حكم التردد في نية صوم القضاء
حكم التردد في نية صوم القضاء
لا يجوز التردّد في نية صوم القضاء الواجب؛ وذلك لأنّ نيّة الصيام شرطٌ لصحّته ويجب أن تكون هذه النية جزماً لا تردداً أو شكاً، ويكون تعيينها من الليل قبل طلوع الفجر، وعلى مَن ترددّ في نية الصوم بعد طلوع الفجر أن يقوم بقضاء هذا اليوم لأنّ صيامه غير صحيح بسبب التردد، وهذا قول الجمهور من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة، وقول عند بعض الحنفيّة.
كما أنّه لا يمكن تغيير النية بعد انعقادها؛ كمن نوى صيام نفلٍ ثم أراد أن يغيّر نيته لصيام فرض، لأنّ صيام النفل لا يشترط فيه تعيين النية وانعقادها قبل طلوع الفجر على خلاف نية القضاء الواجب.
حكم تأخير القضاء إلى رمضان آخر
رخّص الله -تعالى- للمسلم في حالاتٍ معيّنة الإفطار في نهار رمضان؛ وذلك كالمسافر، والمريض، وغيرهما، وعلى مَن أفطر بعذرٍ في نهار رمضان وجوب قضاء اليوم الذي أفطره بعد انتهاء شهر رمضان، ويكون القضاء إمّا على الفور وبالتتابع أو على التراخي، فهو مخيّر ولكن تبقى هذه الأيام دَيْناً في رقبته لله -تعالى- إلى أن يؤدّيها.
وإن جاء رمضان آخر على المسلم الذي في حقه قضاء أيام من رمضان سابق، ولم يقضِ هذه الأيام بغير عذر؛ فهو آثم، وعليه التوبة إلى الله -تعالى-، والمبادرة بقضاء الأيام، مع وجوب كفارة صغرى، وهي إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره.
الحكمة من تشريع الصيام
شرع الله -تعالى- لعباده الصوم للعديد من الحكم، نذكر بعضها فيما يأتي:
- يعد الصيام وسيلة لتقوى الله -تعالى-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
- تذكّر نعمة الله -تعالى- على الإنسان عند توفر الأكل والشرب.
- تعويد النفس على الصبر ، ومقاومة الشهوات واللّذات، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).
- ترقيق قلب المسلم، فيشعر بالفقراء والمحتاجين.
شروط وجوب الصيام
يجب الصيام على المسلم إذا تحقّقت عدّة شروط، نذكرها فيما يأتي:
- الإسلام.
- البلوغ .
- الإقامة.
- الخلو من الحيض أو النفاس.
- القدرة على الصوم
لقوله -تعالى-: (لا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)، وقوله -تعالى-: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
- العقل
وذلك لما جاء أنّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلّم- قال: (رُفِعَ القلَم ُعَن ثلاثةٍ عن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبُرَ وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقِلَ أو يفيقَ).