شرح حديث (الخيل معقود بنواصيها)
حديث: الخيل معقود بنواصيها
أخرج مسلم في صحيحه، عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسٍ بإصْبَعِهِ، وَهو يقولُ: الخَيْلُ مَعْقُودٌ بنَوَاصِيهَا الخَيْرُ إلى يَومِ القِيَامَةِ: الأجْرُ وَالْغَنِيمَةُ)، وفي رواية أخرى أخرجها الألباني في صحيح الترغيب، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ والنَّيلُ إلى يومِ القيامةِ، وأهلُها مُعانون عليها، فامسحوا بنواصيها، وادعُوا لها بالبركة، وقَلِّدوها، ولا تُقلِّدوها الأوتارَ).
شرح حديث: الخيل معقود بنواصيها
معاني مفردات الحديث
نبيّن معاني مفردات الحديث آتيًا:
- معقودٌ: مربوط.
- نواصيها: النّواصي هي مقدمة الرأس.
- قَلِّدوها: قلّد القلادة؛ أي جعلها في العنق.
- الأوتارَ: -جَمْعُ وَتَرٍ- وهو القَوسَ.
المعنى الإجماليّ للحديث
في الحديث يخبرنا النّبي -صلى الله عليه وسلم- بفضل الخيل الذي يُعدّ للجهاد في سبيل الله تعالى فإنّ الأجر والثواب والخير ملازم لها كأنه مربوط فيها، وقد خُصّت النّواصي بالذكر لاستعمال العرب لهذا اللفظ على سبيل المدح فكانت تقول فلان مبارك النّاصية ونحوه، والمراد أن هذا الخير ملازم لأهل الجهاد بإعدادهم لهذه الخيل للجهاد والجهاد ماضٍ ليوم القيامة ، والله تعالى من رحمته أنّه يُعين في نفقة هذه الخيل، ويحثّ النّبي عليه السلام بجعل هذه الخيل ملازمة لجهاد أعداء الدين، ونهى عن تقليد الخيل بالأوتار وجعلها في عنقها إذ أنّهم كانوا يعتقدون أن ذلك الفعل يدفع عنها العين والحسد فنهاهم النّبي عليه الصلاة والسلام عن فعل ذلك وقيل لأنّ هذه الأوتار ربما تعلق ببعض الأشجار فتخنقها.
مما يُستفاد من الحديث
في الحديث جملةٌ من لفوائد والمعاني آتيًا ذكرها:
- أهمية الخيل في الجهاد وإعلاء كلمة الله تعالى.
- الحثّ على إكرام الخيل.
أحاديث أخرى في فضل الخيل
نذكر فيما يلي بعض الأحاديث الصحيحة الدّالة فضل الخيل وإكرامها:
- ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الخيلُ ثلاثةٌ: ففَرَسٌ للرَّحمنِ، وفرَسٌ للشيطانِ، وفرَسٌ للإنْسانِ، فأمّا فرَسُ الرحمنِ؛ فالَّذي يُرْتَبَطُ في سبيلِ اللهِ؛ فعَلَفُهُ وروْثُهُ وبوْلُهُ في مِيزانِه، وأمّا فرَسُ الشيطانِ فالَّذي يُقامِرُ أوْ يُراهِنُ عليْهِ، وأمّا فرَسُ الإنسانِ فالفَرَسُ يرْتَبِطُها الإنسانُ يَلتمِسُ بطْنَها؛ فهِيَ سِتْرٌ من الفقْر).
- ما رواه عقبة بن عامر وأبو قتادة -رضي الله عنهما- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيرُ الخيلِ الأَدْهمُ، الأقْرحُ، الأرْثمُ، الْمُحَجَّلُ، طَلْقُ اليدِ اليُمْنى، فإنْ لَمْ يكُنْ أدْهَمَ فَكُمَيْتٌ على هذه الشِّيَةِ).
- ما رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنه ليس من فرسٍ عربيٍّ، إلا يُؤذَنُ له مع كلِّ فجرٍ يدعو بدعوتَين، يقول: اللهم إنك خوَّلْتَني مَن خوَّلْتَني من بني آدمَ، فاجعلْني من أحبِّ أهلِه وماله إليه).