خصائص المقال الصحفي
الاهتمام بالقضايا المعاصرة التي تشغل الرأي العام
على اختلاف شكل المقال الصحفي سواء كان ورقي أو إلكتروني أو إذاعي، لا بد أن يتضمن القضايا التي تتداول على أرض الواقع وتشكل حديث الساعة بعمق وشمول لمختلف الجوانب التي يرغب المتلقي بالتعرف إليها أو سماعها أو قرأتها، فالمقبل على المقال الصحفي يبحث دائمًا عن استنتاجات أو معلومات قد لا تكون لديه.
يحاول المختصون في مجال الإعلام وخاصة من هم ضمن المجال الصحفي نقل المعلومات التي تشكل للقارئ أو المتلقي نقطة لجذب ولفت للانتباه، مما يبقيه على تواصل وإطلاع دائم، وغالبًا يدرس ويفهم المجتمع من قبل القائمين على الإعلام الصحافي وتحدد العناوين المطروحة حسب حاجة الأفراد سواء كان المقال في المجال الفني أو الأدبي أو التقني أو السياسي أو غيره.
مثال (1):
أهم ما يشكل مادة إعلامية معاصرة في الوقت الحاضر في عام 2020-2021 هي جائحة كورونا، فكل طرح حول الجائحة وما يترتب عليها من آثار اقتصادية اجتماعية يشكل نقطة جذب وانتباه لأفراد المجتمع.
مثال (2):
الأحداث السياسية في الدول سواء دول عظمى أو دول صغرى، مثل الحروب والانتخابات وغيرها.
القدرة على الإقناع والتأثير
حتى يكون المقال الصحفي مقنع وذو تأثير عالي من الضروري أن يحقق ما يلي:
- المصداقية: إن تعدد الوسائل التقنية أتاحت للكثير من الجهات نشر المعلومات عبر وسائل التواصل، وقد لا تتمتع هذه الجهات بالمصداقية؛ بهدف تحقيق السبق الصحفي بما يحقق المردود الاقتصادي الجيد، فالوقوع في الخداع أمر وارد وبالتالي يحقق كاتب المقال الصحفي المصداقية باستخدام المراجع والدراسات المعتمدة والاستطلاعات والدراسات البحثية الموثقة رسميًا .
- الحياد: محاولة التغطية غير المنحازة لموضوع المقال الصحفي أمر مهم في ترك الأثر على أكبر قدر ممكن من الأفراد والجماعات، وأصبح الحياد جزء مهم من أخلاقيات الصحافة عامًة.
مثال:
جائحة كورونا ، لا بد للكاتب أن يقدم كافة الأبحاث والدراسات حول الفايروس وآثاره على الفرد والمجتمع والاقتصاد، ويقدم الدراسات الإحصائية، ويبتعد عن التحيز والتعصب الشخصي وفرض الرأي الخاص انطلاقًا من توجهات شخصية.
الترابط والتجانس في أسلوب السرد
الترابط والتجانس والاتساق بين المعلومات المقدمة للقارئ أمر ضروري، فهي عامل مهم في جذب الانتباه ويحقق ذلك بما يلي:
- تقديم المعلومات الواضحة المختصرة، إذ إن الإسهاب قد يشتت القارئ وينقله من منطقة لأخرى في المقال دون تحقيق الفهم المناسب.
- تحديد الهدف من المقال لتحديد الفكرة والموضع الأساسي من موضوع المقال، مما يساعد الكاتب على التركيز على هدف البحث وبالتالي مراعاة الترابط بين الموضوعات المقدمة.
مثال:
عند الحديث عن أثر جائحة كورونا على المجتمع؛ لا بد من تناول الجائحة من منظور طبي أولًا ثم التطرق للجوانب الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، وعدم دس أي معلومات لا تمت بصلة لموضوع أثر الجائحة على المجتمعات، مثل الحديث عن أهمية الأعشاب في علاج فايروس كورونا، ويجب التطرق لرأي الشارع العام بجائحة كورونا.
الجمع بين المتعة والفائدة
الجمع بين المتعة والفائدة يعني الابتعاد عن الركود في تقديم المقال، فعلى الكاتب أن يقدم المعلومات وينتقل من فكرة لأخرى حتى مع المواضيع الجامدة بطريقة سلسة وباستخدام أسلوب كتابي أدبي مشوق، دون المبالغة في الانتقال من موضوع أو من فكرة لأخرى حتى لا يتشتت القارئ ويفقد القدرة على الفهم وأخذ الرسالة الحقيقية من المقال، ويقصد بالمتعة إدراج بعض التجارب التي يمكن للقارئ إعدادها ضمن مجال الموضوع المطروح خاصة في المجالات العلمية.
مثال:
التعامل مع جائحة كورونا، يمكن أن يقدم كاتب المقال للقارئ بعض التجارب الوقائية المنزلية التي يمكن اتباعها لزيادة السلامة الصحية.
حسن التنظيم والتقسيم في المحتوى
يضم تنظيم وتقسم المقال على الأجزاء التالية حتى يكون متقبل وموافق للشروط العالمية:
- العنوان؛ يجب أن يكون العنوان جاذب للانتباه ولا يتجاوز 6 كلمات.
- اسم كاتب المقال والمحرر؛ وهنا لا بد من إدراج اسم الإعلامي أو الصحفي القائم على المقال ومن حرر النص لاحقًا إن وجد.
- جسم المقال؛ يقسم جسم المقال إلى 4 فقرات بالحد الأعلى ويبدأ بمقدمة بسيطة تمهيدية تقدم المعنى الحقيقي للمقال وما يقدمه، ثم تدرج الفقرات التي فيها تحليل كامل للموضوع المطروح من الأشكال والأنواع والمشكلات والعلاقات بين الأسباب والنتائج وما إلى ذلك، من ثم يدرج فقرة استنتاجية تقدم فهم عام حول موضوع المقال.
صحة اللغة وسلامة التعبير
اللغة السليمة والتعبير الصحيح سبب في تحقيق نجاح المقال الصحفي ويعلل ذلك بأن الكتابة بهذه الطريقة سبب في إيصال الهدف من المقال وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية للكتاب والجهة المختصة بالنشر مما يعني وصول المقال لأكبر قدر ممكن من الفئة المستهدفة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق:
- الابتعاد عن استخدام اللغة المبهمة.
- استخدم المصطلحات العلمية.
- الابتعاد عن التحيز العرقي أو الديني أو الجنسي.
وأهم معايير اللغة السليمة والتعبير الصحيح:
إليك مجموعة من أهم معايير اللغة السليمة والتعبير الصحيح:
- اتساق اللغة مع الجمهور المقدم له؛ إذ لا يمكن استخدام اللغة الطبية في توجيه مقال صحفي حول جائحة كورونا للأفراد غير الأطباء في المجتمع.
- استخدام لغة مناسبة للمستوى الثقافي للكاتب؛ إذ إن الكتابة في مجالات خارج خبرة الكاتب سبب في أن يكون المقال هش وضعيف غير محقق للأهداف.
- اتساق اللغة مع السياق؛ فاللغة المستخدمة للمواضيع العلمية تختلف عن اللغة المستخدمة في مواضيع التغذية وهكذا.
- استخدام لغة تحيي الصورة الذهنية للقارئ، مما يوصل الفكرة من موضوع المقال بسهولة ويسر.
- استخدام لغة واقعية، وهنا قدر الإمكان يحاول الكاتب ذكر الحقائق والابتعاد عن النظريات والأفكار المجردة.
مراعاة علامات الترقيم في المحتوى
كاتب المقال الصحفي لا بد أن يراعي علامات الترقيم ويفهم ما لها من وظائف حتى يحقق الفهم الحقيقي للمقال والجمل من قبل القارئ وأهم هذه العلامات :
- (.) : نقطة نهاية الجملة وهي إشارة إلى انتهاء الجملة وما فيها من فكرة.
- (؟) : علامة السؤال للتميز بين الجملة الاستفهامية والجملة العادية.
- (!) : علامة التعجب وهي وسيلة لبيان أسلوب التعجب من قبل الكاتب حول موضوع الجملة أو الفقرة.
- (،) : الفاصلة والتي تفصل ما بين الجمل المتعددة ضمن موضوع واحد.
- (:) : نقطتين رأسيتين وتستخدم لتقديم قول أو اقتباس أو شرح.
- (؛) : الفاصلة المنقوطة والهدف منها بيان معنى ما أتى قبل الفاصلة من جملة أو مصطلح حيث تربط هذه العلامة ما جاء قبلها بما جاء مع بعدها بالمعنى والتعبير.
الخلاصة
المقال الصحفي يُقدَّم للقارئ ضمن معايير عدة إذ يواكب القضايا المعاصرة، ويتضمن أهم معايير الإقناع والتأثير من مصداقية وحياد، ويقدم المعلومات بترابط ودون تشتيت، ويدمج ما بين التجارب التي يمكن نقلها لأرض الواقع وتحقق المتعة والفائدة، كل هذا ضمن شكل محدد للمقال يبدأ بالعنوان ومن ثم الفقرات ومن ثم الخاتمة، بما يتفق مع سلامة التعبير واللغة والقواعد العامة للكتابة واستخدام علامات الترقيم.