شرح عبارة (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)
شرح عبارة (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)
يُقصد بعبارة "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" بأن التباين وعدم التوافق في وجهات النظر لا ينبغي له أن يؤثر على العلاقات الطيبة بين الناس، بالتالي لا يجب أن يؤثر الخلاف على حُسن المعاملة؛ حيث إن لكل شخص رأيه الخاص ووجهة نظره التي يتفرد بها وتُميزه عن الغير، والتي ليس بالضرورة أن تتوافق مع أفكار وآراء الآخرين؛ وذلك لأن لكل امرئ فكره المُستقل ونظرته الخاصة للأمور، وفي نفس الوقت فإن من واجب الإنسان أن يحترم وجهات النظر التي يُقدمها الأشخاص المحيطون به، وأن لا يُحاول فرض رأيه عليهم أو إجبارهم على اتباعه، بل تبقى سيادة المودة والألفة طاغيةً على الموقف ولا يكون اختلاف الرأي سببًا لوقوع الخلاف أو النزاع بينهم.
من قائل عبارة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية؟
اتفقت العديد من المصدر بأن قائل العبارة الشهيرة "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية هو الأستاذ الدكتور المصري أحمد لطفي السيد، والذي يُعتبر أحد قادة التنوير البارزين في جمهورية مصر خلال القرن العشرين ، ومن جهة أخرى فقد شغل المُفكر أحمد لطفي السيد مناصب مرموقة من ضمنها العديد من الوزارات، فكان وزيرًا للمعارف، ووزيرًا للداخلية، وأول رئيس لجامعة القاهرة، ورئيس مجمع اللغة العربية، ورئيسًا لدار الكتب، كما كان يُلقب بأستاذ الجيل، وقد تبنى بدوره المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا، وكان يُؤكد على ضرورة تمتع الفرد بقدر كبير من الحرية، كما نادى بضرورة تعليم المرأة، وأثناء رئاسته لجامعة القاهرة تخرجت في عهده أول دفعة من الطالبات، بالإضافة إلى دعوته إلى تحديد مفهوم للشخصية المصرية.
عبارات أخرى تتوافق مع عبارة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
كان الهدف والمُراد من مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية رغبة الأستاذ المُفكر أحمد لطفي السيد بالتأكيد على أن لكل شخص وجهة نظر ورأيًا خاصًا به، والذي قد يكون مُختلفًا من شخص لآخر، لكن من واجب الإنسان تقبّل واحترام وجهات النظر المحيطة به، ومن جهة أخرى فإن هنالك الكثير من المفكرين والأئمة والعلماء ممن سبقوا هذا المُفكر وأرادوا تحقيق معنى هذه العبارة، وأبرزهم:
- الإمام الشافعي: حيث قال رحمه الله: "ما ناظرت أحداً إلا قلت اللهم أجرِ الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني وإذا كان الحق معه اتبعته"، كما وقال: "ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة".
- السياسي الشهير غاندي: حيث اشتهر بقوله: "الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء".
- الإمام مالك: وذلك في قصته مع الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ، حينما أراد الآخر دعوة الناس لاعتماد كتاب مالك وخلاصة اختياره في الحديث والفقه وهو (كتاب الموطأ)، فقال الإمام مالك للخليفة: "لا تفعل يا أمير المؤمنين، فلكل قطر علماؤه وآراؤه الفقهية: فعَدلَ الخليفة عن رأيه بسبب هذا الموقف النبيل من الإمام مالك في احترام رأي الآخرين المُخالف لرأيه ومنحهم حرية القرار والاختيار.