سرطان الثدي عند الرجال
هل يصيب سرطان الثدي الرجال كالنساء؟
نعم، في الحقيقة إنّ الرجال معرّضون للإصابة بسرطان الثدي أيضًا، ولكن بشكلٍ نادر وبنسبة أقل من النساء، إذ يُمثل معدّل الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال أقل من 1% من مجموع الرجال المصابين بجميع أنواع السرطانات وأقل من 1% من مجموع المصابين بسرطان الثدي وذلك وفقًا لإحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Seminars in oncology عام 2017 م .
أعراض إصابة الرجال بسرطان الثدي
إنّ العرض الرئيسي لسرطان الثدي عند الرجال هو تشكل كتلة في الثدي ، ومن الجدير بالذكر أنّه في معظم الحالات لا يكون تشكل الكتل مؤشرًا أكيدًا على الإصابة بسرطان الثدي، إذ قد يشير أحيانًا إلى مشاكل تعتبر غير ضارّة إلى حدٍ ما، كتضخّم أنسجة الثدي أو ما يُعرف بالتثدي (Gynecomastia)، أو الإصابة بالورم الشحمي (Lipoma)، ولذلك تجدر مراجعة الطبيب عند ملاحظة وجود أي كتلة في الثدي للتحقق من ماهيّتها.
صفات كتلة سرطان الثدي عند الرجال
عادةً ما تتصف كتلة سرطان الثدي لدى الرجال بما يأتي:
- تتشكّل في ثدي واحد فقط.
- تنمو تحت أو حول الحلمة.
- يزداد حجمها بمرور الوقت.
- لا تسبب الشعور بالألم في أغلب الحالات.
- لا تتحرّك داخل الثدي.
- لا تكون ناعمة المظهر.
- قد تكون الكتلة صلبة أو طرية.
الأعراض الأخرى لسرطان الثدي عند الرجال
توجد بعض العلامات الأخرى لسرطان الثدي عند الرجال، وفيما يأتي بيان أبرزها:
- تغير شكل الحلمة كانغرازها إلى الداخل.
- ظهور طفح جلدي أو تقرّحات حول الحلمة وعدم اختفائها مع مرور الوقت.
- خروج إفرازات وسوائل من الحلمة، والتي قد تكون مصحوبة بالدم في بعض الحالات.
- يصبح الجلد المحيط بالحلمة متورمًا، أو قاسيًا، أو قد يظهر باللون الأحمر.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة تحت الإبط.
وقد يُسبب أعراضًا أخرى في حال انتشر سرطان الثدي لأعضاء الجسم الأخر ، كالعظام، أو الكبد، أو الرئتين، ومن هذه الأعراض:
- الشعور بالتعب والإرهاق طوال الوقت.
- ضيق التنفّس.
- المعاناة من آلام شديدة في العظام.
- الشعور بالحكة.
- ظهور الجلد والعينين باللون الأصفر.
أسباب إصابة الرجال بسرطان الثدي
إنّ أسباب إصابة الرجال بسرطان الثدي غير واضحة ومحددة حتى الآن، ولكن يعتقد الخبراء أنّ هذا النوع من السرطان يحدث نتيجة انقسام خلايا الثدي بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، وعندها تكوّن الخلايا المنقسمة والمتراكمة ورمًا في الثدي، ومن المحتمل أن ينتقل هذا الورم لأجزاء أخرى من الجسم.
وقد حدّد الأطباء أنّ ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين (E strogen) مقارنةً بهرمونات الذكورة أو ما يُعرف بالأندروجين ( Androgen) هو العامل المُشترك بين الرجال المصابين بسرطان الثدي .
عوامل تزيد من خطر إصابة الرجال بسرطان الثدي
توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من فرصة إصابة الرجل بسرطان الثدي، ويجب التنويه إلى أنّ وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، وتتضمّن هذه العوامل ما يأتي:
- العمر:
يُعدّ التقدم في العمر أكبر عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي، خاصةً بعد تجاوز سن الـ 50.
- الطفرات الجينية:
قد تحدث بعض الطفرات أو التغيّرات في بعض الجينيات، وتحديدًا جينيّ (BRCA1) و(BRCA2) ممّا يؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال.
- التاريخ العائلي:
تصبح فرصة إصابة الرجل بسرطان الثدي أعلى في حال كان أحد أفراد أسرته المقرّبين مصابًا بهذا النوع من السرطان، خاصةً في حال كان القريب من الدرجة الأولى أو في حال تشخيص أقارب الرجل من الدرجة الأولى بالسرطان في سنٍ مبكرة؛ أي قبل بلوغ سن الأربعين.
- التعرّض للعلاج الإشعاعي:
يكون الرجال الذين تعرّضوا للعلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي.
- العلاج الهرموني:
قد تزيد الأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين، والتي كانت تُستخدم قديمًا لعلاج سرطان البروستاتا من فرصة الإصابة بسرطان الثدي عند الرجال.
- بعض الحالات التي تؤثّر في الخصيتين:
قد تزداد فرصة الإصابة بسرطان الثدي إذا تعرّض الرجل لإصابة في الخصيتين، أو في حال تورّمهما، أو إجراء الجراحة لإزالتهما.
- الإصابة بمرض في الكبد:
قد يسبّب تشمع الكبد (Liver cirrhosis) انخفاض مستويات هرمون الأندروجين وارتفاع مستويات هرمون الإستروجين عند الرجال، ممّا قد يرفع فرصة إصابتهم بسرطان الثدي.
- السمنة وزيادة الوزن المفرطة:
يكون الرجال الكبار في السن والذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي، مقارنةً بأولئك الذين يتمتّعون بوزنٍ طبيعي.
- الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر:
تُعدّ متلازمة كلاينفلتر (Klinefelter's) مرض وراثي نادر يولد فيه الرجل بكروموسوم أنثوي إضافي، الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث اختلال في توازن الهرمونات لديه، فيترتب على ذلك إنتاج الجسم لكميات أقل من هرمون التستوستيرون ( Testosterone) ، وعندها سيكون الرجل أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي.
كيفية تشخيص الطبيب لسرطان الثدي عند الرجال
يجدر على الشخص في حال لاحظ وجود تغيّرات في أحد ثدييه مراجعة الطبيب؛ إذ سيقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني للشخص المعنيّ، والسؤال عن الأعراض والعلامات الأخرى، وكذلك التاريخ الطبي والعائلي للشخص، و يمكن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي بإحدى الطرق الآتية:
- تصوير الثدي بأشعة الماموجرام.
- تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية.
- فحص إفرازات الحلمة.
- أخذ خزعة من الثدي.
طرق علاج سرطان الثدي عند الرجال
يعتمد العلاج على نوع سرطان الثدي بالإضافة إلى العديد من العوامل، وفيما يأتي بيان أبرزها:
- عمر المصاب وصحته بشكلٍ عام.
- سرعة نمو الورم.
- مرحلة الورم ومدى انتشاره.
- وجود الطفرات الجينية.
ونبين فيما يأتي الطرق التي يتم اتباعها لعلاج سرطان الثدي لدى الرجال:
العلاج الجراحي لسرطان الثدي عند الرجال
يقوم العلاج الجراحي على إجراء عملية جراحية يتم فيها استئصال الورم من الثدي المصاب وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به، ويمكن أن يتضمن العلاج الجراحي الخيارات الآتية:
- استئصال الكتلة الورمية (Lumpectomy)
ويتم فيها إزالة الورم المتشكّل وجزء صغير من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، وفي حال لم يكن هناك الكثير من أنسجة الثدي فقد لا يكون استئصال الكتلة الورمية خيارًا جيدًا.
- استئصال الثدي (Mastectomy)
ويتم فيه إزالة الثدي بأكمله، ويُعدّ هذا الإجراء هو الأكثر شيوعًا في علاج حالات سرطان الثدي عند الرجال.
العلاج الكيماوي لسرطان الثدي عند الرجال
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الكيماوي (Chemotherapy) لعلاج بعض الحالات، باستخدام أدوية تقتل الخلايا السرطانية يتم إعطاؤها كحقن في أغلب الحالات، أو على شكل أدوية تؤخذ عن طريق الفم، ويُشار إلى أنّ العلاج الكيماوي قد يكون خيارًا جيدًا في حال البدء به بعد إجراء الجراحة، إذ يمكن للعلاج الكيماوي أن يمنع عودة السرطان مرّة أخرى، كما قد يُعطى قبل الجراحة؛ لتقليل حجم الخلايا السرطانية قدر الإمكان.
قد يترتب على استخدام العلاج الكيماوي ظهور بعض الآثار الجانبية، علمًا أنّ معظم هذه الآثار تزول بعد التوقّف عن استخدامه بعدّة أيام أو أسابيع، وفيما يأتي بيان أبرز هذه الآثار:
- تساقط الشعر.
- تغيّر في الشهية.
- الشعور بالتعب.
- الغثيان والتقيّؤ.
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
- الإسهال أو الإمساك.
- التقرّحات الفموية.
- الشعور بخدر وتنميل في أصابع اليدين والقدمين.
- ضعف في عضلة القلب.
العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي عند الرجال
يتم في العلاج الإشعاعي (Radiation therapy) توجيه حزم من الأشعة عالية الطاقة كالأشعة السينية والبروتونات عبر جهاز كبير يتحرّك حول الشخص إلى نقاط معينة في منطقة الصدر، وعادةً ما يتم استخدام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لقتل الخلايا السرطانية المتبقية في منطقة الثدي، أو عضلات الصدر، أو الإبط.
العلاج الهرموني لسرطان الثدي عند الرجال
يهدف العلاج الهرموني (Hormonal therapy) إلى منع الهرمونات من الارتباط بمستقبلاتها؛ بهدف التقليل من انقسام ونمو الخلايا السرطانية، وفيما يأتي بعض الأدوية المستخدمة في العلاج الهرموني:
- تاموكسيفين (Tamoxifen):
وهو الخيار الأول في العلاج الهرموني لسرطان الثدي عند الرجال، ويعمل تاموكسيفين على منع هرمون الإستروجين من الدخول للخلايا السرطانية مما يبطئ نموها وانقسامها.
- مثبطات الأروماتاز (Aromatase inhibitors):
وهي أدوية تحدّ من تأثيرات بروتين الأروماتاز، ممّا يقلّل من مستويات هرمون الإستروجين في جسم الرجل، وأثبت هذه الأدوية فاعليتها في علاج سرطان الثدي عند النساء، ويصفها بعض الأطباء لعلاج سرطان الثدي عند الرجال أيضًا، وتُستخدم غالبًا بالتزامن مع أحد العلاجات الهرمونية الأخرى.
- فولفيسترانت (Fulvestrant):
وغالبًا ما يتم اللجوء إليه في مراحل السرطان المتقدّمة، إذ يقوم مبدأ عمله على تدمير مستقبلات هرمون الإستروجين.
العلاج الموجه لسرطان الثدي عند الرجال
يُعدّ العلاج الموجه (Targeted therapy) أحد الخيارات العلاجية الجديدة لسرطان الثدي عند الرجال، ويعمل العلاج الموجه من خلال التأثير على بروتينات محدّدة، وذلك عندما يكون سبب الإصابة بالسرطان هو طفرات معينة، ويكمن اختلافه عن العلاج الكيماوي أنّه لا يستهدف الجسم بأكمله، بل يستهدف طفرة معينة أو هدف محدد داخل الخلايا السرطانية؛ ممّا يقلّل من الآثار الجانبية التي قد يسبّبها العلاج الكيماوي.
إزالة الغدد الليمفاوية
قد يلجأ الطبيب لإزالة الغدد الليمفاوية في حال تم العثور على خلايا سرطانية في الغدد الموجودة في الإبط، ويجب على الطبيب أن يتأكّد من أنّ الغدد الليمفاوية القريبة من الثدي المصاب تحتوي على خلايا سرطانية أم لا، ويتم من خلال إزالة الغدد الليمفاوية وتحليلها، وفي سياق الحديث نبين أنّ هذا الإجراء يساهم في تحديد طريقة العلاج والتشخيص بشكلٍ كبير.
التعايش مع سرطان الثدي عند الرجال
قد تكون رحلة العلاج من سرطان الثدي عند الرجال طويلة، فبعد التشخيص بإصابة الشخص بهذا المرض من الطبيعي أن يشعر بضيق وتوتّر، ولكن من المهم معرفة كيفية التغلّب على هذه المشاعر بهدف التعافي نفسيًا وجسديًا بشكلٍ كامل، ويمكن لبعض النصائح أن تسهل التعايش مع سرطان الثدي ، ومنها:
- التفاؤل قدر الإمكان والتفكير بإيجابية، فهناك الكثير من الحالات التي شفيت تمامًا من سرطان الثدي خاصةً إن تم اكتشافه مبكرًا.
- ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء مثل اليوجا، والتمارين الهوائية كالمشي والتنس، خاصةً في ساعات الصباح المبكّرة.
- اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يحتوي على عناصر غذائية متنوعة قدر الإمكان.
- التحدّث لأشخاص قد أصيبوا بسرطان الثدي وتغلبوا عليه.
- قضاء وقت أكثر مع الأشخاص المقرّبين والأصدقاء والأهل، ومن الأفضل أن يكونوا أشخاصًا إيجابيين.
- أخذ إجازة من العمل لبعض الوقت، والسفر وزيارة أماكن جديدة إن كان ذلك ممكنًا.
- تدوين المخاوف والتساؤلات ومشاركتها مع الطبيب أو مجموعات الدعم الخاصّة.
دور الأشخاص المحيطين بالمصاب بسرطان الثدي
يكمن للأشخاص المحيطين بالرجل المصاب بسرطان الثدي دور مهم جدًا، إذ يتأثّر بآرائهم ونظرتهم للحياة ولطرق العلاج وغيرها، ولذلك نبين فيما يأتي بعض النصائح للأشخاص المحيطين بالمصاب لدعمه وتشجيعه على خوض هذه الرحلة التي قد تكون صعبةً بعض الشيء:
- الاستماع إلى مخاوفه وتساؤلاته وعدم الاستهزاء بها مهما كانت بسيطة.
- تجهيز بيئة هادئة، وملائمة للعيش، وخالية من التوتر قدر الإمكان.
- تفهّم رغبته في البقاء وحيدًا في بعض الأحيان.
- تشجيعه على الاستمرار في العلاج الذي يتلقّاه.
- حضور مواعيد مراجعته إلى الطبيب، لفهم خطة العلاج المستقبلية ودعمه في ذلك.
- مشاركته بنشاطات جماعية مع أشخاص يحبهم وأنشطة يفضلها.
- مساعدته في الحفاظ على نمط حياة صحي، كتحضير الوجبات الصحية اللذيذة وممارسة الرياضة معه.
ملخص المقال
يُعدّ سرطان الثدي عند الرجال من أنواع السرطان النادرة نوعًا ما، والذي لم يُعرف سببه بشكلٍ دقيق حتى الآن، ولكن توجد العديد من العوامل التي ترفع خطر الإصابة به، وتتمثّل أعراضه بوجود كتلة في الثدي بالإضافة إلى علامات أخرى ثانوية، ويُشار إلى وجود العديد من الخيارات العلاجية لسرطان الثدي عند الرجال، والتي يحددها الطبيب بناء على حالته الصحية، كما يجب على المُصاب التعايش مع المرض وعلى من حوله محاولة تشجيعه وتقديم الدعم اللازم له ليتمكن من تخطيه.