عيسى عليه السلام في القرآن
كم مرة ذكر عيسى عليه السلام في القرآن الكريم
ورد ذكر عيسى -عليه السلام- بألفاظ متعددة في ثلاثَ عشرة سورة من سور القرآن الكريم، وفي هذه المواضع ذُكر خمساً وعشرين مرة بلفظ "عيسى"، وإحدى عشرة مرة بلفظ "المسيح" ، وستَ عشرة مرة بلفظ "عيسى ابن مريم"، وسبعَ عشرة مرة بلفظ "ابن مريم"، كما تمت الإشارة إليه في سورة مريم "بالنّبي"، وفي سورتي النساء والمائدة "بالرسول".
ولادة عيسى عليه السلام في القرآن الكريم
حمل أم عيسى بعيسى عليهما السلام
كانت مريم -عليها السلام- تهمُّ بالاغتسال من الحيض في مكان ناحية الشرق من دارها، وبعد انتهائها ظهر لها جبريل -عليه السلام- في صورة شاب فاستعاذت بالله منه خوفاً على نفسها، وأخبرها أنّه مرسل من عند الله -تعالى- الذي قد قضى بمجي غلام منها، ثم نفخ جبريل في جيب قميصها ليُخلق عيسى -عليه السلام- بذلك النفخ من غير أب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحمل لا شكّ أنَّه أمر خارق للعادة ومُعجَز؛ لذا فلا أحد يعلم كيفيته سوى الله -تعالى-.
ولادة عيسى عليه السلام
استمر حمل مريم -عليها السلام- تسعة أشهر، وعندما حانت لحظة الولادة أسندت نفسها إلى جذع النخلة من الألم حتى ولدت عيسى -عليه السلام- ، وبعد ذلك أخبرها جبريل -عليه السلام- بأن تشرب من الجدول الصغير الذي جعله الله أسفل منها، وأن تهزّ النخلة حتى يتساقط رطبها فتأكل منها.
نبوة عيسى عليه السلام في القرآن الكريم
تحدّث القرآن الكريم عن حقيقة عيسى -عليه السلام- بكونه بشراً وعبداً لله -تعالى-؛ حيث قال الله -تعالى- على لسانه: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا).
كما تحدّث القرآن عن إبلاغ عيسى -عليه السلام- قومه بأنّه رسول من عند الله -تعالى- لقوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ)، وقد أشار عيسى -عليه السلام- إلى فحوى رسالته التي جاء بها من عند الله -تعالى- وهي التوحيد ونبذ الشرك في قول الله -تعالى-: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ).
معجزات عيسى عليه السلام في القرآن الكريم
الحمل بعيسى عليه السلام بدون أب
أُشير مسبقاً إلى أنّ مريم -عليها السلام- قد حملت بعيسى دون أن يمسّها بشر ، وإن دلّ هذا على شيء فإنّه يدلّ على قدرة الله -تعالى-، حيث قال -تعالى- على لسان مريم: (قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا* قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا).
كلام عيسى عليه السلام في المهد
مكّن الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- من الكلام والنطق وهو في المهد رضيعاً، حيث قال الله -تعالى- على لسان عيسى: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا* وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا).
إنزال مائدة من السماء لعيسى والحواريين
الحواريون هم المؤمنين الذين كانوا أنصاراً لعيسى- عليه السلام- وعددهم اثني عشر رجلاً، وكانوا قد صاموا ثلاثين يوماً كما أمرهم عيسى -عليه السلام- فلمّا أتمّوا الصيام طلبوا منه أن يسأل الله -تعالى- إنزال مائدة لهم من السماء ليأكلوا منها وتطمئن قلوبهم بقبول صيامهم، وأن تكون كافية لأولهم وآخرهم، وتكون دلالة على صدقه -عليه السلام-، فدعا عيسى -عليه السلام- الله -تعالى- بذلك فأنزل الله لهم مائدة من السماء حيث قال -تعالى-: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَّـهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ).
نفخ الروح في الطير فيكون طيرا
مكّن الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- من النفخ في الطير الذي يصنعه من الطين فيطير بإذنه -تعالى-.
إبراء المرضى وإحياء الموتى
مكّن الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- من علاج الأكمه وهو مَن يولد أعمى، كما مكنه أيضاً من علاج من يعاني من البرص لقوله -تعالى-: (وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي)، كما أنّ الله -تعالى- جعله قادراً على إحياء الموتى ولكن ليس على سبيل الإطلاق وإنّما كان ذلك من أجل إثبات المعجزة، حيث قال -تعالى- على لسان عيسى: (وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ).
رفع عيسى عليه السلام إلى السماء
أراد بنو إسرائيل المكر بعيسى -عليه السلام - وقتله، فدلّهم على مكان وجوده أحد اليهود فألقى الله -تعالى- شبه عيسى عليه فما كان من بني إسرائيل إلا أن قتلت هذا اليهودي وصلبته، ظنّاً منهم أنّه عيسى -عليه السلام-، لكنّ الله -تعالى- كان قد رفع عيسى إلى السماء ، حيث قال -تعالى-: (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ).