أسباب التسرب المدرسي
ظاهرة التسرّب من المدرسة
يتعرّض النظام التعليمي والمؤسسات التابعة له بما فيها المدارس لضغوط متزايدة قد تؤثّر على مثابرة الطلاب ودافعيتهم نحو النجاح، وقد تؤدي ببعضهم إلى التسرّب من المدرسة، مما ينعكس على فشل الطالب المتسرّب في الاندماج الاجتماعي، والذي بدوره يقلّل من فرص تحقيقه للنجاح في العديد من مجالات حياته.
أسباب التسرّب من المدرسة
فيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى تسرّب الطلاب من المدرسة:
خلفية الطالب وبيئته
لبيئة الطالب وخلفيّته التي يأتي منها دور مهم في زيادة احتمالية التسرّب المدرسي أو تقليلها، إذ تزداد احتمالية التسرّب من المدارس للطلاب الذين ينتمون إلى أسرة منخفضة الدخل مقارنة بالطلاب متوسطي الدخل والطلاب الذين ينتمون لأسر مرتفعة الدخل.
الصعوبات المالية
يرتبط هذا السبب بخلفية الطالب وبيئته، وذلك لأنّ الطلاب من أسر منخفضة الدخل قد يضطرون إلى ترك مدارسهم من أجل العمل لإعالة أسرهم الفقيرة، وتوفير الاحتياجات الرئيسية لهم، كما أنّ البعض منهم قد يضطر لترك المدرسة من أجل البقاء في المنزل، والاهتمام بأشقائهم الأصغر سنّاً أثناء خروج الوالدين إلى العمل، بالإضافة إلى أنّ العديد من العائلات الفقيرة لا تستطيع دفع رسوم التعليم أو الكتب أو الزي المدرسي لأطفالهم، ممّا يدفعهم لعدم إرسال أطفالهم للمدرسة.
المشاكل أو المصائب العائلية
إنّ تعرُّض عائلة الطالب للمشاكل أو المصائب كوفاة أحد الوالدين أو كليهما، سيضطّر الأخ الأكبر أحياناً لأن يأخذ دور أحد الوالدين، ويقع على عاتقه الاهتمام بأشقّائه، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الطلاق أو انفصال الوالدين يزيد من نسبة تسرّب الطلاب بسبب الضغوطات وعدم الاستقرار.
المشاكل الصحية
يعتمد التسرّب على مرض الطفل نفسه، فالأطفال الذين يعانون من الأمراض يضطروّن للغياب عن المدرسة بشكلٍ متكرر للعلاج، ممّا يؤثر على قدرتهم على التعلم وعلى أدائهم في المدرسة، فقد يصعب عليهم فهم ومتابعة ما يتراكم عليهم من مهمّات وواجبات مدرسية، وأحياناً قد تمنع بعض الأمراض الخطيرة الطفل من الذهاب للمدرسة على الإطلاق، ومن جهةٍ أخرى في حال مرض أحد الوالدين، وخاصة الأم قد تنتقل مهمة رعاية الأشقّاء الأصغر سناً للأخ الأكبر ممّا يضطره للغياب المتكرر عن مدرسته.
النتائج الأكاديمية
يرتبط الأداء الأكاديمي الضعيف بشكل عام بمعدلات التسرّب، فالطلاب الذين يبذلون جهداً كبيراً في الدراسة ومع ذلك لا يحصلون على درجات مرتفعة في الامتحان سيصابون بالإحباط، ويدفعهم ذلك إلى ترك المدرسة لأنهم يشعرون بعدم وجود فائدة منها بالنسبة لهم، كما أنّ عدم قدرة بعض الطلاب على التعامل مع الضغط الأكاديمي من مهام وواجبات والحضور اليومي للمدرسة سيدفعهم إلى الانسحاب من المدرسة.
الشعور بعدم وجود أهمية للمدرسة
يرى العديد من الطلاب أنّ المدرسة مملّة، ففي كثير من الأحيان يشعر العديد من الطلاب بعدم وجود ارتباط وعلاقة بين ما يدرسونه وما يتعلمونه في المدرسة مع الواقع، فواقعهم منفصل عمّا يدرسونه، إذ أنّ بعض المعلمين يُهملون أحياناً أو لا يفهمون كيفية ربط ما هو موجود بالكتب بالحياة الواقعية للطلاب، وهذا يقلّل من دافعية الطلاب للتفاعل مع المعلمين ومع المدرسة، ويزيد من الملل الذي قد يشعرون به، ممّا يترتّب عليه زيادة فرص ترك المدرسة.