حكم من أفطر في رمضان بعذر ولم يقض
الإفطار في رمضان بعذر
يجب على المفطر في رمضان بعذر شرعي أن يقضي أيامه التي أفطرها، وفي ذلك تفصيلٌ ومسائل نذكرها فيما يأتي:
- أولاً: يجب على المفطر في رمضان أن يقضي أيامه ويخرج الكفارة إذا دخل عليه رمضان المقبل قبل إتمام قضاء الأول، وهذا قول الجمهور في المسألة.
- ثانياً: يجب على المفطر في رمضان أن يقضي أيامه فحسب دون إخراج الكفارة إذا دخل عليه رمضان المقبل، سواء أكان التأخير بعذر أم بغير عذر.
- ثالثاً: يكررالمفطر إخراج الكفارة عند الشافعية إذا تكررت الأعوام التي مر عليه فيها رمضان دون أن يقضي الأول.
- رابعاً: يجب قضاء أيام رمضان التي أفطر فيها مطلقاً، ويكون القضاء في المدة ما بعد انتهائه إلى مجيءِ رمضان المقبل.
- خامساً: يستحب للمفطر أن يعجل القضاءَ ليسقط الواجب عنه.
- سابعاً: يجب على المفطر أن يُسارع في القضاء إذا كان إفطاره في رمضان بغير عذر شرعي، وهذا رأي الشافعية.
- ثامناً: يكره لمن عليه قضاء رمضان أن يتطوع بصوم شيء من النوافل كالأيام البيض وغيرها.
- تاسعاً: لا يجوز القضاء في الأيام التي نهى الشرع الحنيف عن الصيام فيها صيام أيام العيد .
الأعذار المبيحة للفطر
تحدث العلماء عن تسعةِ أعذار يباح فيها الفطر في رمضان، نذكرها فيما يأتي:
أولاً: السفر
لقوله تعالى من ضمن سياق آيات الصيام: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)،ويشترط في السفر المبيح للفطر أن يكون سفراً طويلاً، وذلك بأن تبلغ المسافة بحوالي 89 كم، كما ينبغي أن يكون السفر مُباحاً لا يقصد به طلب معصية، وقد صحَّ عن الصحابي الجليل أنس بن مالك قوله: (كُنَّا نُسَافِرُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ علَى المُفْطِرِ، ولَا المُفْطِرُ علَى الصَّائِمِ).
ثانياً: المرض
إنّ المرض عذر يبيح الإفطار في رمضان مطلقاً، للآية السابقة، ويشترط في المرض المبيح للفطر أن يكون مرضاً يشق معه الصوم مشقةً شديدة.
ثالثاً: الحمل
إذا كانت المرأة حاملاً أثناء رمضان فشق عليها الصيام وخافت على نفسها أو على جنينها، يباح لها حينئذٍ أن تفطر، كما يكفي لها أن ينذرها طبيبها العدل الثقة أن إفطارها خيرٌ لها من صيامها.
رابعاً: الرضاع
إذا كامن المرأة مرضعةً لولدها، أو مرضعةً مستأجرة، فشق عليها الصيام والإرضاع معاً، أبيح لها الإفطار كما في الحمل.
خامساً: الإرهاق الشديد من الجوع العطش
إذا وصل الإنسان إلى مرحلةٍ كبيرة من التعب من الصيام حتّى خشي على نفسه الهلاك جاز له أن يفطر في نهار رمضان على أن يقضي تلك الأيام لاحقاً، ويؤيد هذا قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
سادساً: الإكراه الملجئ
وهو استخدام القوة في جعل الشيء يفطر في رمضان، كتهديده بالقتل، فيباح معه الإفطار ويجب عليه القضاء عند الجمهور.
سابعاً: الحيض والنفاس
للحيض والنفاس أحكامٌ خاصة للنساء في الإسلام، منها أن تترك المرأة الصلاة والصيام، على أن تقضي الصيام دون الصلاة.
ثامناً: الجنون الطارئ
إنّ من شروط التكليف للمسلم أن يكون بالغاً عاقلاً، فإذا أصابه جنون مفاجئ لم يعد عاقلاً بالتالي سقط عنه فرض الصيام فلا يأثم بإفطاره.
تاسعاً: الهرم
تُخفّف الشريعة السمحاء على الشيخ الكبير أو المرأة الكبيرة في السن، اللذان لا يقدران على الصيام أن يتركاه، كما لا يجب عليهما قضاءه، لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).