أسباب التكاسل عن صلاة الفجر
أسباب تفويت صلاة الفجر
فرض الله -سبحانه وتعالى- أداء صلاة الفجر في وقت ينام فيه الإنسان، الأمر الذي قد يؤدي بالبعض إلى التكاسل في الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر حاضراً والقيام بتفويتها، ولا شك أن أداء صلاة الفجر حاضراً أصعب من أداء بقية الصلوات إلا أن ذلك لا يعد مبرراً شرعياً لتركها، وإنما يعود أمر تفويتها والتكاسل عن أدائها لأسباب أخرى عديدة، نبينها على النحو الآتي:
الغفلة
قد يقع المسلم في الغفلة التي تنسيه أوامر الله -سبحانه وتعالى- ووجوب القيام بها على أكمل وأحسن وجه، وقد ينسى الغاية التي خلق من أجلها؛ ألا وهي عبادة الله -تبارك الله- وطاعته والامتثال لأوامره، ومن تبعات هذه الغفلة أن يقصر المسلم في الطاعات والوجبات أو أن يتكاسل عن أدائها ويفوتها بالكلية، ومن ذلك تفويت صلاة الفجر والتكاسل عن أدائها حاضراً.
الجهل بفضل صلاة الفجر
رتَّب الله -تبارك وتعالى- الأجر العظيم على أداء صلاة الفجر حاضراً؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (لو يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عليه. ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا).
كما أنَّ من يصلي الفجر حاضراً يكون في ذمة الله -تبارك وتعالى- أي في حفظه وحمايته؛ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ).
وقد يكون تكاسل المسلم عن أداء صلاة الفجر بسبب الجهل بهذا الفضل العظيم لأداء صلاة الفجر حاضراً؛ لذا يعد التعريف بفضل أداء صلاة الفجر والتذكير بها دائماً من الأسباب التي تعين المسلمين على المحافظة عليها وأدائها حاضراً.
عدم الأخذ بالأسباب
لا يكفي أن ينوي المسلم الاستيقاظ لصلاة الفجر دون أخذ الوسائل المعينة على ذلك؛ ومن أهم هذه الوسائل تعيين المنبهات على وقت صلاة الفجر، ويُذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نام في أحد الأيام أثناء سفره متأخراً، فأوصى سيدنا بلال -رضي الله عنه- أن يوقظه على الفجر، وهذا من باب الأخذ بالأسباب.
لذا يجب على المسلم الطلب من الغير إيقاظه على صلاة الفجر، سواءً أكان ذلك من خلال الطلب من الأهل، أو من خلال الطلب من الأصدقاء بالاتصال به لمساعدته على الاستيقاظ وأداء صلاة الفجر حاضراً.
السهر لوقت متأخر
يعد بقاء المسلم مستيقظاً لوقت متأخر من الليل أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفويته صلاة الفجر، ذلك أن المسلم وإن عزم على أداء صلاة الفجر حاضراً قد يتعذر عليه ذلك بسبب التعب وقلة النوم والبقاء مستيقظاً لوقت متأخر.
الأمر الذي يجعل من استيقاظه لأداء صلاة الفجر أكثر صعوبة؛ لذا يجب على المسلم من باب الأخذ بالأسباب عدم البقاء مستيقظاً، ومحاولة النوم مبكراً قدر الإمكان من أجل تسهيل قيامه لصلاة الفجر.