سلبيات وإيجابيات الفلسفة البراجماتية
إيجابيات الفلسفة البراجماتية
إن الفلسفة البراجماتية كسائر المناهج ، والنظريات التي تتمتع بسمات، وخصائص خاصة بها؛ فقد قدمت أسلوب تفكير هام جدا يتعلق بكيفية تقديم أسس فكرية ممنهجة تحقق نتائج عملية جيدة للفرد؛ لأن السلوك في هذه الفلسفة هو صاحب الأهمية المطلقة لها الذي يحدد وجودها،ومن إيجابيات الفلسفة البراجماتية ما يلي:
البحث عن الوضوح التام في الأفكار
تسعى البراجماتية إلى الابتعاد عن التبعية للآخرين؛ فهي تعبر عن منهج عقلاني نفعي خاص بها، من خلال التركيز على ماهية العقل بما يحمله من تفكير تجريبي حول موقف معين؛ لاتخاذه مصدرًا رئيسًا من أجل تحقيق النجاح، ومعنى ذلك هو الوصول إلى الوضوح التام في أفكارنا وتحديدها تجاه أي شيء، عن طريق الأخذ بعين الاعتبار ماهية الآثار الممكن تصورها، والتي قد يتضمنها نوع عملي للشيء، وما هي ردات الفعل المتوقعة تجاه فعل معين.
القدرة على حل المشكلات الفلسفية
استطاعت البراجماتية تغيير موقف بعض البشر من المشكلات التي يعانون منها إلى حلها؛ عن طريق توظيف الجانب العملي المعني بتحويل المفاهيم النظرية إلى سلوك حركي، فإذا تم الاعتماد منها على دليل أو معيار فإنها تحوّل الجانب النظري إلى أدوات لها؛ فهي تسعى جاهدة ترك كل ما هو نظري وصولا إلى الجانب العملي، الذي يجمع بين الفكر والعمل؛ ليحول الأفكار إلى قواعد للسلوك.
السعي خلف التجربة، وتحقيق النتائج
من الجدير بالذكر أن البراجماتية ترفض النظر التأملي، وتطلب بدلا منه الخوض في التجربة، فالشخص البراجماتي لا يقف عند المشهد أو الموقف متأملا معجبا، بل يقفز إليه تحقيقا لتشكيل الخبرة؛ لأن الفكرة الشاملة التي تدور حولها هذه الفلسفة هي ترك الأفكار التي لا جدوى منها؛ من أجل محاربة الجمود والحكم على الأشياء دون أي تجربة.
سلبيات الفلسفة البراجماتية
على الرغم من وجود الإيجابيات التي ظهرت بشكل مثالي لهذا الاتجاه الفلسفي، وإبراز تميزها عن بعض الاتجاهات الأخرى، إلا أنه لا يخلو من سلبيات كثيرة شكلت مأخذًا واضحًا في نظر الكثير؛ لأن المغالاة في شيء معين يولد نتائج عكسية، ومن هذه السلبيات:
تهميش القيم والمبادئ
إن البراجماتية تعامل المبادئ والقيم خاصة تلك المتعلقة بالجانب الروحي والديني، على أنها أمور غير مهمة؛ بوصفها لا تخضع للجانب العملي الذي ينتظر تحقيق الفائدة المرجوة منه؛ فالفكر البراجماتي هو امتداد للفكر العلمي والتجريبي، إذ يعترف بالحقائق الخاضعة للتجربة والمنفعة، وما عدا ذلك هو أمر نسبي لا قيمة له.
التطرف العقلاني
تدعو البراجماتية إلى مسألة الإمكانية العقلانية من الناحية الفكرية؛ إذ إنها لا تعتمد على العاطفة كمنهج لها بل على السلوك المقترن بالنتائج، وهذا من شأنه أن يلغي أمورًا لا تقدم المنفعة الشخصية للإنسان، أي إن هذا التفكير يجعل كل ما هو جيد يلحقه منفعة على أنه أمر موجود، ومعترف به، وأي شيء سيئ لا يقدم أي عمل مفيد يخدم المصالح البشرية فهو مستحيل وغير موجود.