أنواع علم الآثار
تعريف علم الآثار
علم الآثار هو دراسة الماضي البشري القديم ونشاطاتهم من خلال البقايا المادية أو ما صنعه الإنسان وكتبه، أو الحفريات التي يبلغ عمرها مليون عام والتي تعود لأوائل أسلافنا البشريين، ويدرس العلماء الماضي سعياً لفهم واسع وشامل للثقافة الإنسانية،والهدف الرئيسي لعلم الآثار هو وضع البقايا المادية في السياقات التاريخية، لتكملة ما يمكن معرفته من المصادر المكتوبة، وبالتالي زيادة فهم الماضي.
أنواع علم الآثار بناءً على أساس طبيعة العمل المعني
فيما يلي تفصيل أهمها:
علم الآثار البيئية
يتعامل علم الآثار البيئي مع دراسة العلاقة المتبادلة بين القدماء وبيئتهم الطبيعية، ويتضمن ثلاثة تخصصات فرعية لعلم الآثار أي علم آثار الحيوان الذي يتعامل مع دراسة بقايا الحيوانات القديمة، وعلم الآثار الجيولوجية الذي يتعامل مع دراسة التربة، الرواسب، الصخور والرواسب الطبيعية، ويجيب علم الآثار البيئي على الأسئلة المتعلقة بنوع الموائل الطبيعية التي أحاط بها القدماء والنباتات والحيوانات التي تعيش في ذلك العصر، وأنواع المحاصيل البرية والمزروعة والحيوانات التي تم اصطيادها وتلك التي تم تدجينها، وأنواع النباتات والحيوانات التي انقرضت، والتغيرات المناخية التي حدثت على مدى فترة من الزمن، والآثار التي أحدثتها التغيرات في البيئة الطبيعية على حياة الناس وعلى اختفائهم اللاحق.
علم الآثار الإثنوغرافية
علم الآثار الإثنوغرافية هو العلم الذي يتعامل مع التحقيق الإثنوغرافي للمجتمعات الحية من أجل اكتساب معرفة الماضي، حيث يعمل على تطبيق الأساليب الأنثروبولوجية إلى حد كبير باستخدام التقنيات الإثنوأركولوجية، ويحاول علماء الآثار بطريقة ما ربط الماضي بالحاضر حتى يستطيعوا فهم وتصور كيف عاش الناس القدامى في منطقة معينة مع الحفاظ على الثقافة الملموسة وغير الملموسة للمجتمعات الحديثة كأساس لهم.
ويمكن لعالم الآثار الحصول على تصور قيمة الهياكل القديمة، والمعتقدات الدينية والثقافية والتكنولوجيا من خلال تطبيق مبادئ علم الآثار لكن العلاقة بين المجتمعات الحديثة والقديمة لا تزال غامضة؛ لأنّه حتى إذا كان هناك مجتمعان يشتركان في بعض السمات المشتركة فقد يختلفان عن بعضهما البعض في العديد من الجوانب، والتي تميل إلى التغيير افتراضيًا على مدى فترة من الزمن ومع ذلك، فإن دراسة التقنيات المتقدمة للمجتمعات الحديثة قد تساعد إلى حد ما في توفير نظرة ثاقبة للتقنيات البدائية والتي ربما استخدمها القدماء.
علم آثار المناظر الطبيعية
علم آثار المناظر الطبيعية هو قسم واسع في علم الآثار يتعامل مع دراسة التغيرات المختلفة التي تحدث في المناظر الطبيعية المختلفة سواء بشكل طبيعي أو بسبب التدخل البشري، وعلى أساس ذلك تم تصنيف المناظر الطبيعية إلى مناظر طبيعية وثقافية لأغراض أثرية، فإنّ دراسة كيفية ارتباط المناظر الطبيعية والموائل الطبيعية بالسلوك البشري والتغيرات الثقافية هي في الواقع واسعة النطاق للغاية.
وهناك مجموعة متنوعة من التغييرات التي قد تخضع لها المناظر الطبيعية على مدار فترة زمنية، وتشمل هذه التغيرات الطبيعية فيما يتعلق بالتضاريس والمناخ والتربة والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية وأمواج تسونامي والأنهار التي تغير مساراتها، وما إلى ذلك والتغيرات التي يسببها الإنسان مثل الزراعة والأنشطة الصناعية والبناء وتطهير مناطق الغابات، ومن المثير للاهتمام أنّ الأساليب في علم آثار المناظر الطبيعية تستخدم أيضًا لتحليل التفاوتات التي قد تكون سادت في بنية اجتماعية في فترة زمنية معينة.
علم الآثار المنزلية
علم الآثار المنزلي هو تطور حديث نسبيًا في علم الآثار حدث بين أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، فهو يعتبر كل أسرة عاشت كوحدة، ويحاول فهم طبيعة الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لأفراد الأسرة، ولكنها تلقي الضوء أيضًا على انتماءات المجتمع ككل، فعلم الآثار المنزلي مفيد أيضًا في دراسة جوانب الفن والعمارة العلمانية، والعادات الغذائية للناس، ومعتقداتهم الدينية، وما إلى ذلك.
ويعتبر تصنيف الجنس في النظام الاجتماعي جانبًا مثيرًا للاهتمام يمكن دراسته من خلال هذا النوع من الأساليب الأثرية، حيث يتم أخذ مجموعة متنوعة من الأدلة في الاعتبار لدراسة علم الآثار المنزلية، والتي تشمل البقايا النباتية والحيوانية، والفخار وعمليات تكوين الموقع.
علم الآثار تحت الماء
يُعرف هذا أيضًا بعلم الآثار البحرية ويرتبط بدراسة الأدلة تحت الماء مثل حطام السفن والمدن المدفونة بالمياه وغيرها من المواقع الأثرية التي غمرتها المياه، وهو فرع مكلف من علم الآثار ويتكبد تكلفة أعلى بكثير من أي حفريات أثرية أرضية، وتعتبر معرفة التقنيات والأساليب المحددة التي يجب اعتمادها من أجل إجراء الحفريات تحت الماء شرطًا أساسيًا يحاول علماء الآثار الذين يمارسون هذا المجال اكتشاف الأدلة المغمورة من خلال الغوص في المياه العميقة جنبًا إلى جنب مع الأدوات الأثرية المتطورة، وقد يكون التنقيب تحت الماء أيضًا محفوفًا بالمخاطر في بعض الأحيان؛ لأنّه لا يمكن للمرء أن يخمن كيف ستكون الظروف تحت سطح البحر ومع ذلك فإنّها تشكل مهنة مثيرة لعشاق المغامرة.
علم آثار الطيران
يتعامل علم آثار الطيران مع العثور على البقايا التاريخية للطائرات والأسلحة المحمولة جواً والقواعد الجوية أو المدارج المهجورة وما شابه ذلك، فباختصار إنّه يتعامل مع كل ما له علاقة بتاريخ الطيران، وفي بعض الأحيان يتم العثور على بقايا حوادث الطائرات تحت سطح البحر، والتي يتم استردادها وتسجيلها ودراستها في نهاية المطاف لهذا السبب يعتبر الكثير من الناس علم آثار الطيران كفرع من علم الآثار البحرية، ولكن هذا قد يكون صحيحًا فقط إلى حد ما، وهذا بسبب وجود عدد من البقايا الأثرية للطيران الموجودة على الأرض، وبالتالي يصبح قسمًا منفصلاً في حد ذاته وتختلف مواقع التحطم إلى حد كبير من حيث الحجم والبقايا، وتتراوح الرفات بين الرفات العسكرية والبقايا المدنية كما تم تسجيل حالات من القواعد الجوية القديمة التي عثر عليها علماء آثار الطيران.
أنواع علم الآثار على أساس الفترة الزمنية التاريخية
علم آثار ما قبل التاريخ
تم تصنيف عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحجري القديم، العصر الحجري الوسيط، العصر الحجري الحديث والعصر النحاسي على أساس التطورات التي حدثت على مدى فترة زمنية في أنماط الحياة البشرية، وتشمل عصور ما قبل التاريخ أيضًا فترات ما قبل العصر الحجري الذي سبق وجود الإنسان وبالتالي، فإنّ علم آثار ما قبل التاريخ هو في الواقع مجال واسع حيث يوجد عدد من ألغاز ما قبل التاريخ التي لم يتم حلها بعد.
علم الآثار البروتوريك
هي الفترة التي تقع بين عصور ما قبل التاريخ والتاريخ، وعلى الرغم من أن هذه الفترة جاءت بعد اختراع الكتابة، إلا أن العديد من الأدلة لم يتم فك رموزها بعد، ويشمل التاريخ البدائي العصر البرونزي والعصر الحديدي وأحيانًا العصر النحاسي، ولكن هذا يختلف من منطقة إلى أخرى، ويعد تأريخ هذه الفترة مهمة صعبة لعالم الآثار حيث يعتمد هذا مرة أخرى على الجوانب الإقليمية والثقافية.
علم الآثار التاريخي
يدرس علم الآثار التاريخي تلك الفترة من تاريخ البشرية التي لدينا منها الكثير من المصادر المكتوبة التي تخبرنا بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشياء، فإنّ علم الآثار التاريخي لا يشمل دراسة القطع الأثرية المسترجعة من المواقع الأثرية فحسب، بل أيضًا دراسة الأدلة الموثقة التي تُركت وراءها، وتنتشر المواقع المتعلقة بالآثار التاريخية في جميع أنحاء العالم بأعداد كبيرة، ويساعد كلًا منها في إعادة بناء أنواع مختلفة من جوانب الماضي البشري، مثل الصناعات، والتجارة، والفن، والعمارة، والتاريخ الاجتماعي والثقافي، والتاريخ العسكري وما إلى ذلك، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن السجلات التاريخية ليست صحيحة دائمًا وبالتالي يجب استكمالها بأدلة أخرى.
علم الآثار الكلاسيكي
علم الآثار الكلاسيكي هو فرع خاص من علم الآثار يتعلق فقط باليونان وروما يتناول دراسة تفصيلية للحضارات اليونانية والرومانية القديمة، ولا يدرس علم الآثار الكلاسيكي هاتين الحضارتين على حدة فحسب، بل يدرس أيضًا فيما يتعلق بالحضارات المعاصرة الأخرى في تلك الفترة كما يعنى بدراسة تأثير الحضارات الأخرى للإغريق والرومان القدماء على الحضارات الأخرى.
علم آثار العصور الوسطى والحديثة
يتعامل علم آثار العصور الوسطى مع دراسة البقايا المادية للثقافة الإنسانية التي تنتمي إلى العصور الوسطى، فإنّ علم الآثار الحديث يتعلق بدراسة الفترات الاستعمارية وما بعد الاستعمار في التاريخ، حيث تساعد البقايا المادية لهذه الفترات في معظم الحالات في إثبات الحقائق لهذه الفترات.
أنواع أخرى من علم الآثار
هناك أنواع أخرى من علم الآثار وهي:
- علم الآثار الجوي.
- علم آثار ساحة المعركة.
- علم الآثار التجاري.
- علم الآثار الصناعي.
- علم الآثار المنقذ.
- علم الآثار التجريبي.
- علم الآثار الشرعي.