سنن الفطرة العشرة

سنن الفطرة العشرة

سنن الفطرة

دعا الإسلام إلى بعض السنن والآداب والأعمال التي يجب على كل مسلمٍ أن يقوم بها بشكلٍ دوريّ، وهذه الأعمال هي ممّا تدعو له الفطرة السّليمة، وتتمثّل في غالبها بأعمال تدعو إلى الزيادة في النظافة والتجمُّل والتزيُّن، والاهتمام بالمظهر الخارجيّ والمظهر العام للأفراد، وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- حيث قالت: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (عشرٌ من الفِطرةِ: قصُّ الشَّاربِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظافر، وغسلُ البراجمِ، ونتفُ الإبطِ، وحلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ. قال زكريَّاءُ: قال مصعبٌ: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المضمضةَ. زاد قُتيبةُ: قال وكيعٌ: انتقاصُ الماءِ يعني الاستنجاءَ)، فجميع تلك السُنن تدعو للنظافة والزّيادة فيها والحثّ عليها، والتجمّل والتزيّن بكل ما هو جميل حسنـ كاللحية وما ورد فيها من الحثّ على تطويلها وتزيينها وتوضيبها.

سنن الفطرة العشرة

تتلخّص سنن الفطرة العشرة كالآتي:

الختان

الختان: مصدر خَتَنَ بمعنى قَطَعَ، ومعناه هو: (قطع الجلدة التي تغطي حَشَفة الذّكر)، وحكم الختان واجب على الذكور من أمّة محمد -عليه الصّلاة والسّلام- مُختلفٌ فيه بحقّ الإناث، وكلّما اقترب وقت الختان من ولادة المولود كان ذلك أفضل؛ بُعداً عن القذارة التي تجمعها تلك المنطقة، وعملاً بالسُنّة، وتجنّباً للألم الذي يُصيب المُختَتن نتيجة تلك العمليّة، وقد أثبت الطب الحديث أنّ للختان آثار وفوائد كثيرة للذكور، منها مثلاً منع حدوث الالتهابات وتجمّع القاذورات، والوقاية من الأمراض الجنسيّة والأمراض السرطانيّة، وغير ذلك من الفوائد.

انتقاص الماء

وهو إزالة الأذى أو النّجاسة العالقة بالفرج باستخدام الماء، وهو من أحكام وآداب قضاء الحاجة، وفي حال غياب الماء فيمكن استخدام الحجارة، وأقلّها ثلاثة حجارة، فيُنضَح الفرج بالماء، أو تُستخدَم الحجارة عند عدم توفّر الماء، ويُسمّى ذلك بالاستجمار، وقيل معناه انتقاص البول بالماء؛ لأنه إذا غسل الذكر بعد بوله انقطع البول، ففي الماء خاصيّة قطع البول.

السواك

 السواك والاستياك بمعنى تنظيف الفم والأسنان بالسّواك، وهو قطعة من الخشب من شجرة تُسمّى بشجرة الأراك أو الأرك، ويُستَعمل السواك لتنظيف الأسنان، وإزالة ما علق بالأسنان من بقايا الطعام. والسواك سبب لتطهير الفم من الآفات والكواره، وهو موجبٌ لمرضاة الله -سبحانه وتعالى- حيث ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (السِّواكُ مّطْهَرةٌ للفم، مَرضاةٌ للرَّب)، أمّا حكم استخدام السواك فهو الندب، حيث جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (لولا أن أشُقَّ على أُمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواك عند كلِّ صّلاة)، وقد ذكر النوويّ رحمه الله الإجماع على استحباب استخدام السواك. وقد قال فريقٌ من الفقهاء بوجوبه ومنهم الإمام إسحاق بن راهويه.

تقليم الأظافر

قص وتقصير الأظافر من السّنن التي دعا لها الإسلام، حيث حثَّ في العديد من النصوص على العناية والاهتمام بالأظافر وعدم إهمالها؛ وذلك لما تحمله من الفضلات والقاذورات في الحياة اليوميّة إذا ما كانت طويلة، ممّا يُعطيها شكلاً قبيحاً تنفر من النّفوس، ناهيك عن تسبّبها بنقل الأمراض المعدية، وأهمّها الأمراض المعويّة والجوفيّة.

قص الشارب

الشارب هو الشعر النابت على الشفّة العليا، وقد حثّت السنة النبويّة على قصّ الشارب وتوضيبه، وعدم تطويله في العديد من المواضع، وقد ورد ذكر ذلك في العديد من الألفاظ: كالقص، والحفّ، والنهك، والجز؛ حيث إنّ طول الشارب يجعله عرضةً لحمل قاذورات الفم والأنف، ممّا يجعله مكاناً جيّداً لانتشار الجراثيم والبكتيريا، وبالنتيجة انتشار الأمراض ونقلها، ومنبعاً للروائح الكريهة التي تُؤذي صاحبه وتُسبّب له بالأمراض والعدوى، كما تُؤذي كلّ من يراه أو يقترّب منه لتعرّضه للرّوائح الكريهة، أو نقل العدوى له نتيجة المُلامسة أو المُصافحة أو التقبيل، وحدّ قصّ الشّارب هو أن يقصّه ويُخفّفه حتى يظهر طرف الشفة العليا ولا ينزعه بالكلية، أمّا الروايات التي جاءت بجزّ الشّارب وحفّه فمعناها نزع ما طال منه حتى وصل إلى الفم، فكما أن لإطالة الشّارب مَضارّاً فإن لوجوده بشكله الصحيح مجموعةً من الفوائد الصحيّة وغيرها، وهو من مُستلزمات الفطرة البشريّة، كما أنّ طبيعة الرجل مجبولة على حُبّ إظهار شاربه الذي يدلّ على الرجولة.

إعفاء اللحية

اللِّحيَةُ هي الشَّعْرُ النَّابِت على الذَّقْن التي هي مُجتَمع اللِّحْيَيْن، ومثلها العارض. وقد اختلف فُقهاء المذاهب الأربعة وتلاميذهم في حكم اللحية، وحيث إنّ اللحية تُمَثِّل رمزاً هامّاً في المُجتمع الإسلاميّ ، وسِمةً مُلاصِقَةً للمُسلمين عامّةً، فيجب الاعتناء والاهتمام بها، أمّا من ناحية حكم حلق اللحية فقد اتَّفَق الفُقهاء على أن ذلك من باب المُثلَة، فلَا يجوز حلقها بالكلية مُطلقاً، وبيان أقوال الفقهاء في حكم إعفاء اللحية فيما يأتي:

  • ذهب الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة إلى أنَّ إعفاء اللِّحية واجب وحلقها مُحرّم، وقد استدلّوا على ذلك بما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (خالفوا المشركين؛ وفروا اللّحى، وأحفوا الشّواربَ. وكان ابنُ عمرَ إذا حجَّ أو اعتمر قَبَضَ على لحيتِه، فما فَضُلَ أَخَذَهُ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (جُزُّوا الشَّوارِب وأرخوا اللِّحى، خالفوا المجوس). ويُسنّ عند أصحاب هذا القول ألا يزيد طول اللّحية عن قبضة اليد، ولا بأس بأخذ أطراف اللّحية.
  • ذهب الشافعيّة إلى أن إعفاء اللّحية سُنّة ويُكره حلقها والمبالغة في قصّها، وقد قال بذلك الإمام الهيتميّ، والإمام زكريّا الأنصاريُّ. واستدلّوا على قولهم بما روت عائشة -رَضِيَ الله عَنْهَا-: (أنّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- قال: عشر من الفطرة: قصّ الشّارب، وإعفاء اللّحية، والسّواك، والمضمضة، والاستنشاق، وقصّ الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء).
  • سُئل إمام دار الهجرة الإمام مالك عن إطالة اللّحية فكره ذلك، ممّا يعني أنّ المُستَحبّ عنده توضيبها وتقصيرها.

الاستحداد

وهو قيام الإنسان -ذكراً كان أم أنثى- بإزالة الشعر الذي ينبت حول الفرج، والذي يُسمّى بشعر العانة ، ويُقصَد بذلك النّظافة كي لا تلتصق الأوساخ والبكتيريا والفطريات في تلك المنطقة، فتُسبّب الأمراض والأوبئة. ويُسن حلق العانة كلّ أسبوع مرّةً، وأفضل ذلك أن تكون يوم الجمعة حين الاغتسال للصّلاة؛ لما في يوم الجمعة من اجتماعٍ للناس في الصّلاة، ولا ينبغي أن يتأخّر في حلقها عن أربعين يوماً في الأكثر.

نتف الإبط

هو إزالة الشعر النابت تحت الإبط إمّا بالنتف أو الحلق، فهذا الشعر يجمع العرق والأوساخ والبكتيريا النّاتجة عنه، ممّا يُسبّب الروائح الكريهة التي تَنفر الناس من حاملها، وانتشار الأمراض وشيوعها، ويُسَنّ أن ينتف الإبط كل أسبوع، ولا يُفضّل تأخير ذلك عن أربعين يوماً بالحد الأقصى.

غسل البراجم

وهي التعرّجات والعقد التي بين الأصابع، وبسبب شكلها فقد تتجمّع الأوساخ فيها، فيميل الإنسان لغسل هذه البراجم؛ بهدف النظافة ورفع المرض، والمراد بغسل البراجم تنظيف المواضع التي يتجمّع فيها الأوساخ.

المضمضة والاستنشاق

وهو غسل الأنف والفم عن طريق إدخال الماء فيه ثم إخراجه، وهما أيضاً بالإضافة لكونهما من سنن الفطرة، فهما من سنن الوضوء أيضاً.

12أحاديث
مزيد من المشاركات
شرح حديث (كان الرسول اجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان)

شرح حديث (كان الرسول اجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان)

شرح حديث (كان الرسول أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان) روى ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)،وتفصيل شرح الحديث فيما يأتي: قول (أجود الناس) يصف ابن عباس -رضي الله عنهما- النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، و الجود هو الكرم والجواد هو السخي، وقيل: هو
ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بسبب التسنين

ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بسبب التسنين

ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بسبب التسنين يوجد اعتقاد بأنَّ التسنين يسبِّب ارتفاعاً في درجة حرارة جسم الطفل وكذلك الإصابة بالإسهال ، لكن أشار الباحثون في الأكاديميَّة الأمريكيَّة لطبِّ الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) إلى أنَّ هذه الأعراض ليست دليلاً على بدء مرحلة التسنين وليست مرافقة لها، وذلك على الرغم من أنَّ تورُّم اللثة الذي يحدث أثناء عملية التسنين قد يسبِّب ارتفاعاً بسيطاً في درجة حرارة جسم الطفل، إلا أنَّ أحد التفسيرات المحتملة لارتفاع درجة الحرارة هو أنَّه
كيف نحافظ على ممتلكات المدرسة

كيف نحافظ على ممتلكات المدرسة

طرق المحافظة على ممتلكات المدرسة المدرسة هي المكان الذي يمكن للمرء أن يتعلم فيه الكثير من الخبرات، فالمدرسة ليست مكان للتعليم فقط، بل إنها تعتبر البيت الثاني، حيث تجد فيها التربية الحسنة، والأصدقاء، وممارسة اللعب، وممارسة النشاطات الصيفية وغير الصيفية، فإنها تساعد الطفل أو المراهق ليكبر، ويصبح شخصًا مسؤولاً، فمن طرق شكر المدرسة على ما تقدمه لنا، هو أن نحافظ عليها، وعلى ممتلكاتها. إنّ صاحب الدور الرئيسي في توعية الطلاب حول مسألة المحافظة على ممتلكات المدرسة هو مدير المدرسة والمعلمون، لذلك سيكون
كيف أبعد شر الناس عني

كيف أبعد شر الناس عني

طرق تجنب الشخصيات السامة تجلب الشخصيات السامة الكثير من الشر معها لمن تعرفهم، لكن هذا لا يعني أنّ هناك طرقًا يمكن من خلالها تجنبهم، ومن أبرز هذه الطرق: الإبقاء على بعض المسافة معهم يعتبر هذا الخيار مناسبًا في حال عدم الرغبة في إنهاء العلاقة مع الشخصيات السامة بشكلٍ كامل لأي سبب من الأسباب، ومن الأمثلة على طرق الإبقاء على مسافة معهم: إلغاء متابعتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، والتخطيط للقائهم لمرة أو مرتين فقط في السنة، والتغذر بوجود مشاريع وخطط أخرى في حال طلبوا اللقاء من أجل قضاء بعض الوقت
ثقافة المرأة

ثقافة المرأة

المرأة المثقفة يوجد العديد من التعريفات التي توضّح مفهوم المرأة المثقفة، ويعتمد ذلك على المعيار الذي يتمّ التعريف به، إذ يُمكن تعريف المرأة المثقفة وفقاً لمعيار تعليمي، أو اجتماعي ، أو وظيفي، أو سياسي، فقد تُعتبر المرأة المتعلمة صاحبة الطموح السياسيّ امرأةً مثقفة، وكذلك المرأة المبدعة في مختلف المجالات؛ كالآداب، والعلوم، والفنون، كما تُعتبر المرأة مثقفةً إذا كان لديها نظرة نقدية نحو المجتمع، والبعض قد يعتبر أيّ امرأة حاصلة على شهادة جامعية عليا بأنّها مثقفة، كما يُمكن تعريف المرأة المثقفة على
أول مدينة في المغرب

أول مدينة في المغرب

فاس أول مدينة في المغرب تأسست المدينة في عام 172 للهجرة/ للعام 789 للميلاد على يد إدريس بن عبد الله الّذي جعلها عاصمة للدولة الإدريسية، حيث شيّدت على الضفة اليمنى لنهر فاس، وتبلغ مساحة أراضيها 500 كم²، وتقع جغرافيّاً في جهة الشمال الوسطي من المملكة المغربية، ويتسم مناخها بأنّه مناخ قارّي، حار في فصل الصيف، وبارد في فصل الشتاء، ومعتدل في فصل الخريف وفصل الربيع، كما أنّ المدينة حصلت على لقب العاصمة الثقافيّة والروحيّة. تقسّم المدينة إداريّاً إلى ست مقطاعات هي: مقاطعة أكدال، ومقاطعة سايس، ومقاطعة
كيفية التخلص من قشرة الوجه

كيفية التخلص من قشرة الوجه

غسل الوجه يومياً يجب غسل الوجه مرتين يومياً باستعمال غسول يحتوي على مواد مُرطبة للبشرة ، مثل: الأفوكادو، والصبّار، وزيت الزيتون، وزبدة الشيا، ويمكن تنظيف الوجه من خلال وضع كميّة مناسبة من الغسول على أطراف الأصابع، ثم تدليك الوجه بعمل حركاتٍ دائرية صغيرة، وشطف الوجه بالماء الدافئ، وتجفيفه بمنشفة نظيفة، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب اختيار غسول خالٍ من الأصباغ، أو العطور؛ لأنها تُهيّج البشرة، وتُجفّفها. تقشير البشرة يجب تقشير البشرة بانتظام، ويُفضَّل استعمال مُقشر يحتوي على حمض الساليسيليك، فهو
تفسير آية (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أَو أن يطْغى)

تفسير آية (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أَو أن يطْغى)

تفسير آية (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أَو أن يطْغى) التفسير الإجمالي للآية ومناسبتها حين أمر الله النبيين: موسى و هارون بالذهاب إلى فرعون بأن قال لهما: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)، فكانت استجابتهما فوراً: (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى). أي: إننا سنستجيب لأمرك وسنتلطف معه بالقول الليِّن كما أمرتنا، لكن المشكلة في فرعون، فقد يعاجلنا بالإهلاك أو الأذى قبل أن نرشده