شرح اسم الله الرؤوف للأطفال
معنى اسم الله الرؤوف
يعني اسم الله الرؤوف في اللغة العربية شديد الرحمة، وهي صفة مبالغة من الفعل رأف، أي مبالغة في الاتصاف بالرحمة والشفقة، وفي الاصطلاح عرفه الشيخ السعدي بقوله: "الرؤوف أي: شديد الرأفة بعباده فمن رأفته ورحمته بهم؛ بأن يتم عليهم نعمته التي ابتدأهم بها".
واسم الله الرؤوف أحد أسماء الله الحسنى الذي ثبت بآيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله -تعالى-: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)، وذلك يعني اتصاف الله -تعالى- بصفة الرحمة والعطف والحنان على عباده جميعهم، سواء العاصي منهم أو المطيع.
وهو لا يُحمّل عباده ما يشقّ عليهم ولا يحمّلهم أعباءً تفوق طاقاتهم، وتعليم الأطفال هذه المعاني ينعكس على تصرفاتهم وأخلاقهم؛ فيتصفون بالرحمة والرأفة من كل ما يحيط بهم من إنسان أو حيوان أو نبات.
الفرق بين اسم الله الرؤوف والرحيم
قد يظهر الالتباس على الأطفال بين معنى اسم الله الرؤوف و اسم الله الرحيم ؛ فقد يظن البعض أنّ اسمي الله الرؤوف والرحيم كلاهما يحملان المعنى ذاته من صفة الرحمة، وفي الحقيقة أنّ صفة الرأفة أشد وأبلغ وأعلى درجة من الرحمة.
وقد جاءت الصفتان مقترنتان في كثير من آيات القرآن الكريم لوصف الله -تعالى- بهاتين الصفتين، فدلّت على اتصاف الله -عز وجل- برحمته على عباده، فإذا اشتدت الرحمة بهم كان رؤوفاً عليهم، ومثال ذلك قول الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ).
مظاهر اسم الله الرؤوف
إنّ رأفة الله -تعالى- بمخلوقاته وعطفه عليهم تظهر من خلال العديد من الأمور، وفيما يأتي ذكر لبعضها:
- توفيق الله -تعالى- عباده للقيام بحقوقهم، وحقوق العباد عليهم.
- تحذير الله -تعالى- عباده من الفساد، والوقوع في طريق الضلال.
- تسخير الله -تعالى- لعباده طريق الخيرات، وإبعادهم عن طريق الشبهات.
- تخفيف الأحكام والشرائع عن عباده في حال ضعفهم وعجزهم عن أدائها؛ فهناك أحكام خاصة بالمريض، وأحكام أخرى للمسافر، وغيرهم ممن يشق عليهم أداء الطاعات، بل أوجب الطاعات والأوامر كلاً ضمن حدود قدرته واستطاعته، وقول الله -تعالى- مصداقاً لذلك: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).
- فتح باب التوبة لعباده من المذنبين والعصاة، وهذا من أجلّ مظاهر رأفته -عزوجل-؛ فالبشر خطّاؤون ويقعون بالذنوب لا محالة، ولكن ذلك لا يُخرجهم من رحمته ورأفته، بل بإمكانهم دائماً الرجوع و التوبة والإنابة لخالقهم، فهو توّاب رحيم بعباده رؤوم رؤوف.
- تسخير كل ما في الكون لخدمة الإنسان، وانتفاعه من كلّ ما في الأرض؛ وذلك من أجل أن يقضوا حوائجهم، وليدفع عنهم مشقة الحياة الدنيا، ومن ذلك خلق الدواب والمركوبات بشتى أنواعها التي تحمل الإنسان وتنقله من بلد إلى آخر.
- حفظ أعمال العباد الصالحة، وادخارها لهم ليجازيهم عليها في الآخرة، فلا يضيع عمل مخلوق مهما كان صغيراً، وهذا من رأفته -تعالى- بعباده.