خصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاء
تعريف الخطابة
تعرّف الخطابة على أنها عرض شفوي يقدّمه شخص أمام جمهور مهيّأ لاستقبال ما سيبثّه هذا الشخص من أفكار، والخطابة فن يستلزم من الخطيب تفاعلاً وتناغماً بين ما يرسله من أفكار، وإيماءات، ولغة جسد تحقّق جميعها الغاية الرئيسية من خطابه وهي التأثير في الجمهور، والحصول على تأييد، ورد فعل إيجابي بخصوص ما يثيره من مواضيع في خطبته، لاسيما أنّها تستخدم للتحفيز والإقناع، والخطابة فنّ أدبي ضارب في جذور التاريخ استخدمه البشر منذ زمن بعيد لغايات سياسية، واجتماعية، واقتصادية تدور جميعها في فلك الحفز وكسب التأييد.
خصائص فن الإلقاء والخطابة
لفن الخطابة والإلقاء معايير محدّدة على الشخص المتحدّث الالتزام بها لضمان التأثير في الجمهور، وتحقيق عرض خطابي مميز منها ما يخص النص الخطابي، ومنها ما يخص الشخص المتحدث نفسه، وفيما يأتي توضيح ذلك:
خصائص النص الخطابي
اختلف مفهوم الخطابة بين الأمس واليوم، حيث تعدّا النص الخطابي اليوم مفهوم النص الجامد الملقى على الأسماع بهدف الإلقاء وحسب، بل أصبح أكثر عامية، وحوارية وتفاعلاً، وهذا ما يتطلّب من الشخص المتحدّث التحضير الجيد للنص، مع إلقائه بشكل عفوي بعيد عن الكلاسيكية، وهو ما يمكّن الخطيب من حفز الجمهور وكسب تأييده، بالإضافة إلى ضرورة التواصل مع الجمهور بصدق وشفافية لكسب ثقته وتأييده كما سلف، ولا يُغض الطرف عن اهمية الأفكار التي يحملها هذا النص الخطابي حيث تتناسب عكسياً مع الاستحواذ على اهتمام الجمهور، ونيل تأييده.
خصائص الخطيب الناجح
على الخطيب الناجح أن تتوفّر فيه مجموعة من الصفات، فشدّ انتباه الجمهور والتأثير بهم لا يأتي وليد الصدفة، وهذه الصفات هي:
- تحديد الهدف: على الخطيب الجيد ان يحدد الرسالة التي يريد إيصالها لجمهوره من خلال خطابه، بأن يسأل نفسه دائماً "لماذا يقدّم نصّه الخطابي؟"، فقد يكون خطابه من أجل إحداث تغيير ما في مجال معين، او في حفز الجمهور وتشجيعهم على التفاعل مع قضية ما أو غيرها، إذ يجب على الخطيب دوماً ان يتحدّث بنيّة ما.
- فهم الجمهور: إن فهم طبيعة الجمهور، وطريقة تفكيره، يترتب عليها تحديد طبيعة الأفكار التي ستثعرض في الخطاب، والطريقة التي ستُعرض بها، فمن الذكاء اختيار الطريقة التي تتناسب مع طبيعة الجمهور لتحقيق الغاية من الخطاب.
- التحضير المسبق: على الخطيب الناجح الإعداد الجيد لخطابه، حيث يتطلّب منه ذلك البحث حول موضوعه والاطلاع عليه بشكل واسع بالإضافة إلى إنشاء نموذج خاص للشكل الذي سيكون عليه الخطاب، حيث ينوّع فيه الخطيب في الأفكار، والطريقة التي سيعرض فيها هذه الأفكار، فتارة يستخدم الاقتباسات، وأخرى الدراسات والبحوث، وأخرى الاستنتاجات والآراء الشخصية وهكذا.
- الثقة: إنّ تعاضد ما سبق، والتدرّب المتكرّر على إلقاء الخطابات، وممارستها المرة تلو الأخرى كفيلة بأن تكسب الشخص ثقة تظهر في حركاته، وإيماءات وجهه، ونبرة صوته، وهو ما يؤثر على الجمهور بشكل كبير حيث يحصد قبولهم وتأييدهم بثقته هذه.
- التفاعل مع الجمهور: يضمن تخصيص وقت لمشاركة الجمهور، وأسئلتهم، بالإضافة إلى الخروج عن نص الخطاب أحياناً بشكل طريف وعفوي ومناسب، وبثّ الشغف والحماس بالوصول بالخطاب إلى درجة من التمييز والاختلاف يقدّرها الجمهور.