سبب تسمية سورة الحديد
سبب تسمية سورة الحديد باسمها
سُميّت سورة الحديد بهذا الاسم لورود كلمة الحديد والإشارة إلى منافعه في هذه السورة الكريمة، قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، والحديد من أهم العناصر التي عليها العماد في الازدهار العمراني والمظاهر المدنية والحضارية، ويُصنع منه الكثير من الأدوات المفيدة في السلم والحرب.
التعريف بسورة الحديد ومناسبتها
فيما يأتي بعض المعلومات المتعلّقة بسورة الحديد:
- سورة الحديد هي سورة مدنية، وقد وردت بعض الآثار عن ابن عبّاس وابن الزبير -رضي الله عنهما- تؤكّد ذلك، وقيل هي سورة مكية.
- ذكر ابن عاشور أنّ الاختلاف في كون سورة الحديد مكيّة أم مدنية خلاف قوي جدًا، وقد رجّح أن يكون صدر السورة مكيًّا وآخِرها مدنيًا، حيث صحّت الآثار بأنّ بداياتها قد نزلت في مكّة.
- نزلت سورة الحديد بعد سورة الزلزلة وقبل سورة محمد، وهذا تبعًا لرأي الجمهور وهو أنّ السورة مدنية، وعدّت السورة الخامسة والتسعين في ترتيب نزول سور القرآن الكريم.
- ثبت في صحيح مسلم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (ما كانَ بيْنَ إسْلَامِنَا وبيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بهذِه الآيَةِ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ).
- بداية سورة الحديد قد نزل بعد إسلامهم بأربع سنوات، فيكون في السنة الرابعة للبعثة، وبهذا فإنّ سورة الحديد تكون من أوائل السور نزولًا فالعبرة في هذا الترتيب هو صدر السورة لا آخرها، وتكون قد نزلت قبل سورتي طه والحجر وبعد سورة غافر.
- عدد آيات سورة الحديد هو 29 آية، وعدد كلماتها هو 144 كلمة، وعدد حروفها هو 2476 حرفًا.
- تقع سورة الحديد بعد سورة الواقعة في ترتيب سور المصحف الشريف
وقال العلماء إنّ مناسبة سورة الحديد لسورة الواقعة هي أنّ سورة الواقعة خُتمت بالتسبيح، حيث قال -تعالى-: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)، وبدأت سورة الحديد بالتسبيح أيضًا، حيث قال -تعالى-: (سَبَّحَ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
موضوعات سورة الحديد
احتوت سورة الحديد على الكثير من الموضوعات المهمّة، فيما يأتي ذكر بعضها:
- وصف شيء من عظمة الله -عزّ وجلّ- وذكر بعض صفاته الجليلة الكاملة، والإشارة إلى سعة قدرته وملكه وعلمه وعموم تصرّفه، مع الأمر بالإيمان به -سبحانه- وبما أنزل على النبي الكريم من الآيات المحكمات.
- التنبيه على أنّ القرآن الكريم هو سبيل الهدى والنجاة، وتذكير العباد برحمة خالقهم ورأفته بهم.
- التذكير بأنّ المال زائل وأن ثواب إنفاقه باقٍ، والإشارة إلى فضل الجهاد والحثّ على الإنفاق في سبيل الله.
- الترغيب بما أعدّه -سبحانه- للمؤمنين في الآخرة، وبيان ما سيكون للمنافقين في المقابل، وأمر المسلمين بإخلاص الإيمان وتنقيته من النفاق، فهذا هو السبب في حسن العاقبة.
- بيان أن رسالة الأنبياء واحدة، وأن أتباع كل رسالة انقسموا إلى مهتدين أو فاسقين.
- تحذير المسلمين من الوقوع في قسوة القلب التي وقع فيها أهل الكتاب من قبلهم، وتذكيرهم بالبعث ودعوتهم إلى عدم إعطاء الحياة الدنيا أهمية كبرى، وأمرهم بالصبر على المصائب.