لماذا يرفع ثوب الكعبة
ما الحكمة من رفع ثوب الكعبة في فترة الحج؟
يسمى رفع ستار الكعبة في موسم الحج بتشمير الكعبة، أو إحرام الكعبة، وليس رفع الثوب عن الكعبة أمراً تعبدياً، وإنما هو أمر يفعله المشرفون على الكعبة ضرورة، وتختلف الحكمة من رفعه باختلاف الزمان، فلكل أهل زمان سبب أو حكمة من ذلك، ويمكن أن نذكرها مجتمعة، فيما يأتي:
- خشية على ستار الكعبة من أهل البدع والشركيات؛ لأنهم يعملون على أخذ قطع من ستار الكعبة، أو بعض الخيوط للتبرك بها، والاستشفاء بها.
- إشارة على بداية موسم الحجّ.
- خشية عليها من اللصوص، فقد كان الستار يقطع ويسرق في بعض الأزمنة.
- خشية عليها من التمزق والتلف والتوسخ؛ لأن بعض الناس يتعلق بالأستار، ويشدها بعنف.
هل كان يرفع ثوب الكعبة في العصور السابقة؟
رفع ستار الكعبة أمر قديم، وليس من الأمور الحديثة، وقد ذكره بعض العلماء:
- قال ابن جبير: "وفي هذا اليوم المذكور الذي هو السابع والعشرون من ذي القعدة شمرت أستار الكعبة المقدسة الى نحو قامة ونصف من الجدر من الجوانب الأربعة، ويسمون ذلك احراما لها، فيقولون: أحرمت الكعبة، وبهذا جرت العادة دائما في الوقت المذكور من الشهر. ولا تفتح من حين احرامها الا بعد الوقفة، فكأن ذلك التشمير ايذان بالتشمير للسفر وايذان بقرب وقت وداعها المنتظر، لا جعله الله آخر وداع، وقضى لنا اليها بالعودة وتيسير سبيل الاستطاعة بعزته وقدرته".
- ذكر ابن بطوطة أنها تشمر في زمنه يوم السابع والعشرين، وبمقدار قامة ونصف -أيضا-.
- ذكر لسان الدين ابن الخطيب حدثاً حدث مع شيخه يوم تشمير الكعبة، وأنه في ذي القعدة، ولم يحدد اليوم.
- ذكر التقي الفاسيّ أنه تشمر في زمنهم يوم الخامس والعشرين.
- يتم في هذا الزمن كشف الثوب في اليوم السابع عشر من ذي القعدة، وبطول 3 أمتار.
متى يعاد إسدال ثوب الكعبة بعد رفعه؟
لم يذكر ابن جبير، ولا ابن بطوطة متى يعاد إسدال الكسوة على الكعبة، ولكن ذكر ابن عبد ربه أنها تعاد فتكسى في يوم النحر، أما في العصر الحديث؛ فإن ثوب الكعبة يعاد بعد انتهاء الموسم.
ما الحكمة من تغطية الكعبة بكسوة؟
من الحكم التي من أجلها تكسى الكعبة:
- إنّ كسوة الكعبة من شعائر الله -تعالى- والتي ينبغي تعظيمها، قال الله -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
- في الكسوة مهابة، ورفع شأن يزرع في نفس العدوّ المهابة، ويكون له فيها إرهاب.
- في كسوتها إظهار لعزة الإسلام والمسلمين، وعلو شأنهم.
ملخص المقال: إن رفع ستار الكعبة المشرفة عادة قديمة، وهي ليست من العبادات، وإنما يراد منها صيانة الستار من أيدي المبتدعة، أو صيانتها من التمزق والاتساخ، ويتم رفعها بمقدار 3 أمتار، ويكون رفع ستار الكعبة في شهر ذي القعدة، ويعاد بعد انتهاء موسم الحج، والحكمة من تغطية الكعبة بستارها الجميل؛ من أجل تعظيم شعائر الله تعالى، ومن أجل إلقاء الهيبة عليها، ومن أجل إظهار نعمة الله.