سنن ابن ماجه
ابن ماجه
هو الحافظ المفسر أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، وُلد سنة مئتين وتسعة في بيئةٍ علميةٍ، حيث كان له أخوة عُرفوا بالعلم و الفقه ، وكان الإمام ابن ماجه حافظاً ذكياً؛ ناقداً بالحديث عالماً بالتفسير والتاريخ، صابراً على طلب العلم، حيث رحل إلى عدة أماكن كمصر والشام وغيرها، لطلب العلم والاستفادة من علمائها الكبار.
وقد صنف كتباً في التفسير، والسنن، والتاريخ، توفي -رحمه الله- يوم الاثنين سنة مئتين وثلاث وسبعين، ودُفن يوم الثلاثاء، وقد قام إخوته أبو بكر وأبو عبد الله وابنه عبد الله بدفنه.
سنن ابن ماجه
التعريف به
هو أحد الكتب المصنفة في سنن الحديث، وأحد الكتب الصحاح الستة لصاحبها الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، وقد اعتنى به العلماء شرحاً، وتهذيباً، ودراسةً لرجال الأسانيد، وأول من أضاف سنن ابن ماجة إلى الكتب الخمسة، مكمّلاً بها الستة، هو الإمام ابن طاهر المقدسي في كتابه أطراف الكتب الستة، وكتابه شروط الأئمة الستة.
وقد ضم الكتاب مجموعة من الآداب والإرشادات والأحكام الفقهية، وقد ورد فيه الحديث الصحيح ، والحسن، والضعيف، والمنكر، والموضوع، ووجود الأحاديث المنكرة والضعيفة كان هذا في رأي الإمام الذهبي سبباً في نزول رتبته.
منهج ابن ماجه في سننه
- رتّب الإمام ابن ماجه سننه إلى مقدمة، وسبعة وثلاثين كتاباً، وألف وخمسمائة وخمسة عشر باباً، و أربعة آلاف وثلاثمائة وواحد وأربعين حديثاً، مبتدءاً بأحاديث أصول الدين، ثم واصل في الترتيب الفقهي، لأن أغلب الأحاديث الموجودة في سننه تشتمل على أحكام شرعية.
- بدأ ابن ماجه كتابه في ذكر السنن؛ فكان أول باب فيه باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها؛ إشارة منه إلى أن مصنفه في جمع السنن، ولينبّه الطالب على أهميتها، وعلى ضرورة العمل بها، وقد قدّمها على غيرها من الأبواب؛ استجابةً لأمر الله، وعملاً بقوله تعالى:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ).
- ثم ذكر أبواب العقائد؛ لأنها أول ما يجب على المسلم المكلّف، ثم ذكر فضائل الصحابة؛ لأنهم هم من أوصلوا لنا السنة، فلولا ثبوت عدالتهم لما وصلنا شيء من السنن.
- وقد مدح العلماء طريقته في ترتيب الأبواب، إذ كان ترتيبه في غاية الدقة والإحكام، حيث اتبع في ذلك طريقة شيخه ابن شيبة إلا أن ابن شيبة ذكر أقوال الصحابة والتابعين وابن ماجه لم يذكرها.
شروح سنن ابن ماجة
اعتنى العلماء بسنن ابن ماجة، فقاموا بشرحها في عدة كتب، فيما يأتي ذكر بعض هذه الشروح:
- شرح سنن ابن ماجه للحافظ مغلطاي الحنفي، وقد شرح جزءاً منها في خمس مجلدات ولم يكمله، وهو أول من شرح سنن ابن ماجه.
- ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجه، للحافظ سراج الدين عمر بن علي بن الملقن، وقد شرح زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة في ثلاث مجلدات، والكتب الخمسة هي البخاري ومسلم و سنن أبو داود والترمذي والنسائي.
- الديباجة في شرح سنن ابن ماجه، للشيخ كمال الدين الدميري، وقد شرحه في خمس مجلدات، ولم يكمله بسبب وفاته.
- تعليقات على سنن ابن ماجه، للحافظ ابن سبط العجمي.
- زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة، للحافظ الشهاب البوصيري، وقد نبّه فيها على الزوائد التي فيها ضعف مع الكلام على الأسانيد.
- الديباجة لتوضيح منتخب ابن ماجه، وهو شرح لمختصر سنن ابن ماجه، وقد سماه بالغيوث الثجاجة في مختصر ابن ماجه، للشيخ شمس الدين بن عمار المصري المالكي.
- شرح سنن ابن ماجه، للشيخ ابن رجب الزبيري.
- شرح على سنن ابن ماجه، للحافظ جلال الدين السيوطي.
- شرح سنن ابن ماجه للعلامة أبو الحسن عبد الهادي السندي، وقد ضبط فيها ألفاظ الأحاديث، وبيّن غريبها، مع الإعراب لها.
- إنجاح الحاجة شرح سنن ابن ماجه، للشيخ عبد الغني الدهلوي.
- حاشية على سنن ابن ماجه، ومعها من إنجاح الحاجة، وشرح السيوطي، للشيخ الفخر الحسن الكنكوهي.
- مفتاح الحاجة بشرح سنن ابن ماجه، وهي حاشية مكتوبة على هوامش كتاب سنن ابن ماجه، للشيخ محمد العلوي.
رأي العلماء في سنن ابن ماجه
أثنى العلماء على كتاب السنن لابن ماجه، فابن كثير اعتبر جهد ابن ماجه في كتابه دليلاً على علمه الواسع، وعلى اتباعه السنة في الأصول والفروع، ولما عُرض الكتاب على أبي زرعة قال: "أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع، أو أكثرها"، وقد كان العلماء لا يذكرون كتب الصحيحين إلا وذكروا معه سنن ابن ماجه، وقد أثنى ابن حجر كذلك على السنن، فقال أنها جيدة، وأن فيها الكثير من الغرائب والأبواب.