خصائص شعر امرئ القيس
خصائص شعر امرئ القيس
يتَّصف شعر امرئ القيس بعدد من الصفات التي يشترك في معظمها مع الشعر الجاهلي ، وينفرد في القليل منها، وأهم خصائص أشعار امرئ القيس فيما يأتي:
- المُقدِّمة التقليدية
اعتمدَ امرئ القيس في بداية قصائده على ذكر المقدمة التقليدية والتي اعتاد على استخدامها معظم شعراء العصر الجاهلي، وكانت تركز تلك المقدمة على ذكر الديار والأطلال وآثار ديار الأحبة الذي رحلوا.
- النّسيب
استخدم امرئ القيس النسيب في معظم أشعاره، والنسيب هو الجمع بين الغزل المعروف وبين ذكر صفات الحبيب بشكل صريح والتشهير بصفاته، إضافة إلى ذكر الأحداث التي قد تجري بين الشاعر ومحبوبته، وذكر الأحبة وديارهم والشوق لوصالهم ولقائهم، ولا يشترط اللقاء بينهما، فقد يكون الكلام موجهًا إلى حبيب قديم، وقد رويَ أن الشعراء العرب قديمًا لا يمدحون إلا بعد ذكر النسيب في مقدمة القصيدة.
- الوصف الحيّ
اعتمدَ امرئ القيس في معظم أشعاره على الوصف الحي المتفاعل من أجل وصف حبيبته أو وصف الطبيعة القاسية والصحراء من حوله بما فيها من مناخ جاف وحيوانات وأشياء أخرى، ومن خلال ذلك الوصف تصل الصورة كما هي إلى ذهن السامع.
- الأسلوب الحركي
استخدم امرئ القيس أيضًا أسلوب الوصف الحركي في شعره، مثل وصف حركة السحب أو حركة الرياح أو وصف تساقط الأمطار، ووصف حركة الحيوانات من خيول وإبل وغير ذلك، واعتمد في ذلك وصفًا دقيقًا جدًّا، كان يزيد من جمال القصيدة وحيويتها وصدقها.
- خاصية التصوير
تظهر خاصية التصوير بشكل جليٍّ في أشعار امرئ القيس ، فقد صوَّر في قصائده كل ما وقعت عليه عيناه، سواء الطبيعة من حوله وخصوصًا الصحراء، وصوَّر حبيبته في مختلف حالاتها، وصوَّر حصانه أيضًا في حالات عديدة.
- وصف الصحراء وارتباط الشاعر بها
ارتبط الشاعر كثيرًا بالصحراء، فهي البيئة التي ولد فيها وعاش فيها، وقد ذكرها في معظم قصائده، وظهر تعلقه بها في كثير من قصائده، وتنوع وصفه للصحراء بين الوصف الطبيعي والوصف الرومانسي، كما وصف الأخلاق والقيم التي قامت عليها الحياة في الصحراء.
- القافية الموحدة
استخدم الشاعر القافية الموحدة في قصيدته وذلك ما كان قد اعتمده شعراء العصر الجاهلي وسار به جميع الشعراء من بعدهم، وهذا ما يبدو جليًا في جميع قصائده.
- التنظيم المحكَم
تميزت قصائد الشاعر امرئ القيس بالتنظيم المحكم من حيث البناء، فكل قصيدة من قصائده احتوت على مقدمة ووسط وخاتمة.
- المواضيع المحددة
تميزت قصائده أيضًا بأنها كانت تتناول موضوعًا محددًا تقريبًا، حيثُ أنَّ معظمها كانت تتحدث عن مغامرات امرئ القيس مع النساء، إضافة إلى وعيده بالثأر لوالده المقتول.
- الاستعارات
أكثر الشاعر من استخدام الاستعارات في أشعاره، وظهرت بقوة في معظم قصائده، ومن الطبيعي أن يشير إلى اشتباك كان قد خاضه أو سوف يخوضه باسم العاصفة.
تعريف حول امرئ القيس
يعدُّ امرئ القيس من أشهر الشعراء العرب على الإطلاق، وهو أحد أعظم الشعراء الجاهليين قبل الإسلام، قيل إنَّ اسمه حندُج وقيل اسمه عدي وقيل اسمه مليكة، وكان يكنَّى بأبي الحارث وقيل أبو زيد وقيل أبو وهب، وأمَّا ألقابه فقد تعددت أيضًا، فلقب بالملك الضليل وذي القروح وامرئ القيس، وهو اللقب الذي طغى على جميع اسمه وبه عرف على مر التاريخ.
نبذة عن حياة امرئ القيس
ولد امرئ القيس في عام 497م، وهو امرئ القيس بن الحجر بن الحارث الكندي، وأمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية أخت الزير سالم المعروف باسم المهلهل ، وقد نشأ امرؤ القيس في أسرة ملوك، وراح يتردد بين منزله وأسرة أخواله، فمال إلى اللهو والمجون، وقد وجدَ مبتغاه بين القيان والإماء، وعندما كان يخرج إلى الصيد كان يخرج معه الفتيان والمجَّان.
وعندما اشتهر امرئ القيس بضلاله ولهوه طلب منه والده أن يقلع عن ذلك ولكنه لم يفعل، فطرده والده، وقد زاده هذا مجونًا وجنوحًا إلى اللهو وإصرارًا على البغي، وبقي ينفق من سنوات شبابه على الشهوات واللذات، ويعيش من الصعاليك والشذاذ إلى أن قتِل والده، فلبس لباس الحرب وثأر لوالده وقتل الكثير من بني أسد وشردهم.
لكنه لم يشفِ غلَّه، وراح يطلب ملكه بطلب المدد من الأمراء فلم يستجب له أحد، إلى ذهب إلى قيصر، فكرمه ولكنه لم يجبه لطلبه أيضًا، توفي عام 545م.