تعريف النقود المزوّرة
ما هي النقود المزورة (Counterfeit money)؟
تتكون عملية صناعة النقود من عدة مراحل ، لكن مع ذلك تعد عملية تزوير النقود من العمليات الاحتيالية الشائعة عبر العصور، وتعد من أكثر العمليات المنتشرة حول العالم، ويقصد بتزوير النقود صنع نقود متشابهة ومتطابقة مع العملة الأصلية بحرفية عالية، لكنها نقود بلا أي قيمة يمكن اكتشافها بعدة طرق رغم مطابقتها للعملة الأصلية، فالنقود المزورة هي أموال يحاول البعض استخدامها وتداولها كأموال حقيقية بغرض الخداع.
قد تشكل النقود المزورة بمختلف العملات والفئات سواء من خلال تزوير النقود المعدنية أو الورقية تهديدًا مستمرًا لأي دولة أو شخص، وذلك لتأثيرها الكبير على قيمة العملة الحقيقة، لذلك تلجأ الدولة لتضمين بعض التفاصيل والعلامات لتمييز العملة الحقيقة عن المزيفة، لذلك يتم إضافة خيوط الأمان كوسيلة لتصعيب عملية التزوير، وتوضع هذه الخيوط بشكلِ عمودي خارج مركز الورقة خلال تصنيعها، ويمكن رؤية هذه الخيوط بسهولة عند تعريض الأوراق النقدية للضوء، حيث يظهر هذا الخيط كخط متقطع.
تعرف النقود المزورة بأنها صنع نقود قريبة جدًا من النقود الأصلية من حيث الشكل بحرفية عالية، إلا أنها نقود بلا قيمة وتستخدم بغرض الخداع، وقد تشكل تهديدًا مستمرًا على المجتمع والأفراد وذلك لتأثيرها الكبير على قيمة العملة الأصلية.
كيفية تمييز النقود المزورة
إنه لمن السهل على من يتعامل بالنقود باستمرار كموظفي البنوك والصرافين كشف النقود المزورة بسهولة بمجرد لمسها، لكن ماذا عن عامة الناس ومن لا يمتلك هذا القدر من الخبرة في كشف النقود المزيفة؟ عادةً ما تضيف السلطات المسؤولة بعض التشديدات والإضافات لعناصر تصنيع النقود لجعل عملية التزوير أكثر صعوبة، ومن هذه الإضافات الآتي:
- الورق الخاص.
- الحبر متغير اللون.
- العلامات المائية.
- خيوط الأمان.
- ختم الدولة.
- الترقيم.
وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات المسؤولة لمنع التزوير، إلا أن عمليات التزوير لا تزال مستمرة رغم الحاجة لمبالغ ضخمة من الأموال لدعم هذه العمليات، لكن مع ذلك لا يزال المزورون ينتجون العملات ويتدالونها محليًا ودوليًا، وفيما يأتي أبرز علامات الفلوس المزورة التي ستساعد على تمييز النقود المزورة من الأصلية:
- الملمس الخشن: لأن النقود الحقيقة ستكون خشنة بعض الشيء عند لمسها وذلك بسبب الحبر المستخدم بها، لذلك فإنه كلما زادت سلاسة الملمس فستكون النقود مزيفة بلا شك.
- عدم وجود خيط الأمان: عادة ما يجري تضمين شريط صغير أو ما يعرف بخيط أمان عموديًا في الورقة النقدية، ويمكن رؤية هذا الخط عند تعريض الورقة النقدية للضوء، وعادةً ما تتوهج هذه الخيوط بألوان مختلفة.
- تغير اللون عند تحريك العملة في الضوء: وذلك لتحديد الحبر متغير اللون، فمثلًا قد يتغير لون العملة النقدية كالدولار من النحاسي إلى الأخضر عند تحريكها من زوايا مختلفة.
- عدم وجود التفاصيل الصغيرة: يمكن استخدام عدسة مكبرة لملاحظة التفاصيل المصغرة؛ كبعض الرسومات، والخطوط الصغيرة والمعقدة لتصميم العملة، وهي التي لا تتواجد في العملات المزورة.
- عدم وجود العلامة المائية: يمكن تحديد العلامة المائية من خلال رفع الورقة النقدية أمام الضوء على يمين الصورة، والتي يصعب تقليدها في النقود المزورة، ويمكن استخدام جهاز كشف النقود المزورة، والذي صمم خصيصًا لملاحظة التغيرات على العملات ومقارنتها مع العملات الأصلية.
أجهزة كشف النقود المزورة
قد تتعدد أجهزة كشف النقود المزورة لكن معظمها يهدف لكشف الخصائص الأمنية للأوراق النقدية لتحديد فيما إذا كانت حقيقة أو مزيفة، وعادةً ما يسخدم هذا الجهاز طريقة أو عدة طرق للتحقق من الأوراق النقدية، وكلما زادت تلك الطرق زادت دقة الجهاز، حيث تهدف هذه الطرق إلى الكشف عن:
- العلامة المائية.
- خيط الأمان.
- الأشعة فوق البنفسجية.
- الحجم وغيرها من العلامات الأمنية سالفة الذكر.
مخاطر استعمال النقود المزورة على الفرد
قد تهدد عمليات تزوير النقود العديد من الأفراد وأصحاب الأموال لدورها في تدمير حجم المبيعات وتهديد العلامات التجارية للأفراد، فتزوير النقود يعد صناعة عالمية في الوقت الحالي، وتزداد خطورتها مع تطور التكنولوجيا من خلال تطور أساليب المزورين، عدا عن حجم المساءلة القانونية لعملية التزوير، لذلك يعد استخدام الأموال المزيفة وتداولها جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بالسجن، كما وتعد حيازة أي جهاز أو قالب أو آلة تستخدم في النقود المزيفة جريمة يعاقب عليها القانون، عدا عن بعض المخاطر والآثار المدمرة لمن يتداول النقود المزيفة خاصة لمن يملك علامات تجارية ورؤوس أموال ومنها:
- زيادة تكاليف الإنتاج.
- خسارة في هامش الربح.
- خسارة في إيرادات المبيعات.
- مطالبات لضمان المنتجات الاحتيالية.
- مطالبات في المسؤولية عن المنتج.
- الضرر بالعلامة التجارية وبسمعة المنتج.
إضافةً لذلك ومما يجعل من النقود المزيفة ذات تأثير سلبي على الفرد والمجتمع، هو أن تزييف النقود كالسرقة، إذ إنها تعتمد على اختلاس الأموال وسلب الناس لحقوقها وهذا بحد ذاته سيقلل من قيمة النقود الحقيقية عن طريق زيادة أسعار السلع، عدا عن تفشي الجرائم والمشاكل بين الأفراد بغرض استرداد الحقوق، إضافةً لفقدان الناس الثقة في تداول الأموال الحقيقية.
تأثير النقود المزورة على اقتصاد المجتمع
تعتبر النقود جزءًا مهمًا من العملية الاقتصادية ، وقد لا ينحصر تأثير النقود المزورة على الفرد فحسب، وإنما على المجتمع بأكمله، لذلك يعد تزوير النقود جريمة تشكل تهديدًا كبيرًا ومستمرًا للاقتصاد المحلي عدا عن الخسارة المالية للمواطنين، لذلك إذا لم تتم السيطرة على تدوال العملة المزيفة والقضاء عليها سيؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد المحلي وعدم الاستقرار السياسي والأمني، وفيما يلي بعض الآثار السلبية الناجمة عن تداول النقود المزورة على المجتمع:
- انخفاض قيمة النقود الحقيقية.
- زعزعة الأمن الداخلي للدولة.
- التأثير سلبًا على سمعة البنك المركزي للدولة.
- انخفاض قبول النقود الورقية والعملة النقدية في المجتمع.
- كساد السلع والخدمات في الدول التي يكثر فيها تداول النقود المزورة.
- إلحاق الضرر في عملة الدولة الأصلية، وفقدان الثقة بالعملة من قبل المواطنين والمستثمرين والتجار.
- التضخم أو ما يعرف بزيادة الأسعار للسلع والخدمات نتيجة لزيادة الأموال المزورة.
- الخسائر الفادحة لعدم تعويض التجار والشركات والبنوك مقابل النقود المزورة حتى بعد مصادرتها.
يشكل إنتاج النقود المزيفة تهديدًا كبيرًا على مستوى الفرد والمجتمع، وذلك لتأثير هذه النقود المقلدة على النمو الاقتصادي للمجتمع، عدا عن المسؤولية القانونية الكبيرة التي تترتب على كل من يصنع ويتداول هذه النقود، ورغم أن تقدم التكنولوجيا زاد من تداول النقود المزيفة في جميع أنحاء العالم، وأن البعض من هذه النقود ذات جودة عالية ويصعب التعرف عليها والتمييز بينها وبين العملة الحقيقية، إلا أن التوعية بكيفية كشف النقود المزورة قد يساهم في مكافحة تصنيع وتداول هذه النقود والحد منها، وذلك لضمان السلامة العامة والحفاظ على الأمن القومي والاقتصادي للمجتمع، بالإضافة للحفاظ على الحقوق العامة للمواطنين.