسُفٍ
:::ونغمة داودٍ وعفة مريم
وصف المحبوبة برجاحة العقل والحكمة كالحكيم لقمان، وبجمالها كسيدنا يوسف، وبعذوبة صوته كسيدنا داود، وبعفتها وطهارتها بالسيدة مريم.
- ولي حزن يعقوبٍ ووحشة يونسٍ
:::وآلامُ أيّوبٍ وحسرة آدم
تشبيه حال معاناته في الهوى بشدة حزن يعقوب على فقد ولده، ووحشة يونس في بطن الحوت، وآلام أيوب من المرض.