مراحل علاج سرطان الثدي
سرطان الثدي
يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء، كما أنه يحتلّ المرتبة الثانية كسبب رئيسي للوفاة لدى النساء نتيجة الإصابة بالسرطان بعد سرطان الرئة ، وقد ساهم التطور الكبير في طرق الكشف المبكر والعلاج لسرطان الثدي في زيادة معدلات الشفاء من المرض وخفض نسبة الوفيّات، وتبلغ فرصة وفاة المرأة من سرطان الثدي ما يعادل امرأة واحد لكل 37 امرأة مصابة بسرطان الثدي أي ما نسبته 2.7% فقط، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي من بينها التقدم في العمر، والعوامل الوراثيّة، والتاريخ العائليّ، والسمنة، وشرب الكحول، والتعرض للإشعاع.
علاج سرطان الثدي حسب المرحلة
يمكن تقسيم سرطان الثدي إلى عدة مراحل حسب انتشار الورم خارج خلايا الثدي، وفيما يلي بيان تلك المراحل وطريقة علاج كل مرحلة:
- المرحلة الأولى والثانية والثالثة: يشمل علاج المراحل الثلاثة الأولى لسرطان الثدي؛ الجراحة، والعلاج الإشعاعيّ، إضافة إلى العلاج الكيميائي، وعدد من العلاجات الأخرى، ويمكن التفريق بين المراحل الثلاث حسب حجم الورم وانتشاره إلى العقد الليمفاوية كما يلي:
- المرحلة الأولى: تتميز المرحلة الأولى بصغر حجم الورم وعدم انتشاره إلى العقد الليمفاويّة، أو انتشار كمية محدودة من الخلايا السرطانيّة إلى العقدة الليمفاويّة الخافرة (بالإنجليزية: Sentinel lymph node) التي تمثل العقدة الليمفاويّة الأولى التي يُرجح أن ينتشر إليها سرطان الثدي.
- المرحلة الثانية: تتميز المرحلة الثانية بزيادة حجم الورم مقارنة بالمرحلة الأولى وانتشاره إلى عدد من العقد الليمفاويّة المجاورة.
- المرحلة الثالثة: تتميز المرحلة الثالثة بزيادة حجم الورم عن المرحلتين الأولى والثانية ونمو الورم في الأنسجة القريبة مثل الجلد الواقع فوق الثدي أو العضلات التي تقع تحته، وانتشاره إلى العديد من العقد الليمفاويّة المجاورة.
- المرحلة الرابعة: تتميز المرحلة الرابعة بامتداد انتشار السرطان إلى خارج الثدي والغدد الليمفاويّة المجاورة إلى أجزاء وأعضاء أخرى من الجسم، وغالباً ما يتمّ اللجوء لاستخدام العلاج الدوائيّ الجهازيّ (بالإنجليزية: Systemic drug therapy) لعلاج سرطان الثدي في هذه المرحلة.
- سرطان الثدي ثلاثي السلبية: (بالإنجليزية: Triple-negative breast cancer) يتميز هذا النوع من سرطان الثدي بعدم وجود مستقبلات خاصة لهرمون الإستروجين أو البروجسترون ، أو البروتينات التي تسمى HER2، على سطح الخلايا السرطانيّة، ونظراً لعدم وجود مستقبلات هرمونيّة فإنّ العلاج بالهرمونات لا يفيد في هذا النوع من سرطان الثدي، كما لا يمكن استخدام الأدوية التي تستهدف بروتينات HER2، ويُعدّ العلاج الكيميائي العلاج الفعال لهذا النوع من سرطان الثدي الذي ينمو وينتشر بشكل أسرع من معظم الأنواع الأخرى لسرطان الثدي.
طرق علاج سرطان الثدي
العلاج الجراحي
هناك العديد من الخيارات الجراحيّة المختلفة لعلاج سرطان الثدي، نذكر منها ما يلي:
- استئصال الورم: (بالإنجليزية: Lumpectomy) يُستخدم هذا النوع من الجراحة لاستئصال الأورام الصغيرة في الثدي، حيث يتم إزالة الورم مع هامش صغير من الأنسجة السليمة المحيطة به.
- استئصال الثدي: (بالإنجليزية: Mastectomy) يتم خلال هذه العملية الجراحيّة إزالة جميع أنسجة الثدي بما في ذلك الفُصيصات، والقنوات، والأنسجة الدهنيّة، وبعض الجلد، والحلمة والهالة.
- إزالة عدد محدّد من العقد اللمفاويّة: يتم اللجوء إلى هذا الإجراء الجراحيّ في حال انتشار الورم إلى عدد من العقد اللمفاويّة الخافرة المجاورة للورم.
- استئصال كلا الثديين: قد يتمّ استئصال الثدي الآخر السليم كإجراء وقائي إذا كان خطر الإصابة بالسرطان في الثدي الآخر مرتفعاً نتيجة وجود عوامل وراثيّة معيّنة أو تاريخ عائلي قوي للإصابة بالسرطان.
العلاج الإشعاعي
تقوم فكرة العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation therapy) على استخدام الأشعة السينيّة ذات الطاقة العالية، أو أنواع أخرى من الجسيمات لتدمير الخلايا السرطانيّة، ويقسم العلاج الإشعاعيّ حسب طريقة إعطائه للمريضة إلى عدّة أنواع مختلفة؛ مثل العلاج الإشعاعيّ الخارجيّ (بالإنجليزية: External-beam radiation)، والعلاج الإشعاعيّ الداخليّ (بالإنجليزية: Intra-operative radiation)، والعلاج الإشعاعيّ القريب (بالإنجليزية: Brachytherapy)، ويمكن استخدام العلاج الإشعاعيّ بعد عمليّة استئصال الورم أو بعد إعطاء العلاج الكيميائيّ للمساعدة على التخلّص من الورم، أو قبل الجراحة لتقليص حجم الورم الكبير وتسهيل إزالته عن طريق الجراحة.
العلاج الكيميائي
يهدف العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy) إلى تثبيط قدرة الخلايا السرطانيّة على الانقسام والنمو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى القضاء عليها، وقد يُعطى العلاج الكيميائيّ قبل الجراحة لتقليص الورم الكبير وتسهيل التخلص منه أثناء الجراحة، كما يمكن أن يُعطى بعد الجراحة للحدّ من خطورة عودة نمو الورم مرّة أخرى، وتجدر الإشارة إلى توفّر العلاج الكيميائيّ بعدّة أشكال صيدلانيّة مختلفة؛ منها الحبوب أو الكبسولات التي تُؤخذ عن طريق الفم، إضافة إلى الأدوية التي تُعطى عن طريق الحقن بالوريد أو العضل أو تحت الجلد، ويتمّ إعطاء الأدوية الكيميائيّة على عدّة جلسات بناءً على جدول زمنيّ محدّد، ومن الأمثلة على أدوية العلاج الكيميائيّ المستخدمة في علاج سرطان الثدي؛ دواء كاربوبلاتين (بالإنجليزية: Carboplatin)، ودوكسوروبيسين (بالإنجليزية: Doxorubicin)، وميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate)، وباكليتاكسيل (بالإنجليزية: Paclitaxel).
العلاج الهرموني
يتمّ استخدام العلاج الهرمونيّ في علاج سرطان الثدي في حال امتلاك الخلايا السرطانيّة لمستقبلات هرمون الإستروجين للحدّ من خطر عودة الإصابة بسرطان الثدي بعد الجراحة، أو بهدف تقليل حجم السرطان قبل إزالته بالجراحة، أو لعلاج سرطان الثدي المنتشر، ومن الأمثلة على العلاج الهرمونيّ المستخدم في علاج سرطان الثدي؛ التاموكسيفين (بالإنجليزية: Tamoxifen)، وغوسيريلين (بالإنجليزية: Goserelin)، وفولفيسترانت (بالإنجليزية: Fulvestrant)، ومثبطات الأروماتاز (بالإنجليزية: Aromatase inhibitors).
العلاج الموجه
يتميّز العلاج الموجّه (بالإنجليزية: Targeted Therapy) لسرطان الثدي باستهدافه الخلايا السرطانيّة بشكلٍ محدّد لمنع نموها وانتشارها، وهو بذلك يختلف عن أدوية العلاج الكيميائيّ التي تهاجم جميع الخلايا التي تنمو بسرعة بما فيها الخلايا السرطانيّة، ويمكن تقسيم العلاج الموجه لسرطان الثدي إلى عدّة أنواع مختلفة، نذكر منها الآتي:
- العلاج الموجّه للخلايا السرطانيّة إيجابية HER2: تتميّز بعض الخلايا السرطانيّة بوجود نوع خاص من البروتينات يُرمز إليه بالرمز HER2 على سطحها، والذي يعطيها القدرة على النمو السريع والقابلية للانتشار إلى مناطق أخرى بنسبة أكبر من أنواع الخلايا السرطانيّة الأخرى، ومن الأملثة على الأدوية التي يتمّ استخدامها للقضاء على هذا النوع من الخلايا السرطانيّة؛ دواء تراستوزوماب (بالإنجليزية: Trastuzumab)، وبيرتازوماب (بالإنجليزية: Pertuzumab).
- العلاج الموجّه للخلايا السرطانيّة إيجابيّة مستقبل الهرمون: حيثُ تمتلك بعض أنواع الخلايا السرطانيّة عدد من مستقبلات الهرمون ، ممّا يساعد على استخدام العلاج الهرمونيّ الموجّه للقضاء على هذه الخلايا، ومن الأمثلة على الأدوية المستخدمة في هذا النوع من العلاج؛ دواء بالبوسايكليب (بالإنجليزية: Palbociclib)، وريبوسايكليب (بالإنجليزية: Ribociclib).