حلول لمشكلة المياه في الوطن العربي
حلول لمشكلة المياه في الوطن العربي
هناك الكثير من الحلول الفعالة التي يمكن من خلالها حل مشكلة شح المياه في الوطن العربي، ومن هذه الحلول تطوير أنظمة تنقية المياه للحصول على مياه عذبة خالية من البكتيريا والميكروبات وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة الملوثة للمياه حتى تصل السكان بصورة نظيفة، ومعالجة مياه الصرف الصحي وتحليتها وتخزينها وحفظها لحين استخدامها.
ويجب على الدول المحافظة على الأراضي الرطبة وهي نظام طبيعي قائم بذاته يقوم على جمع المياه وتنقيتها، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت تختفي مساحات واسعة من الأراضي الرطبة، وقامت دعوات دولية من أجل المحافظة عليها؛ لمساهمتها في الحد من شح المياه.
ومن الحلول أيضاً، تحسين كفاءة الري ويتم ذلك من خلال استبدال الطرق التقليدية في الري بطرق للري أكثر كفاءة لكي نقلل استخدام المياه بشكل كبير؛ لأن الزراعة من أكثر المجالات التي تحتاج إلى مياه بشكل كبير، وذلك من خلال رشاشات الماء أو أنظمة الري بالتنقيط ، وترشيد استهلاك المياه من خلال نشر الوعي المجتمعي لتعزيز ترشيد استهلاك المياه بحيث يبدأ من الفئة العمرية الصغيرة، واستخدام المياه الجوفية في الحالات الطارئة كأستنفاذ جميع مصادر المياه، أو في أوقات الجفاف.
ويمكن العمل على تحلية مياه البحر وهي عملية تحويل مياه البحر إلى مياه عذبة، ولكن هذه الطريقة تستهلك طاقة كبيرة إلا أنها تبقى من الحلول المناسبة لتغطية احتياجات الحياة اليومية من الشرب والاستحمام وغيرها. وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو 1.6 مليون طفل يموتون كل عام بسبب أمراض ناجمة عن تلوث المياه، حيث يموت حوالي 40000 طفل يومياً بسبب نقص المياه العذبة.
دور دول الوطن العربي لحل مشكلة نقص المياه
إن مشكلة شح المياه تُلقي على كاهل الدول العربية مسؤوليات كثيرة وينبغي وضع استراتيجية واضحة لحل هذه المشكلة من خلال قيام جميع الدول بمسح مائي للموارد المائية في وقت إجراء التعداد العام للسكان وتحديد معدل النمو السكاني وما يقابله من نمو في الموارد المائية وذلك لتحديد حصة الفرد السنوي من الموارد المائية.
ويجب على الدول العربية استثمار رأس المال العربي في تنمية مشروعات للموارد المائية في الدول العربية التي تعاني من شح في المياه كإقامة السدود وحفر الآبار وعمل محطات توليد طاقة كهرومائية ، ويجب على الدول العربية إقامة علاقات تعاون وصلات مع المنظمات والهيئات الدولية التي تختص بشؤون المياه.
تأثير مشكلة نقص المياه على الوطن العربي
تعاني معظم الدول العربية من مشكلة شح المياه، وأصبحت أزمة المياه تشكل تهديداً لاستقرار الدول وللنمو البشري فيها، ومع أن المسطحات المائية تغطي أكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية إلا أن الصالح منها للاستخدام يبقى قليلاً، مع أن الحاجة له كبيرة، وبسبب أن المياه غير موزعة على حسب الحاجات إليه، ظهرت مشاكل كثيرة وأزمات في معظم أنحاء العالم بما فيها الوطن العربي .
إن الوضع المائي في منطقة الوطن العربي والعالم حرج؛ لأن هناك خلافات ومشاكل حول تقسيم المياه، وقد تم طرح هذه المشكلة والحلول المناسبة لها في عدة مؤتمرات مثل: مؤتمر (قمة الأرض) في البرازيل ومؤتمر السكان في القاهرة، وغيرها من المؤتمرات التي طرحت فيها تحذيرات منظمة الأمم المتحدة للعالم من نقص المياه في المدن الكبرى بشكل خاص.
إن مشكلة نقص المياه مشكلة كبيرة جداً، ويجب الاهتمام بها، وحددت الأمم المتحدة يوم 22 آذار من كل سنة يوم العالمي للمياه، حتى يتم لفت انتباه العالم إلى هذه المشكلة والمخاطر التي يمكن تنتج عن إهمال مشكلة المياه.
تعود أسباب مشكلة المياه في الوطن العربي إلى أكثر من سبب منها مرور أهم مصادر المياه بأكثر دولة ومنها غير عربية، مثل نهر النيل الموجود في مصر والذي ينبع من الأراضي الإثيوبية والأوغندية، ونهر دجلة الموجود في العراق والذي ينبع من تركيا وإيران، وهذا يؤدي إلى التقيد في استخدام المياه ويمكن أن تكون وسيلة ضد الدول العربية في حال حدوث خلافات سياسية بين تلك الدول والدول العربية.