حكم شعرية قصيرة
حكم الإمام الشافعي
حكم شعرية عن النصيحة
عمدني بنصحك في انفرادي
- وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
- من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
- فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
حكم شعرية عن السكوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته
- إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر
- وتاجره يعلو على كل تاجر
حكم شعرية عن تجنّب السفيه
يخاطبني السفيه بكل قبح
- فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما
- كعود زاده الإحراق طيبا
حكم شعرية عن الحياة
دع الأيام تفعل ما تشاء
- وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
- فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلداً
- وشيمتك السماحة و الوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
- وسرك أن يكون لها غطاء
تستر ب السخاء فكل عيب
- يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلاً
- فإن شماتة الأعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
- فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
- وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
- ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
- فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
- فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
- إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
- فما يغني عن الموت الدواء
حكم المتنبي
وَالهَمُّ يَختَرمُ الجَسيمَ نحافةً
وَالهَمُّ يَختَرمُ الجَسيمَ نحافةً
- وَيُشيبُ نَاصية الصبيّ وَيُهرمُ
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
- وأخو الجهالة في الشقاوة ينعــم
نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ
نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ
- جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا
أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
- كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ
- حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ
خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا
- أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ
فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ
- وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ
وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ
- وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
- فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
- كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
- وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
- صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
- فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ
- وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
- وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى
- وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
- فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
- إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
حكم علي بن أبي طالب
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
- إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
- إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
- وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً
- حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
- وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت
- أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
- مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها
- وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويه
حكم زهير بن أبي سلمى
سَئِمتُ تَكاليفَ الحياة وَمَن يَعِش
سَئِمتُ تَكاليفَ الحياة وَمَن يَعِش
- ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
- تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
- وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
- يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ
وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
- عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
- يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
ومن لا يزد عن حوضه بنفسه
- يهدم ومن يخالق الناس يعلم
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
- وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ ينلنهُ
- يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ
وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
- إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ
وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
- وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
- وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
وَمَن يزل حاملاً على الناسَ نَفسَهُ
- وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ
أصفاء وهل يدوم صفاء
يقول المفتي عبداللطيف فتح الله:
أَصَفاءٌ وَهَل يَدومُ صَفاءُ
- وَهَناءٌ وَلَيسَ يَبقى هناءُ
وَسُرورٌ وَلِلهُمومِ وُجدنا
- أَيّ يَومٍ نُسَرُّ لَسنا نُساءُ
وَبَقاءٌ وَلِلفَناءِ خُلِقنا
- كَيفَ نَبقى وَيَعتَرينا الفناءُ
وَخُلودٌ وَلِلمَماتِ وُلِدنا
- وَبِناءٌ وَلِلخَرابِ البِناءُ
وَحَياةٌ وَلا بَقاءَ لِفانٍ
- أَلِغَيرِ القَديمِ حُقّ البقاءُ
ما اِغتِرارُ الوَرى بِدارِ غرورٍ
- وَهيَ دارٌ فيها الرّدى وَالبَلاءُ
وَالرّزايا فينا بِها تَتَوالى
- لَهف قَلبي ما لِلرزايا اِنتِهاءُ
حَسبُنا اللّهُ إِنّنا قَد رُزِئنا
- بِشِهابٍ لَهُ الكَمالُ سَماءُ
نُورهُ العِلمُ وَالمَعارِفُ يَزهو
- مَلأ الكَون مِن هُداهُ الضّياءُ
شَمسُ عِلمٍ قَد أَشرَقَت بِاِزدِهاء
- وَلِشَمسِ العُلومِ يَسمو اِزدِهاءُ
رعى اللَه حالينا حديثاً وماضينا
يقول المعتضد بن عباد:
رعى اللَه حالينا حديثاً وماضينا
- وإن كنت قد جردت عزمي ماضينا
فما لليالي لا تزال ترومني
- ويرمين مني صائب السهم قاضيا
وقد علمت أن الخطوب تطوعني
- وما زلت من لبس الدنيات عاريا
أجددت في الدنيا ثياباً جديدةً
- يجدد منها الجود ما كان باليا
فما مر بي بخلٌ بخاطر مهجتي
- ولا مر بخل الناس قط بباليا
ألا حبذا في المجد إتلاف طارفي
- وبذلي عند الحمد نفسي وماليا
تعز، فإنَّ الصبر بالحرِّ أجمل
تعزَّ، فإنَّ الصبر بالحرِّ أجمل
- وليس على رَيب الزمان معولُ
فإن تكن الأيام فينا تبدلَّت
- بنُعمَى وبُؤسَى، والحوادث تفعلُ
فما ليَّنتْ منا قناةً صليبةً
- ولا ذلَّلتْنا للذي ليس يجملُ
ولكن رحلناها نفوسًا كريمة
- تُحمَّل مالا تستطيعُ فتَحملُ
غدوت مريض العقل والدين فالقني
يقول أبو العلاء المعري :
غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني
- لِتَسمَعَ أَنباءَ الأُمورِ الصَحائِحِ
فَلا تَأكُلَن ما أَخرَجَ الماءُ ظالِماً
- وَلا تَبغِ قوتاً مِن غَريضِ الذَبائِحِ
وَأَبيَضَ أُمّاتٍ أَرادَت صَريحَهُ
- لِأَطفالِها دونَ الغَواني الصَرائِحِ
وَلا تَفجَعَنَّ الطَيرَ وَهيَ غَوافِلٌ
- بِما وَضَعَت فَ الظُلمُ شَرُّ القَبائِحِ
وَدَع ضَربَ النَحلِ الَّذي بَكَرَت لَهُ
- كَواسِبَ مِن أَزهارِ نَبتٍ فَوائِحِ
فَما أَحرَزَتهُ كَي يَكونَ لِغَيرِها
- وَلا جَمَعَتهُ لِلنَدى وَالمَنائِحِ
مَسَحتُ يَدَي مِن كُلِّ هَذا فَلَيتَني
- أَبَهتُ لِشَأني قَبلَ شَيبِ المَسائِحِ
بَني زَمني هَل تَعلَمونَ سَرائِراً
- عَلِمتُ وَلَكِنّي بِها غَيرُ بائِحِ
سَرَيتُم عَلى غَيٍّ فَهَلّا اِهتَدَيتُمُ
- بِما خَيَّرتُكُم صافِياتُ القَرائِحِ
وَصاحَ بِكُم داعِيَ الضَلالِ فَما لَكُم
- أَجَبتُم عَلى ما خَيَّلَت كُلَّ صائِحِ
مَتّى ماكَشَفتُم عَن حَقائِقِ دينِكُم
- تَكَشَّفتُم عَن مُخزَياتِ الفَضائِحِ