شرح صفات ومخارج الحروف
صفات الحروف
ويُقصد بصفة الحرف الحالة التي تعترضه عند النطق به؛ وقد قسّم علماء التجويد هذه الصفات إلى قسمين؛ وهما:
صفات لها ضد
أيّ الصفات التي لها ما يقابلها؛ وهي: الهمس وضدّه الجهر، والشدّة وضدّها الرخاوة، وبينهما التوسط، والاستعلاء وضدّه الاستفال، والإطباق وضدّه الانفتاح، والإذلاق وضدّه الإصمات. وبيان كل منها على النحو الآتي:
- الاستعلاء
يُقصد بالاستعلاء تفخيم الحرف عند التكلم به، وتجتمع هذه الحروف في جملة: "خصّ ضغط قظ"، ولا يوجد هناك فرق في كون هذه الحروف ساكنة أو متحركة، ولكنّه يُخفّف من تفخيمها في حالة الكسر.
- الاستفال
وهو انخفاض الصوت عند النطق بالحرف؛ وهذه الصفة تضم باقي الحروف الهجاء باستثناء حروف الاستعلاء السبعة.
- الهمس
وهو جريان النَّفس عند النطق بأحد الحروف المجتمعة في جملة: "فحثّه شخص سكت"، ويشترط في نطقها السكون، إذ تأتي في هذه الحالة في وسط الكلام وأوله.
- الجهر
هو انقطاع جريان النّفس عند النطق بباقي حروف الهجاء المتبقية بعد حروف الهمس، والبالغة تسعة عشر حرفاً.
- الإطباق
وهو إلصاق اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف؛ وحروفه أربعة؛ هي: "ص، ض، ط، ظ".
- الانفتاح
وهو انفتاح اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بباقي حروف الهجاء المتبقية بعد حروف الإطباق الأربعة.
- الإذلاق
خفة الحرف عند النطق به لخروجه إما من طرف اللسان، أو من الشفتين، أو منهما معاً؛ وحروفه عددها ستة، مجتمعة في جملة: "فر من لب".
- الإصمات
ثقل الحرف عند النطق به لخروجه بعيداً عن طرف اللسان والشفتين؛ وحروفه هي حروف الهجاء المتبقية بعد حروف الإذلاق.
- الشدة
وهو انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف؛ وحروفه مجموعة بجملة "أجد قط بكت".
- التوسط
وهو اعتدال الصوت عند النطق بالحرف؛ ولذلك لعدم تمام جريان الصوت، ولعدم تمام انحباسه؛ وحروفه مجموعة في كلمتي: "لن عمر".
- الرخاوة
وهي جريان الصوت مع الحرف لضعف الاعتماد على مخرج الحرف؛ وحروفه باقي حروف الهجاء باستثناء حروف صفتي الشدة والتوسط.
صفات لا ضد لها
وهي الصفات التي ليس لها ما يقابلها؛ وهي سبع صفات: القلقلة، والصفير، والانحراف، والتكرير، واللين، والتفشي، والاستطالة، والغنّة. وفيما يأتي بيان هذه الصفات على نحوٍ من التفصيل:
- القلقلة
وهي اضطراب مخرج الحرف عند التكلم به، وتتكون حروف القلقلة من خمسة حروف مجتمعة في كلمتي: "قطب جد"، ويشترط بها السكون، وتكون على ثلاث مراتب:
- كبرى في الساكن الموقوف عليه.
- وسطى في الساكن الموصول.
- صغرى في المتحرك.
- الصفير
هو زيادة في الصوت تخرج عند التكلم بأحد الحروف الآتية: الصاد، والزاي، والسين، ويُشترط في هذه الحروف التسكين أو التشديد.
- الاستطالة
وتُطلق هذه الصفة على حرف الضاد، وذلك لامتداد الصوت من بداية حافة اللسان إلى آخره، وتبرز في الضاد الساكنة.
- الغنّة
تُطلق هذه الصفة على حرفي النون، والميم المشددتين، مثل: الجنَّة، ثمَّ.
- اللين
وهو إخراج الحرف بسهولة ويسر؛ وحروفه هي: الواو والياء المفتوح ما قبلهما.
- الانحراف
هو الميل بالحرف بعد خروجه من مخرجه؛ وحروفه هي: اللام والراء.
- التكرير
وهو اهتزاز طرف اللسان عند النطق بالحرف؛ وحرفه هو الراء.
- التفشي
وهو انتشار الهواء في الفم عند النطق بحرف الشين.
مخارج الحروف
يُقصد بمخارج الحروف: محل خروج الحرف وتميّزه عن سواه من الأحرف، وتنقسم المخارج إلى قسمين؛ وهما:
المخرج المقدر
وهو المخرج الذي لا يعتمد على جزء محدد يمكن تعيّينه على نحو دقيق؛ ويمكن معرفة ذلك من خلال وضع -قبل الحرف- حرفٍ ذي حركة مناسبة، وحيث ينتهي الحرف يكون مخرجه؛ وفي المخرج المقدّر نجد أنّ صوت الحرف ينتهي بانتهاء الهواء الخارج من جوف الفم؛ وبهذا يكون مقدّراً.
أمّا عن المخرج المقدّر في اللغة فهو الجوف؛ ويُقصد به الخلاء الواقع داخل الحلق والفم، وتخرج منه ثلاثة حروف؛ تسمى ب الحروف الجوفية ؛ وهي:
- الألف الساكنة المفتوح قبلها (الألف المدّية)، مثل: "زَادكم".
- الواو الساكنة المضموم قبلها (الواو المدّية)، مثل: "يزُول".
- الياء الساكنة المكسور قبلها، (الياء المدّية) مثل: "نبِيكم".
المخرج المحقق
وهو المخرج الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الفمّ، كالشفتين واللسان، وينقسم المخرج المحقّق إلى عدّة أقسام، تبعاً لأماكن خروج حروف اللغة؛ والمخارج المحقّقة هي:
- الحلق
ويُقصد به المنطقة الممتدة -القصبة- مما يلي الصدر وحتى الفم؛ وينقسم هذا المخرج إلى ثلاثة أقسام تتمثل بالآتي:
- أقصى الحلق: وهو مخرج حرفي الهاء، والهمزة.
- منتصف الحلق: وهو مخرج حرفي الحاء، والعين.
- أسفل الحلق: وهو مخرج حرفي الخاء، والغين.
- اللسان
وهو أكبر المخارج؛ إذ يحوي على عشرة مخارج فرعية، ويشمل ثمانية عشر حرفاً من حروف الهجاء؛ وبيان هذه الأقسام الفرعية مع حروفها كما يأتي:
- أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى؛ ويخرج منه حرف القاف.
- أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى، وبُعيد مخرج القاف؛ ويخرج منه حرف الكاف.
- وسط اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلى؛ ويخرج منه حرف الشين، والجيم، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها، أو المتحركة (غير المدّية).
- أدنى حافّتي اللسان مع ما يليه من الأضراس العليا؛ ويخرج منه حرف الضاد.
- أدنى حافّتي اللسان بعد مخرج الضاد، مع ما يليها من أصول الثنايا العليا؛ ويخرج منه حرف اللام.
- طرف اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى، وتحت مخرج اللام؛ ويخرج منه حرف النون.
- طرف اللسان -مما يلي ظهره- مع ما فوقه من الحنك الأعلى؛ ويخرج منه حرف الراء.
- طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا؛ ويخرج منه حرف الطاء، والدال، والتاء.
- طرف اللسان مع أطراف الثنايا السّفلى؛ ويخرج منه حرف الزاي، والصاد، والسين.
- طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا؛ ويخرج منه حرف الظاء، والذال، والثاء.
- الشفتان
وتشتمل على مخرجين، وهما:
- ما بين باطن الشفة السفلى، وأطراف الثنايا العليا، وهي مخرج الفاء، مثل: يفلح، كافة.
- الشفتان معاً، وهي مخرج لحرف الواو (غير المدّية) بانفراج الشفتين، والميم، والباء بإطباقهما.
- الخيشوم
وهو أقصى الأنف، ويخرج منه صوت الغنة المصاحب لحرفي (م، ن) عند إدغامهما أو إخفائهما.