حكم الادعاء في الغيبيات
حكم الادعاء في الغيبيات
الغيب هو الذي لا تدركه الحواس، ولا تدركه ولا تتصوره العقول، ولم تراه الأبصار، بمعنى أنه غاب الحواس، وهذا الغيب يعلم عن طريق الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، فالغيب لا يعلمه إلا الله -عز وجل-.
والغيب ما غاب عن الناس من الأمور المستقبلية والماضية وبما لا يرونه، فالخلق جميعاً من إنس وجن وملائكة وغيرهم لا يعلمون الغيب، قال الله -عز وجل-: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، وقال الله -عز وجل-: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
حكم الادعاء في الغيبيات عن طريق الكف والفنجان والتنجيم
حكم الذي يدعي العلم، أو المعرفة في الغيب عن طريق الكف والفنجان والتنجيم عند العلماء كما يأتي:
- حكم الادعاء في الغيب بالكف والفنجان: صورة ذلك أن يقرأ الإنسان الرسم الذي يجده على الكف أو الرسم الذي يوجد على القهوة داخل الفنجان، ويتنبأ من خلاله الأخبار الماضية، والأمور المستقبلية؛ فيوهم الناس أنه يعرف بالغيب، أو يقولون للشخص المريض، فلان عمل عملا فمرضت بسببه؛ فلا شك في أن هذا النوع من ادعاء الغيب محرم.
- حكم ادعاء الغيب عن طريق التنجيم: التنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكية، والكواكب، على الحوادث الأرضية؛ فيدعي وقت مجيء المطر، وهبوب الريح واشتدادها، وكذلك يقولون من تزوج بنجم كذا؛ فإنه يحصل له كذا وكذا من السعادة، أو الشقاء، ومن ولد بنجم كذا، حصل له كذا من السعادة والتعاسة.
وكذلك ادعاء أن البروج فيها حظوظ، فالنجوم ليست مسخرة للتنجيم، فهي مخلوفات، لا تنفع، ولا تضر؛ فلا تدل رموزها على السعادة، أو الشقاء، أو الغنى، أو الفقر، أو الموت، أو الحياة، وإنما هذا كله من عمل الشياطين الذين يسترقون السمع، وهذا النوع من ادعاء الغيب، ألا وهو التنجيم لا شك أنه حرام.
حكم الادعاء في الغيبيات عن طريق الكهانة والعرافة
حكم الذي يدعي العلم، أو المعرفة في الغيبات عن طريق الكهانة والعرافة عند العلماء كما يأتي:
- ادعاء الغيب عن طريق الكهانة: الكاهن هو الذي يخبر عن الغيبيات التي تكون في المستقبل التي لم تأتِ بعد، وقيل هو الذي يخبر عما في النفوس والقلوب والضمائر، وذلك عن طريق الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء، قال الله -عز وجل-: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ* تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)، وهذه الكهانة محرمة، فقد ثبت في الحديث: (عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال : من أتى عرافًا أو كاهنًا ، يؤمنُ بما يقولُ ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ).
- ادعاء الغيب عن طريق العرافة: العرّاف هو الذي يدعي معرفة الأشياء الضالة أي الضائعة، وكذلك يدعي معرفة الشيء المفقود، أو المسروق، وذلك عن طرق مقدمات يستدل بها، وفعله حرام، فقد ثبت عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً).
إخبار الله الرسل بالغيب
لقد أخبر الله -عز وجل- الرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ببعض الغيبيات، وهذه سمة اصطفائهم من بين الناس، فالرسول أو النبي لا يبلغ إلا بما يخبره الله -عز وجل- ويأمره، ولا يدعي معرفة الغيب إلا بما علمه الله -عز وجل-، فالرسل والأنبياء صادقون صديقون، منزهون عن الكذب والعبث والسحر والشعوذة، ولذلك قال الله -عز وجل-: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ).