سنن مهجورة في الدعاء
الدعاء
الدعاء هو عبادة من العبادات المستحبة التي حث عليها الإسلام، وهي تقوم على أن يسأل العبدُ ربَّه وأن يطلب منه عز وجل من غير واسطة بين العبد وربه، ويكون الدعاء خالصاً لله تعالى وحده، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).، و للدعاء آداب وسنن كثيرة على المسلم أن يراعيها ليكون دعاؤه مستجاباً بإذن الله تعالى، وفي هذا المقال سنبين بعض السنن التي قد يغفل عنها بعض المسلمين في دعائهم لله عز وجل، ومنها ما سيرد في هذا المقال.
الدعاء عند نزول الغيث
على المسلم الداعي تحرّي أوقات الإجابة ؛ فهناك بعض الأوقات التي يستحب فيها الدعاء ويكون فيها الدعاء أحرى للإجابة، كيوم عرفة، وساعة الجمعة وغيرها، ومن الأوقات التي قد يغفل الإنسان فيها هو وقت نزول الغيث، فقد ينشغل المرء بالمطر والفرح بنزوله وينسى الدعاء.
رفع اليدين عند الدعاء
قد ورد في سنة رفع اليدين عند الدعاء أحاديث كثيرة، منها حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي).
تكرير الدعاء ثلاثاً والإلحاح فيه
إنّ من سنن الدعاء الإلحاح في الدعاء ، فكما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (وَكانَ إذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وإذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا)، فمن السنة أن يكرر المسلم دعاءه ثلاثاً.
استقبال القبلة
قد ثبت أمر استقبال القبلة في الأحاديث الصحيحة، ومنها الحديث الذي ورد في دعائه صلى الله عليه وسلم في يوم بدر: (فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي)، فسيد المجالس ما يكون قبالة القبلة.
الدعاء على طهارة
هذا الأمر مما يغفل عنه المسلم، وفيه أن يتوضأ للدعاء، فالدعاء عبادة يستحبُّ لها الوضوء وهذا أحرى للخشوع والتضرع إلى الله تعالى في الدعاء،كما جاء في الحديث: (دَعَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَاءٍ فَتَوَضَّأَ به، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أبِي عَامِرٍ ورَأَيْتُ بَيَاضَ إبْطَيْهِ).
حمد الله والصلاة على نبيّه الكريم
إنّ البدء بالحمد والثناء على الله، والصلاة على نبيّه سنّة محبّبة، فكما جاء في الحديث الشريف: (سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ)،، ولا ينسَ الداعي دعاءه بالحمد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تقديم عمل صالح بين يدي الدعاء
إنّ تقديم عمل صالح أيّاً كان نوعه أحرى لإجابة الدعاء ورفع البلاء، ف العمل الصالح الخالص لله تعالى يرفع الدعاء، كما جاء في حديث النفر الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فكان توسلهم لله تعالى بعملهم الصالح الخالص له عز وجل سبباً لإجابة دعواتهم وانفراج كربهم.
عدم تكلف السجع في الدعاء
إنّ من المنهي عنه السجع المتكلف الذي ينشغل به الإنسان عن الخضوع والتضرع لله تعالى أثناء الدعاء، أما السجع الذي يأتي بطبيعة الإنسان دون تكلف من صاحبه فكان عليه الصلاة والسلام يفعله أحياناً.