تحديد نوع الجنين
تحديد نوع الجنين
في الحقيقة تُعدّ الطريقة الوحيدة الممكنة لتحديد نوع الجنين هي ما يُعرف بالتشخيص الوراثي السابق للانغراس (بالإنجليزية: Preimplantation genetic diagnosis)، والذي يتمّ بغرس حيوان منويّ في بويضة خلال عملية الحقن المجهريّ والتي تُعرف أيضاً بحقن الحيوانات المنوية بالبويضة (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection)، وبعد عملية الغرس تتمّ دراسة الخلية الناتجة عن الانغراس، قبل زرع هذه الخلية في الرحم.
الخرافات والحقائق حول تحديد نوع الجنين
وفي ظل الحديث عن تحديد نوع الجنين ، سادت الكثير من الخرافات حول هذا الموضوع، وأغلبها قائمة على ما ادّعاه لاندروم شيتلس (بالإنجليزية: Landrum Shettles) من نظريات تدّعي أنّ الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم Y ويُسفر عن الحمل بذكر يُعدّ أسرع وأخف، ولكنّه أقل متانة من الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم X ويُسفر عن الحمل بأنثى، وفيما يأتي هذه الخرافات وبيان الرأي العلمي فيها:
- يدّعي البعض أنّ الجماع بالقرب من موعد الإباضة يزيد من فرصة الحمل بذكر ، ذلك لأنّ فرصة وصول الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم Y أفضل من فرصة وصول الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم X، ولكنّ الحقيقة أنّ هذا لا أساس له في العلم، وإنّ ممارسة العلاقة الجنسية بالقرب من موعد الإباضة يزيد فرصة الحمل بشكلٍ عامّ، وكلما ابتعد الجماع عن وقت الإباضة قلت فرصة الحمل ككلّ.
- إنّ ممارسة الجماع بشكلٍ عميق قد يساعد على وصول الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم Y بشكل أسرع من الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم X، وبهذا تزداد فرصة الحمل بذكر، ولكن الواقع أنّ وصول الحيوانات المنوية وسرعتها أمر لا يمكن للإنسان التحكم به.
- يُعتقد أنّ إكثار المرأة التي تخطط للحمل من تناول الأطعمة المحتوية على البوتاسيوم يزيد من فرصة الحمل بذكر، وأمّا بالنسبة للرأي العلمي في ذلك، فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ هناك علاقة بين تناول المرأة للأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الحصول على مولود ذكر، وقد تبين أنّ هناك ما نسبته 5% من النساء اللاتي خطّطن للحمل حصلن على مواليد ذكور إثر اتباع هذا النظام الغذائيّ، ولكن لا تُعدّ هذه النتائج كافية لإثبات صحة هذه الطريقة.
- يدّعي البعض أنّ استعمال المقشّع (بالإنجليزية: Expectorant) يزيد من سوائل عنق الرحم، وبهذا يتمّ تسهيل مرور الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم Y، وبهذا تزداد فرصة الحمل بذكر، ولكن لا وجود لهذا الكلام في المنطق العلمي.
- يُعتقد أنّ حمضية المهبل أو قاعديته تساعد على تحديد نوع الجنين ، فيُقال إنّ الوسط المهبليّ إذ كان حمضياً كما هو الحال عند استعمال خل التفاح فإنّ ذلك يزيد من فرصة الحصول على أنثى، بينما ترتفع احتمالية الحمل بذكر في الحالات التي يكون فيها الوسط المهبليّ قاعدياً، كما هو الحال عند استعمال بيكربونات الصوديوم المعروفة أيضاً بصودا الخبز .
الخرافات والحقائق حول معرفة نوع الجنين
هناك بعض الخرافات السائدة حول معرفة نوع الجنين بعد حدوث الحمل، نذكر منها ما يأتي:
- يُقال إنّ شكل البطن قد يُوحي بنوع الجنين ، فإذا كان مندفعاً للأمام فإن الجنين ذكر، وإذا كان تمدّده بالعرض فإنّ الجنين أنثى ، ولكن لا علاقة لهذا الكلام بالدليل العلمي، وإنّما يُبيّن أهل العلم أنّ شكل البطن يعتمد على الوزن المكتسب أثناء الحمل، بالإضافة إلى طريقة جلوس الجنين في رحم أمه ووضعيته، والشكل الخاص بجسم المرأة.
- يُدّعى أنّه عند سماع ضربات الجنين، إذا كان عدد النبضات أكثر من 140 نبضة في الدقيقة الواحدة فإنّ المرأة حامل بأنثى، ولكن لا صحّة لهذه الادعاءات، فالصواب أنّه خلال الأشهر الأولى من عمر الجنين لا يوجد أي فرق في نبضات القلب بين الجنين الذكر والأنثى، وإنّما قبل الولادة مباشرة قد يكون عدد ضربات قلب الأنثى في الدقيقة الواحدة أكبر.
- يُعتقد أنّ اشتهاء الحامل للأطعمة ذات المذاق الحلو يدل على الحمل بذكر، بينما اشتاؤها للأطعمة اللاذعة أو الحامضة يدل على حملها بأنثى، والعلم يُثبت ألا علاقة لهذا الكلام بالمنطق والدليل العلميّ، وكل ما في الأمر أنّ تغيّرات الهرمونات أثناء الحمل قد تلعب دوراً في ذلك.
الطرق العلمية لمعرفة نوع الجنين
هناك مجموعة من الطرق العلمية التي يمكن اللجوء إليها لمعرفة جنس الجنين، نذكر منها ما يأتي:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound)، يمكن بإجراء هذا النوع من التصوير معرفة جنس الجنين في الفترة التي تتراوح ما بين الأسبوع الثامن عشر والأسبوع العشرين من الحمل، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هناك بعض الحالات التي لا يمكن فيها معرفة نوع الجنين من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، وذلك لأنّ الجنين يكون في وضعية لا تُمكّن من رؤية أعضائه التناسلية، وفي مثل هذه الحالات يجدر المرأة الحامل الانتظار لمعرفة جنس جنينها.
- فحص الدم للكشف عن المادة الوراثية: (بالإنجليزية: Free cell DNA blood tests)، ويمكن من خلال هذا الفحص الكشف عن جنس الجنين في الأسبوع التاسع من الحمل، ويتمّ الفحص بأخذ عينة دم ثم إرسالها إلى المختبرات المتخصصة في التحليل، ويمكن الحصول على النتائج بعد مرور ما يُقارب سبعة إلى عشرة أيام على الفحص، ولكن يجدر التنبيه إلى أّن هذا الفحص لم يُخصص لغرض الكشف عن جنس المولود، وإنّما للكشف عن بعض المشاكل والاضطرابات الجينية مثل الإصابة بمتلازمة داون .
- الفحوصات الجينية الأخرى: ومنها فحص الزغابات المشيمية أو فحص خملات الكوريون (بالإنجليزية: Chorionic villus sampling) الذي يكشف عن جنس الجنين ما بين الأسبوع العاشر والثاني عشر من الحمل، وفحص بزل السلى أو بزل السائل الأمنيوسي (بالإنجليزية: Amniocentesis) الذي يكشف عن جنس الجنين في الفترة التي تتراوح ما بين الأسبوع الخامس عشر والأسبوع الثامن عشر من الحمل، ويجدر التنبيه إلى أنّ غرض اللجوء إلى هذه الفحوصات ليس الكشف عن جنس الجنين كذلك.