خاتمة عن حفظ اللسان
حفظ اللسان عبادة
حفظ اللسان عبادة عظيمة يجب على كل إنسان أن يحرص عليها، وألّا يسمح لنفسه بالتلفظ بأي كلام غير مفيد، أو الخوض في أعراض الناس، لأن هذا يجعله يكتسب الكثير من السيئات، وأن يحفظ لسانه فلا يتكلم إلا بالخير، ولا يكون كلامه إلا من باب الموعظة الحسنة و الإحسان إلى الناس وتقديم ما هو مفيد لهم.
وحفظ اللسان يحفظ هيبة الإنسان وكرامته ويمنعه من أن يقول كلامًا غير هام؛ لأن من يكثر كلامه يكثر سقطه، وحفظ اللسان يحفظ للإنسان قيمته لأنه يمنعه من الخوض في أحاديث تافهة، ويمنعه من قول أسرار الناس أو أسراره الشخصية، وهذه نقطة قوة عظيمة.
كما أن حفظ اللسان اتباع لسنة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي أمر بعدم التلفظ بأي كلام بذيء القول الكلام الذي لا خير فيه؛ إذ ينبغي على الإنسان أن يقول خيرًا أو ليصمت وألا يكون ممن يكثرون الكلام في أشياء لا يعلمونها؛ إذ يجدر بالإنسان أن يحتفظ بالكثير من الكلمات لنفسه فقط.
كيفية حفظ اللسان
حفظ اللسان له شروط كثيرة، وأهمها ألا يقول الإنسان شيئًا كاذبًا وألّا يتعمد إحراج الآخرين بالقول، وألّا يتلفظ بألفاظ خارجة لأن هذا يجعله يفقد احترامه وتقديره بين الناس.
كما يكون حفظ اللسان بالابتعاد عن الأحاديث الجانبية التي تندرج تحت قائمة الغيبة والنميمة ، لأن هذا بحدّ ذاته يجعل الإنسان يفقد حسناته ويستبدلها بسيئات، وحفظ اللسان يكون بالإكثار من الاستغفار وذكر الله تعالى وذكر رسول والصلاة عليه.
ومن أراد أن يحفظ لسانه فعليه أن يأخذ بالأسباب، وأن يعوّد نفسه ألّا يقول إلا الخير والحق، وألا يجلس في مجالس النميمة ونقل الكلام، وألا يتلفظ بأي شتائم في حق أحد مهما كان.
ويجدر بالمسلم أن يكون لسانه رطبًا بذكر الله تعالى طيلة الوقت، وأن يعطي كل ذي حق حقه وألا يشهد الزور بلسانه وأن يحرص على قول الحق وشهادة الحق دائمًا، لأن في هذا صلاح للمجتمع بأكمله.
احفظ لسانك تحفظ قلبك
في الختام، لا بد أن يدرك كل إنسان أهمية حفظ اللسان، وكيف أنه يحفظ القلب، وكلما كان الإنسان مؤمنًا أكثر استطاع حفظ لسانه من الوقوع في الزلل أو الخلل، وكلما استطاع الحفاظ على اتباع القول الحق.
ويستطيع الإنسان أن يحفظ لسانه بالاعتياد على ذلك، وأن يدرب نفسه على الكلام الطيب الجميل لأن الكلمة الطيبة صدقة، وأن يتجنب مجالس السوء تجنبًا تامًا.
وحفظ اللسان يبعد الإنسان عن الوقوع في المعاصي والذنوب والشرك بالله، ويجعل قلبه معلق بالله والذكر الطيب، ويثبت المحبة في قلوب الآخرين، ويقلل من وقوع المشكلات في المجتمع.
ويساعد حفظ اللسان على الستر، وعدم التكلم عن الآخرين بالسوء، ويجنب الإنسان الإفراط في السخرية والمزاح الذي لا فائدة منه، وهذا يحفظ له وقاره وحضوره بين الناس.