حل المشكلة الاقتصادية وفق النظام الإسلامي
المشاكل الاقتصادية التي قد يواجهها النظام الاقتصادي الإسلامي
تكمن أهمية الموضوع في أن الاقتصاد الإسلامي يفترض حصول الجميع على حقوقهم من الرفاهية والعدالة والمساواة المجتمعية، مما أدى لوجود مشاكل تواجهها المجتمعات الإسلامية مثل الفقر والتمييز الطبقي الواضح بين الفقراء والأغنياء، وعليه لم تتحقق الرفاهية المنشودة، الأمر الذي كان سببًا في حدوث الجريمة والعنف والفساد في المجتمعات الإسلامية، فعملت الأنظمة الاقتصادية الإسلامية على إيجاد حلول قدر الإمكان لتقليل هذه المشاكل.
حل المشكلة الاقتصادية وفق النظام الإسلامي
تحريم بيع الديون وفق النظام الاقتصادي الإسلامي
من المتفق عليه في الاقتصاد الإسلامي عدم جواز بيع الديون أو القروض لأنه سيكون قائمًا على مبدأ الربا أو الفائدة، ويُعد تحريم الربا أحد الحلول التي أتى بها الاقتصاد الإسلامي والشريعة الإسلامية، والسبب أن من يأخذ الربا يكون قد أخذ مال أخيه المسلم بوجه غير حق، كما أن الربا سيؤدي إلى تصاعد حالة الكسل والتقاعس ما بين أفراد المجتمع لضمان حصولهم على أموال دون بذل جهد ولأنه لن يحقق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع، فعادة من يُقرض الأموال هم الأغنياء، والمستقرضون هم الفقراء، بالتالي سيزداد غنى الأغنياء وفقر الفقراء.
عقد الإيجار التشغيلي
عقد الإيجار التشغيلي ينص على أن المُؤجر والمالك للأصل الذي تم تأجيره يتشارك مع المستأجر في تحمل المخاطر ومن جملة الأشياء التي تقع على عاتق المؤجر هي العيوب التي قد تطرأ على الشيء المؤجر وتعيق عملية تأجيره، فهي من مسؤولية المؤجر أما بالنسبة للمستأجر فهو يتولى مسؤولية الصيانة الدورية واليومية ودائمًا يجب تحديد مدة عقد الإيجار من أجل جوازه ولا يتم تجديده إلا بموافقة جميع الأطراف، بالتالي كان هذا النوع من العقود من الحلول الهامة للمشاكل التي قد تقع ما بين المؤجر والمُستأجر والاقتصاد.
توزيع الدخل بين الأفراد دون تدخل حكومي
من أبرز المشاكل التي تواجه الأنظمة الاقتصادية في يومنا هذا عدم التكافؤ في دخل الأفراد في المجتمع الواحد، لكن الاقتصاد الإسلامي أوجد الحل لهذا المشكلة، وذلك عن طريق عدة آليات تم اتباعها، منها توزيع الميراث بين أفراد عائلة المتوفى، وتحصيل الزكاة من أصحاب رؤوس الأموال والذين تجب عليهم دفع الزكاة.
تشجيع الاستثمار
بالعودة إلى ما تم ذكره سابقًا في تحريم أخذ ربح على مجرد إقراض الأموال وأيضًا مع فرض الزكاة على أصحاب الثروات المالية فالمسلم الغني إن لم يستثمر أمواله حسب الطريقة الإسلامية فإن رأس ماله سينقص رويدًا رويدًا لأنه يتوجب عليه دفع التزمات مالية تجاه المجتمع من دون مقابل مادي، لذلك فهو ملزم بالاستثمار لتجنب هذه الخسارة ولضمان جنيه للأرباح والزيادة في رأس المال وبالتالي المحافظة على الثروة وجعل الأسواق أكثر قدرة على المنافسة.
ضمان حقوق المودعين من خلال تقاسم المخاطر من ربح وخسارة
فرض النظام الاقتصادي الإسلامي جملة من الأحكام والقرارات التي تجبر المسؤولين ومن هم في مناصب قيادية في المؤسسات والبنوك الإسلامية على أداء عملهم على أتم وجه، ومن أجل ألا يقصروا ويتقاعسوا عن أداء عملهم كما يجب، الأمر الذي سيضمن حقوق الأفراد الآخرين وهو ما يُعرف باسم حوكمة الشركات الفعالة والتي من شأنها أن تفرض عقوبات معينة على من يتهاون بأموال الآخرين وأيضًا بسبب هذه الحوكمة التي تطبقها البنوك الإسلامية على موظفيها القياديين سيعمل أولئك على بذل الجهد اللازم الذي من شأنه أن يقلل المخاطر التي قد تواجهها المؤسسة والأفراد على حد سواء.
ما هو مفهوم النظام الاقتصادي الإسلامي؟
يقوم الاقتصاد الإسلامي على أسس دينية فيدحض فكرة العلمانية والمادية التي انساقت لها معظم الأنظمة الاقتصادية الأخرى ويؤمن النظام الاقتصادي الإسلامي على عدة مبادئ منها أن حقوق العيش الكريم هي حقوق أساسية لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن أصولهم أو أعراقهم أو مذاهبهم وأيضًا الاقتصاد الإسلامي لم يقم بإلغاء الملكية الفردية الخاصة واعتمد مبدأ التنافسية في السوق وأنه من أجل نجاح اقتصاد الدولة لا بد من دور مشترك ما بين الأفراد والحكومة والمؤسسات المجتمعية والأسواق.