شرح حديث (عليكم بالإثمد، فإنه منبتة للشعر)
نص حديث: عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر
روى الإمام النسائي حديث: (عليكم بالإثمد فإنّه منبتة للشعر)، وصحّحه الإمام الألباني، ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (عليكُمْ بِالإِثْمِدِ، فإنَّهُ مُنْبِتَةٌ للشَّعْرِ، مُذْهِبَةٌ لِلْقِذَى مُصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ).
وروى الإمام الترمذي وغيره وصحّح الإمام الألباني روايةٍ أخرى عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (اكتحِلوا بالإثمِدِ فإنه يجلو البصرَ وينبتُ الشعرَ).
شرح حديث: عليكم بالإثمد، فإنه منبتة للشعر
معاني مفردات الحديث
- بِالإِثْمِدِ: حجرٌ يصنع منه الكُحل.
- لِلْقِذَى: ما يتجمّع من إفرازاتٍ حول العين.
المعنى العام للحديث
ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- العديد من الأحاديث التي ذكرت نماذج من التداوي بالطب النبويّ ، وفي الحديث يخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بفائدة التداوي بالإثمد؛ وهو نوعٌ من أنواع الكحل المعروف، وقد أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- منفعته، فهو يقوّي البصر ويحافظ عليه ويُذهب الأذى عنه، كما أنّه مقوٍ لشعر الجفن ومساعدٌ على إنباته.
ما يُستفاد من الحديث
دلّ الحديث على فوائد عدّةٍ، منها:
- الإشارة إلى أهمية استعمال الكحل للعين.
- حرص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على نفع أمته.
- إشارة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى نوعٍ من أنواع التداوي بالطبّ النبوي.
نماذج على التداوي بالطب النّبوي
أولاً: التداوي بالعسل
أشارت آياتٍ عدّةٍ إلى أهمية العلاج بالعسل وفوائده الكثيرة، قال الله -تعالى-: (يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ)، كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: أخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتَى الثَّانِيَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ الثَّالِثَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ فقالَ: قدْ فَعَلْتُ؟ فقالَ: صَدَقَ اللَّهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا، فَسَقاهُ فَبَرَأَ).
ثانياً: التداوي بالحبة السوداء
أشار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى أهميّة التداوي بالحبة السوداء في بعض الأحاديث النبوية، منها: ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (عليكُم بهذه الحبَّةِ السَّوداءِ فإنَّ فيها شفاءً مِن كلِّ داءٍ إلَّا السَّامَ).
ثالثاً: التداوي بالسواك
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ)، والإسلام دين النظافة والجمال وقد حرص الشّرع على نظافة المسلم في هيتئه، والسواك فيه منفعةٌ للفم وطهارةٌ له.
رابعاً: التداوي بالحجامة
تداوى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالحجامة وأمر بالتداوي بها، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ).