دور المرأة في المجتمع الإسلامي
دور المرأة في المجتمع الإسلامي
لقد جاء الإسلام للناس كافّة، بمختلف منابتهم وأشكالهم وألوانهم صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا، فلا فرق بينهم، ولقد أولى الإسلامُ منذ بداية الدعوة المرأة اهتماما خاصا، كما أنه اهتم بحقوق المرأة وكرَّمها، وجعل لها كلمةً مسموعةً في كل وقتٍ وحين، فالمرأةُ كانت قبل الإسلام، تُقتلُ وهي صغيرة؛ لئلّا تجلب لهم العار، هذا زعمُ أهل الجاهلية، لكن جاء الإسلام وأنصفها وأنقذها من مستنقع الجهل ذاك.
وقد بين الإسلامُ أن للمرأة دورا هامّا في المجتمع الذي تعيش فيه، فهي مسؤولةٌ مسؤوليةً تشاركيّة مع زوجها في إنشاء جيلٍ مسلمٍ، مؤمن بالله، ذو أخلاقٍ سامية، قدوته رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فلو أن كلَّ أُسرةٍ عملت بذلك لتغير المجتمع إلى أحسن ما يكون.
ومن دور المرأة في المجتمع وهو في العمل أن تختار المجال الذي يُناسب مكانتها والرسالةَ التي تحملها لترتقي بالمجتمع إلى درجةٍ عالية من السمو والأخلاق، وبذلك تكون قد أدت الأمانة الأخلاقية، فتكون مثالًا يُحتذى بهِ للأجيال الصاعدة في مجالات العمل المختلفة كالتعليم والطب والمدارسة.
وللمرأة دورٌ في أن تُحافظ على نفسها من أن تكون كما يُروّج أصحاب النفوس المريضة، فهم يُنادون بتحرر المرأة، ولا يريدون من ذلك إلّا حرّية الوصول إلى المرأة، فيجب أن تحذر من هؤلاء الذين يُحرّضون على فساد المجتمع بنشر الشهوات والمنكرات والدعوة إليها.
نماذج لدور المرأة في المجتمع الإسلامي
سأذكر بعض النماذج للمرأة المسلمة فيما يأتي:
- دور أم سلمة -رضي الله عنها- في المشورة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما عادوا من صلح الحديبية وكانت نيتهم الحج فعقدوا الصلح، فانتكس الصحابة -رضوان الله عليهم- فما كان من أم سلمة إلا أن تشير على رسول الله بأن يفعل كما لو أنّه عاد من الحج، ففعل ذلك، ففعل الصحابة ذلك وبهِ تغيرت الأجواء وعمت السعادةُ والرضى.
- دور ذات النطاقين أسماء -رضي الله عنها- عندما كانت تُخاطر بنفسها لتوصل الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم- ووالدها أبي بكر، فكانت تسير مسافة بعيدة والأرض شاقة ووعرة والشمس حارقة، فضحت في سبيل الله نُصرةً للدعوة ولنهضةِ المجتمع.
- دور السيدة خديجة في حمل أعباء الدعوة عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وكانت من أوائل الذين أسلموا من النساء والرجال، فوقفت مع الرسول-صلى الله عليه وسلم- في الشدة قبل اليسر، فحملت عنه أعباء الدعوةِ ومشاقّها، وجاهدت في سبيل الله بنفسها ومالها -رضوان الله عليها-.
مكانة المرأة في الإسلام
لقد أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة، وأكرمها بما لم يكرمها به دينٌ آخر، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وما زالت مجتمعات المسلمين، تولي المرأة اهتماما شديدا، وترعاها رعايةً خاصة، امتثالًا لوصايا رسول الله بالنساء وبحفظ المرأة وإكرامها والإحسان إليها.