سبب تسمية جبل عرفات
سبب تسمية جبل عرفات
يسمّى جبل عرفة بجبل عرفات، والرحمة، والقرين، والنابت، وجبل الآل،ولقد تعددت أقوال العلماء في أسباب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم، وأشهرها ما يأتي:
- المعنى من التعارف؛ لأنّ الناس يجتمعون فيه، ويتعارفون على بعضهم البعض.
- المعنى من الاعتراف؛ لأنّ الحجاج يعترفون بذنوبهم؛ فيطلبون العفو والمغفرة من الله -سبحانه وتعالى-.
- المعنى من العَرف؛ وهي الرائحة الزكية.
- موقع لقاء آدم وحواء؛ فقد قيل بأن آدم وحواء لمّا أنزلهما الله -سبحانه وتعالى- من الجنة إلى الأرض، نزل كل منهما في مكان، وتعارفا في جبل عرفات.
- قيل لأنّ جبريل -عليه السلام- طاف بإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فكان يُريه المشاهد والمناسك فيقول له: "أعرفت أعرفت؟"، فيقول إبراهيم -عليه السلام-: "عرفت عرفت".
الأهمية الدينية لجبل عرفات
تكمُن أهمية جبل عرفاتٍ في أنّ الوقوف به في يوم عرفة ركنٌ من أركان الحج، وهو كلّ الحج وأهمّ أركانه؛ فقد ورد حديث شريف عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (الحجُّ عرفات…).
وعلى هذه البقعة من الأرض -جبل عرفات- يجتمع حجّاج بيت الله الحرام في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، كما يؤخذ من قوله -تعالى-: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
ويوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة، ويستمرون بالدعاء والاستغفار وطلب الرحمة من الله تعالى، ففي هذا اليوم المقدس وفي هذا المكان المقدس لا يرد الله تعالى طلب سائلٍ مخلصٍ، قال -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفَةَ وخيرُ ما قلْتُ أنا والنبيونَ من قبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ).
موقع جبل عرفات
يعدُّ عرفة من المناسك المكانيَّة في فريضة الحجِّ، ويقع جبل عرفات في مكَّة المكرَّمة على الطريق الواصل إلى مدينة الطائف، ويبعد عن مكَّة من جهة الشرق بحوالي اثنين وعشرين كيلو متراً، ويبعد عن مشعر منى بحوالي عشر كيلو مترات.
وكما يبعد عن مزدلفة ستة كيلو مترات، وهو جبلٌ منبسطٌ يوجد فيه جبل الرحمة، ومحاطٌ بسلسلةٍ من الجبال، ومن جهة مسجد نمرة يوجد وادي عرنة وهو الحد الفصل بينه وبين الحرم.
حكم الوقوف بعرفة
يبدأ وقت وقوف الحجاج بجبل عرفات من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، وينتهي الوقت بطلوع فجر يوم النحر، وما يجزئ الحاج بالوقوف في عرفة؛ هو وقوفه لمدة ساعة من هذا الوقت، أو لحظة.
سواءً كان نائماً أم يقظاً، وسواءً مرّ بها أم وقف، ولا يشترط الطهارة أو استقبال القبلة، ولا يشترط صعود الجبل، بل أن يكون في أي ناحية من نواحي مشعر عرفات وجبل الرحمة.
وإذا فات أحد الحجاج الوقوف بعرفة؛ فقد فاته الحج بإجماع العلماء؛ وذلك لأن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، ويلزمه قضاء الحج العام القادم، وذبح الهدي، وكما تلزمه التوبة إن كان قد تأخر بغير عذرٍ.