من أول من أدخل عبادة الأصنام
أول من أدخل عبادة الأصنام
أول من عبد الأصنام
كان قوم نوحٍ -عليه السلام- أوّل من أحدث عبادة الأصنام، وحادوا عن الاستقامة على التوحيد الذي كان عليه الناس من عهد آدم -عليه السلام-، حيث كان في قوم نوحٍ -عليه السلام- رجالٌ صالحون، وبعد موتهم، نحت لهم قوم نوحٍ تصاوير؛ ليذكروهم، فأغواهم إبليس يعبدوهم؛ فعبدوهم من دون الله، وأسموهم على اسم الرجال الصالحين: ود، وسواع، ويغوث ويعوق، ونسرًا.
أول من أدخل عبادة الأصنام إلى جزيرة العرب
كان العرب على دِين التَّوحيد الذي بُعث به إبراهيم -عليه السَّلام- إلى أن جاء عمرو بن لُحَيّ الخزاعي؛ فابتدع الشِّرك وغيّر دين إبراهيم؛ فكان أول من أدخل عبادة الأصنام إلى أرض شبه الجزيرة العربيّة عمرو بن لُحَيّ الخُزاعيّ، وكان أحد سادات مكّة في الجاهليّة، عُرف عنه فِعل المعروف وبذل الصَّدقة والحِرص على أمور الدِّين التي تناقلت لهم من جيلٍ لآخر من لدُن إبراهيم عليه السَّلام وحتى يومهم، وإن اختلط هذا الدِّين الحنيف ببعض الشِّرك والخُرافات؛ فنال حُبّ النَّاس وتقديرهم وإجلالهم؛ فأعطوه المُلك فأصبح ملك مكّة وولاية البيت بيده.
سافر عمرو بن لُحَيّ إلى الشَّام؛ فرأى أنَّهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله؛ فأعجبه فعلهم وظنّ أنَّهم على الحقّ، وأنّ هذه الأصنام تُقرّبهم إلى الله تعالى؛ فالشَّام هي موطن الأنبياء والرِّسالات، وعاد عمرو بن لُحَي من سفره ومعه أوّل صنمٍ يدخل مكّة وهو هُبَل، ووضعه في جوف الكعبة وطلب من النَّاس التَّوجه لهذا الصَّنم بالعبادة؛ فأجابوه، ومن أشهر الأصنام التي انتشرت في شبه الجزيرة العربيّة بعد هُبَل، اللات، والعزة، ومناة الثالثة، وقد جاء ذكرهم في قول الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى* تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى* إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى).
ولم يزلْ العرب على عبادة الأصنام التي سنَّها لهم عمرو بن لُحَيّ، حتى بعث الله نبيّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بدِين إبراهيم عليه السَّلام، وإبطال ما أحدثه فيهم عمرو بن لُحَيّ ودعوة النَّاس إلى نبذ عبادة الأصنام وإفراد الله وحده بالألوهيّة والعبوديّة، وفعل عمرو بن لُحَيّ إفكٌ عظيمٌ؛ حيث حرف الناس عن دِين الله الحق؛ لذا استحقّ أقصى عقوبةٍ في الآخرة، بدليل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ لُحَيِّ بنِ قَمْعَةَ بنِ خِنْدِفَ أبا بَنِي كَعْبٍ هَؤُلاءِ، يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ)؛ وقصبه؛ أي أمعاءه الخارجة منه.
دعوة التوحيد
بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرُّسل -من عرفنا منهم وما لم نعرف- لغايةٍ واحدةٍ؛ هي عبادة الله وحده، فبعث الله إبراهيم -عليه السلام- ولم يكنْ على وجه الأرض من يؤمن بالله؛ فكفر قومه بما بُعث به، وآمنت به زوجته سارة ثُمّ لوط -عليه السَّلام-، وقد بُعث إبراهيم -عليه السَّلام- بدعوة التَّوحيد التي ظلَّت باقيةً في ذُريّته.
ومن العراق موطن إبراهيم -عليه السلام- انتقل بدِين التَّوحيد إلى الشَّام؛ حيث تزوَّج هناك من السَّيدة هاجر أمّ إسماعيل -عليه السَّلام-، ثُمّ أُمر إبراهيم بإبعادهما إلى مكّة، وأصبحت ولاية البيت ومكّة لإسماعيل -عليه السلام- وتكاثرت ذريته، وهم على دِين أبيه دِين التَّوحيد لعدّة قرونٍ متتاليّةٍ، ومن ذُريّة إسماعيل -عليه السلام- ونسله بُعث نبيٌّ واحدٌ بدِين التَّوحيد؛ هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين.